العدد 4919 - الأربعاء 24 فبراير 2016م الموافق 16 جمادى الأولى 1437هـ

«المضادات» ترهب أطباء بريطانيا

وفاة طفل تـُفجر جدلاً حول استخدامها

فجرت وفاة الطفل البريطاني وليام ميد ذو 12 شهراً في الـ 14 من ديسمبر الماضي الجدل مجدداً حول المضادات الحيوية، وقد تقود لحملة معاكسة لحملات الحد من استخدام العقار المحارب للإلتهابات. واعتبرت مؤسسة بريطانية صحية أن الحملات أصبحت ترهب الأطباء لدرجة أن بعضهم يتهيب من وصفه لمرضاه.

وفاة وليام

«حادث الوفاة كان يمكن تجنبه»، هكذا تصف ميليسا والدة الطفل الحدث الذي أشعل الساحة الطبية في بريطانيا. وبدأت الحكاية منذ إصابة الطفل بإلتهابات تطورت ورفعت من درجة حرارة الطفل لتصل 40 درجة قبل يومين من وفاته لتنخفض إلى 35 درجة قبل يوم من وفاته وبالتالي تسمم دمه المسبب الرئيسي للوفاة.

أما التفاصيل فإن الأطباء وخلال الثلاثة أسابيع الماضية قبل الوفاة امتنعوا عن إعطاء الطفل مضادات حيوية لمحاصرة الإلتهاب بحسب مؤسسة الخدمات الصحية الوطنية، والتي شنت في تقرير لها صدر مؤخراً هجوماً على «ترهيب» الأطباء من استخدام المضادات الحيوية.

وقالت: «إن الأطباء وقعوا تحت «الضغط المستمر للحد من وصف الأدوية المضادات الحيوية»، وهذا من شأنه حرمان الأطفال من الأدوية حتى ولو ظهرت لدى الأطباء إشارات لضرورة إعطاء الطفل الدواء المضاد».

وتشير المؤسسة أن الطفل لم يفقد حياته لو أُعطي الدواء.

يمكن تجنبها

واتهمت خدمة الطوارئ التي تقدمها مؤسسة الخدمات الصحية الوطنية بالتسبب في الوفاة لأنهم لم يتخذوا الإجراء السريع والمناسب عندما أخبر والديَّ وليام الفريق الطبي بالتغيرات في درجة الحرارة بتاريخ 13 ديسمبر. وأوضح البروفيسور بيتر فليمنج، من مستشفى بريستول للأطفال أن وليام توفي من عدوى بالبكتريا العقدية والإلتهاب الرئوي مما أدى إلى تسمم دمه. ورجح ترسخ العدوى خلال الأسبوع الذي توفي فيه مما أدى إلى «التدهور السريع» في 12 و 13 ديسمبر.

وفي المقابل تمنت والدة الطفل أن تتحسن الخدمات الطبية بشكل أفضل. وتألمت لفقد ولدها جراء المنظومة الصحية، وأنها محطمة هي وزوجها جراء هذا الحادث الأليم.

خطرة ولكن

ويستند سيل التحذيرات الهائلة التي وجهت للأطباء للتقليل من استخدام المضادات الحيوية في العلاج إلى ركن وثيق، فالخبراء يخشون مع كثرة استخدامها أن يفقد الفرد مناعته في مواجهة الإلتهابات وتصبح مميتة، ويساعد ذلك في ظهور سلالات جديدة من الجراثيم التي لا يمكن علاجها.

وفي بريطانيا أصدرت كبيرة المسؤولين الطبيين الأستاذة سالي ديفيز تحذيرات متكررة حول الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية، وشددت على ضرورة التعامل مع هذه المسألة بجدية لا تقل عن جدية التعامل مع الإرهاب.

وفي إحدى تحذيراتها أكدت بأن الخدوش والإلتهابات بعد العمليات القيصرية واستبدال الركب ستكون من أسباب الوفاة مستقبلاً. وتوقعت أن يكون الطب الحديث كما نعرفه في خطر.

على ذات السياق حذر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن المقاومة التي تبديها المضادات الحيوية يمكن أن يعود بالطب «للعصور المظلمة».

الحملة الشديدة على المضادات الحيوية رغم ما تستند إليه من أدلة علمية لم تخلو من معارضة، فرغم اقرار الكثير من العاملين في الحقل الطبي بسلبيات المضادات الحيوية، لكنهم حذروا في نفس الوقت من أن الضغط لحجب المضادات الحيوية يمكن أن تكون له عواقب مأساوية.

وقد وصفت فكرة معاقبة الأطباء لتسليم المضادات الحيوية «إلى نتائج عكسية وغير مفيدة» من قبل الكلية الملكية للأطباء.

وقال متحدث باسم وزارة الصحة البريطانية: ​​«يجب على الأطباء وصف المضادات الحيوية بشكل مناسب في الوقت المناسب وبالكميات الصحيحة، كلما هناك حاجة لذلك».

العدد 4919 - الأربعاء 24 فبراير 2016م الموافق 16 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً