العدد 4953 - الثلثاء 29 مارس 2016م الموافق 20 جمادى الآخرة 1437هـ

(الأمومة) أقوى من رحمين!

مبروك .. أنتِ حامل .. حامل لأول مرة!

عبارة حين سماعها، تثقل صاحبتها بالفرح نشوة لاقتراب تحقيق حلم الأمومة .. عبارة و بشارة، تحمل معها بدايات فصول حياة جديدة و تعلن عن نهايات حياة مضت ..

حروفٌ تُشعل فؤاد الأم بالأشواق توقاً لسماع نبضات صغيرها المزروع في داخلها .. كلماتٌ وإن كانت عنوان بهجة، قد تكون مرعبة بعض الشيء لأنها ستقود نحو عالم جديد، مختلط المشاعر، مليء بالمسؤوليات، مكتظ بالتجارب والنجاح فيه مرهون بالصبر.

ترنيمةٌ رغم عذوبتها وجمالها، لم يكن وقع رنينها على «جين وودهيد» كذاك!

“جين وودهيد” امرأة بريطانية، شاءت أقدراها أن تجعلها أنثى استثنائية، فقد وُلِدت برحمين وعنقي رحم!

تبدأ القصة حينما قررت «جين» أن تصبح أُماً، تحديداً أثناء زيارتها لطبيبها النسائي المختص، حيث لم تعد الأمور بعدها كما كانت قبلها!

رحمٌ مزدوج .. تشوه خُلقي .. اضطرابٌ نادر .. صعوباتٌ في الحمل .. وابلٌ من تحليلات طبية صادمة أثارت زوبعة عصفت بأحلام «جين». الصورة معتمة، شيء ما يحجب الرؤية .. آمال الإنجاب تبددت، تلاشت، إنكسار وخيبة.

“ تفسر هذه الحالة النادرة بسبب عدم التحام قناتي مالرين بصورة كاملة أو جزئية عند الجنين الأنثى ما يؤدي إلى حدوث انتفاخين ليتشكل بعدهما رحمين بدلاً من رحم واحد. وتولد 3% من النساء حول العالم بهذه الحالة التي يتم تشخيصها بــاختبار «بابانيكولاو» وهو فحص يُجرى لاكتشاف البوادر السرطانية التي تسبق السرطان المحتمل تواجده في بطانة عنق الرحم أو بإجراء تحليل «تورش» للكشف عن الفيروسات التي يمكن أن تسبب الإجهاض فى الشهور الأولى وذلك لأن هذا النوع من الأرحام أكثر عرضة لحالات الإجهاض المبكر، وبرغم هذا، يمكن حدوث الحمل ولكن قد يصعب اكتماله مما يتطلب ضرورة إجراء جراحة ربط لعنق الرحم فى بداية الحمل بعد الأسبوع السادس إلى السابع تفادياً للإجهاض المتكرر والذي يعتبر أحد المضاعفات الأساسية، هذا ناهيكِ عن احتمالية الولادة المبكرة. التلقيح الاصطناعي يُعد علاجاً ناجعاً «. هكذا ختم الطبيب بيانه الموجع!

اقتنعت «جين» أنها لن تتمكن من الإنجاب، فتبنت هي وزوجها «بول» طفلاً. «جين» أمٌ للمرة الأولى لطفلٍ بالتبني. هي سعيدة، ومبتهجة ولكنها ترغب بشدة في أمومة للمرة الثانية، فـحزمت أمتعة قرارها لخوض تجربة طفلاً بالأنابيب لعلها تنسج خيوطاً لنيل المبتغى. بعد إجراءها للفحوصات الممهدة لتجربة التلقيح المختبري، أحست «جين» بأنها تعاني آلاماً واضطرابا، اعتراها وجعٌ غريب، فراجعت طبيبها.

«جين، أنتِ حامل بشكل طبيعي في أسبوعكِ السابع»، دهشة أغرورقت لأجلها المُقلُ! مفاجأة بحجم السماء سعادة!

“جريس» ابنة «جين» أقبلت على الدنيا طفلاً أشبه بالمعجزة، طفلاً خرج من تحت أنقاض الألم ليكون الأمل، ليكون سرور القلب، ابتهاج النفس وقرةُ العين، أقبلت على الدنيا بحمل طبيعي، مخاضٌ وولادة، ذاك هو المنى!

عزيزي ،،،

كثيرةٌ هي أمنياتنا، كبيرة وصغيرة، فقط ثِق بالله، ارفع رأسكَ عالياً، ارسم ابتسامة على وجهكَ، كن ثابتاً وأمضِ ..

بقلم: أشواق العريبي

باحثة بيولوجية

العدد 4953 - الثلثاء 29 مارس 2016م الموافق 20 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً