العدد 4923 - الأحد 28 فبراير 2016م الموافق 20 جمادى الأولى 1437هـ

تقنية “الميزوثيرابي”... الجدل المستمر

في بحث علمي قيم نشر في العديد من الدوريات الطبية المتخصصة، يدعو رئيس قسم الأمراض الجلدية والتناسلية بالمستشفى الأميري بدولة الكويت الدكتور حجاب سعود العجمي إلى أهمية إجراء المزيد من الدراسات والتجارب العلمية لإزالة الغموض الذي يكتنف جوانب مختلفة من تقنية "الميزوثيرابي" وأهمها: إثبات فعاليته وكفاءته وتحديد احتمالات ارتباطه بأية مخاطر صحية بصورة تقطع الشك باليقين.

فالجدل، كما يرى الدكتور العجمي، لايزال محتدمًا حول الاستخدامات العلاجية والتجميلية حول هذه التقنية على الرغم من الاهتمام العلمي والطبي والإعلامي بين شريحة كبيرة من الناس، فهذه التقنية قديمة اكتشفها طبيب فرنسي يدعى مايكل بيستور في العام 1952 تقوم على أساس استخدام حُقن صغير دقيقة وغير مؤلمة تعطى تحت سطح الجلد وتحوي مواد وتراكيب مختلفة منها مستخلصات نباتية أو مكملات غذائية أو فيتامينات أو إنزيمات، وربما تحوي أحماضًا أمينية أو مواد مغذية وصنفًّا من المواد المعدنية والأدوية.

وتقوم فكرة استخدامها على نظرية أن هذا المزيج من المواد أو الأدوية يؤدي الى إذابة الشحم المتواجد تحت الجلد و انكماش الخلايا الدهنية، وهذه التقنية واسعة الاستخدام في أوروبا و أمريكا الجنوبية ولكنها محدودة الاستخدام في الولايات المتحدة الأمريكية وذلك نظراً لأن إدارة الغذاء و الدواء ( FDA ) الأمريكية لم توافق على أي نوع من العقارات والمواد المستخدمة في الميزوثيرابي، وتعتبر من أحدث الصيحات في عالم تجميل الجلد والجسم وذلك من أجل الحصول على النتائج العلاجية المرغوبة كتخفيف الوزن في أماكن معينة، وتجديد خلايا الجلد لاستعادة نضارته وشبابه، وعلاج السليوليت وتحسين المظهر الخارجي للجسم.

ويتناول الدكتور العجمي في بحثه أنه تم استخدام هذه الطريقة في البداية لعلاج بعض الحالات الخاصة مثل أمراض الاأوعية الدموية وإصابات الرياضة والأمراض المعدية وأمراض الروماتيزم وتحسين الدورة الدموية، وسرعان ما بدأ الأطباء بعد ذلك في استخدام الميزوثيرابي في النواحي التجميلية المختلفة، ومع ازدياد نشاط الشركات المنتجة للمواد المستخدمة في الميزوثيرابي وادعاءاتها المتكررة بفاعلية هذه التقنية، اتسعت قائمة الاستخدامات و تعددت دواعي استعمال الميزوثيرابي لتشمل الآتي: التقليل من دهون الجسم بصفة عامة أو في أماكن محددة منه، وعلاج السليوليت، وعلاج سقوط الشعر والصلع، وعلاج الندبات وتحسين مظهر ونوعية الجلد وتقليل التجاعيد وإعادة نضارة الوجه.

من الممكن إجراء الميزوثيرابي بطريقتين، وهذا بالطبع يعتمد على الطبيب المعالج ومدى خبرته ومستوى تمكنه من أي من هاتين الطريقتين، فالأولى تتم بالحقن يدويًا بواسطة إبر دقيقة للغاية، وعادةً ما يتم إجراء حقن متعددة في المكان المحدد على عمق يصل إلى الطبقة المتوسطة من الجلد، أما الطريقة الثانية فتتم بمساعدة أجهزة الحقن الخاصة، وهي تشبه المسدس يتم تثبيت الإبرة الدقيقة عليها، ومن الممكن معايرة هذه الأجهزة لإعطاء الحقن في الجلد إما بصورة منفردة كطلقة واحدة أو بصورة طلقات متكررة وبسرعات عالية، وتتميز هذه التقنية بفوائد ملموسة في جعل العلاج أقل إيلامًا للمريض وأكثر سهولة وسرعة للطبيب المعالج، مع إضافة عنصري الدقة والثبات في توصيل الحقن المتتالية.

العدد 4923 - الأحد 28 فبراير 2016م الموافق 20 جمادى الأولى 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً