العدد 4907 - الجمعة 12 فبراير 2016م الموافق 04 جمادى الأولى 1437هـ

مهرجان أوال التاسع... وحصان العربة

مسرحية مقامات بن تايه
مسرحية مقامات بن تايه

المنامة - محمد السلمان 

تحديث: 12 مايو 2017

على «مقامات بن تايه» وهو ينظر من «النافذة» خوفاً من «السايكو»، شعر بأنه «بعيداً عن السيطرة» على «الصفقة»، سرح يفكر في «العيد» القادم، فناداه أحدهم من نادي المسرح «صح النوم»... انتهى المهرجان!

كانت تلك عروض مهرجان أوال المسرحي التاسع، الذي مازال يناضل من أجل ألا تنقطع أنفاسه وسط الأمواج العاتية في خضم بحر متلاطم دون أن يرمي إليه أحد بطوق النجاة الحقيقي الدائم ليصل إلى الجمهور على بر لا تتراقص فيه حروف النفاق من أجل الاستمرار في الحياة، ولو بعد عشر سنوات من حُلم بناء مقر وصالة مسرحية خاصة بالفرقة فقط، وليس شيئاً مُحرماً، فأين الحصان وأين العربة؟

للمرة التاسعة، دون كلل أو ملل، يواصل مسرح أوال بكل كوادره من داخل وخارج المسرح؛ عقد مهرجانه السنوي بإمكانيات شبه ذاتية، لو لا أن الخشبة بإمكانياتها هي خارج تلك الذاتية. ويقدم في الدورة التاسعة سبعة عروض مسرحية بمشاركة نادي المسرح الجامعي أيضاً، بحضور ثلاثة عروض من خارج البحرين من دول مجلس التعاون، من عُمان، والإمارات، والعربية السعودية.

ولن نقف طويلاً في هذه الكلمات الانطباعية المختصرة أمام كل عرض على حدة، بل هي ملاحظات متواضعة للمهرجان بشكل عام مع الإشارات اللازمة لبعض العروض للتوضيح.

بداية، لم أجد سبباً لما حدث من أخطاء غير مبررة، بسرعة الإعداد، في الورقتين السادسة والسابعة من كُتيب المهرجان هذا العام! مع تقديرنا لما صدر من تقييم للعروض في نهاية المهرجان من قبل لجنة التحكيم برئاسة القدير محمد الخزاعي، والتي بالتأكيد أصابها الضنك والتعب، والحيرة والمتابعة الحثيثة، والعصف الذهني والفني والمجتمعي، حتى خرجت بالنتيجة المذكورة، وإن كانت قد توافقت مع ما دونَّاه من نقاط مسبقاً منذ الليلة الأولي، على كافة العروض.

• يُلاحظ على عروض الشباب المشاركة في المهرجان أنها مازالت قلقة وهي تقف في منتصف الطريق تبحث عن ذاتها وأدواتها الفنية وفي كل مرة دون حزم ولا حسم، مع أن خمسة من نصوص عروض المهرجان هي تأليف عربي.

• ليس هناك تواصل في التجربة المسرحية من حيث تطور أداة الأداء لدى الممثل الشاب مع التجارب الأولى، بمعني ألا نعيد استنساخ نفس الأداء الذي توقف عنده الرواد الأوائل أو أكاديميو المسرح؛ بل مد حبل تلك التجارب إلى الأعلى لشد العضد بها، لا أن نرخي ذاك الحبل ثم نسقطه من أيدينا ويعود هؤلاء الشباب للتسلق من جديد دون عوامل مساعدة من إرث واتكاءات المخضرمين من رواد المسرح. فلا أعتقد أن كل تجربة تخلق عالمها الفني دون امتزاج الخبرات السابقة بها بحيث تصقلها دفعاً للأعلى وليس الأسفل، ثم البدء من جديد، وهكذا. فالحصان قبل العربة ولكن ليس خلفها!

• رغم ندرة العنصر النسائي في عروض المهرجان السبعة، إلا أن من حصد جائزة التميز الأولى في الإخراج هي امرأة بقامة الرجال اختياراً، وفناً، ومقدرة، غادة الفيحاني، حين أعد لها عبدالله السعداوي نص المؤلف (إيرينيوس يسنكي)، لتتفوق به بمساعدة سارة البلوشي، ومحمد بهلول.

• قفز سؤال كبير في هذا المهرجان، مع قلق الشباب الفني، وهو: لماذا يصر بعضهم على اختيار نصوص أكبر من قدراتهم الفنية، فقط من أجل المشاركة، فيقعون في فخ تفسير النص على الخشبة ليس إلا، وليس تقديم عرض فني مفكر وجاذب، ومقنع، وممتع في نفس الوقت. وهذه إشكالية معظم الشباب بين تفسير النص، أو خلق حالة مسرحية إبداعية من داخل النص، ببث حياة أخرى متوهجة في ذلك النص على الخشبة أو دونها، لا تقبل الموت السريري في ذات لحظة العرض.

• المظلوم الأكبر في هذا المهرجان، هو موقع الندوات التعقيبية المباشرة على العروض، من حيث عدم جاهزية الموقع فنياً، ولا مساحة، ولا شكلاً حضارياً متطوراً لكيان فني بحريني ينشد التغيير نحو الأفضل دائماً. فالمكان بكل بساطة، هو المدخل الخارجي لصالة العروض. بينما كان في السنوات الأولى للمهرجان، في موقع صالة الفنون المجاورة لصالة العرض، فأين العربة من الحصان؟.

• لا أدري لماذا نعتبر السخرية من بعض الرموز الدينية، ليس من باب الدفاع عنها، ومن توحش الرجل ودونيته تجاه المرأة، ليس دفاعاً عن الرجل؛ في النصوص والعروض المسرحية هو الجرأة بحد ذاتها، وليس تعرية المنافق، والخيانة، والكبت، والظلم، وسحق آدمية الإنسان في هذا الزمان وكل زمان؛ هي الجرأة أيضاً.

• عانت ردود الطواقم الفنية للعروض المسرحية من مؤلفين، أو معدين، أو مخرجين للأعمال المشاركة؛ من شح في الردود على مداخلات وملاحظات وآراء الجمهور العامي، أو المثقف المتخصص، أو المتابع للحراك المسرحي البحريني. فقد تعلم معظم الشباب اليوم، من بعض الكبار الذين سبقوهم هذا التوجه فقط دون غيره، أن يلقوا إلينا بهذه العبارة عند استلام طرف خيط الحديث في نهاية الندوة: «شكراً لكل الآراء، وسنأخذ بها عند عرض النص مرة أخرى، أو في عروضنا القادمة»! وكفى الله المداخلين شر...

ومازال العرض لم ينته بعد.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً