العدد 4953 - الثلثاء 29 مارس 2016م الموافق 20 جمادى الآخرة 1437هـ

هل يسمع الجنين؟!

تتكون أذن الإنسان من ثلاثة أقسام: الأذن الخارجية والوسطي والداخلية وجميعها تعمل في منظومة متناسقة للسمع والتوازن هذا وتكتمل نمو الأجهزة الحسية والقوقعة لدى الجنين الطبيعي خلال الأسبوع 24 من الحمل. والجنين بإمكانه سماع العديد من الأصوات وخصوصا تلك التى تحدث فى الرحم فإحدى الدراسات قامت بوضع ميكرفون مائي في رحم احدى الأمهات أثناء الحمل ووجدت إنه حتى في حالات الهدوء التام هنالك أصوات عديدة تشمل صوت جريان الدم في الأوعية وأصوات غرغرة المعدة وضربات قلب الأم وكلها في الغالب تساعد على نمو السمع لدى الجنين, كما يمكن للجنين عند الأسبوع 17 من الحمل (أي الشهر الرابع) من سماع أصوات العالم الخارجى وخصوصا الصادرة من الأم حيث يتمكن من ضبط ايقاع سمعه للأصوات المستقبلة ولغتها ونبراتها مما يعمل على متانة الرابط العاطفي بين الطفل وأمه بعد الولادة, كما يمكن للجنين سماع المحادثات اليومية في المنزل والأدهى من ذلك أنه يتعود على اللهجة واللكنة المستخدمة لدى الوالدين ويستطيع تمييز أصوات الأقارب فتكون غير غريبة عليه بعد الولادة.

إلا إن للأصوات تأثير على الحمل وعلى الجنين فالضوضاء تؤذي الجنين والنساء اللواتي يتعرضن باستمرار إلى أصوات عالية بقياس أكثر من 80 ديسيبل تزداد لديهم احتمالات تقصير مدة الحمل (أي الولادة قبل الموعد) وتأخر نمو الجنين وانخفاض وزنه عند الولادة كما تزداد احتمالات فقدان السمع للأصوات ذات التردد العالي. كما أن دراسة أخرى بينت أن التأثير قد يكون على المدى البعيد فهؤلاء الأطفال من الممكن أن يصابوا بخلل في السمع عند بلوغهم سن 4-10 سنوات.

ولتبيان تأثير الأصوات على الأجنة وجدت الدراسات إن نبضات قلب الجنين تزداد وتتسارع عند الإسبوع 26 (أي مع منتصف الشهر السادس) من الحمل في تفاعل مع الأصوات الخارجية، كما لوحظ تناغم التنفس مع الأصوات ذوات الترددات المنخفضة كالقرآن والموسيقى. وبدءاً من الأسبوع 38 (الشهر التاسع) من الحمل يتفاعل الجنين بنوعية ومعدل حركات مختلفة، و في دراسة اخرى وجد أن الجنين يتفاعل مع الأم بشكل حاد عندما تضحك فهو يطفو رأسا على عقب ويرتد صعودا ونزولا في الرحم.

وتنشأ لدى الأطفال مهارات حركية أفضل وتطوير في المهارات اللغوية و المعرفية حتى ستة أشهر من العمر عندما يتعرضون لسماع الموسيقى أثناء الحمل. إلا أنه لا تزال تلك الاستنتاجات قيد البحث.

ختاما فإن الأصوات تترك أثرها في الأجنة بطريقة لا يدركها العلم ولكن يعلمها الله.

وصدق اللّه العظيم حين ذكر في محكم كتابه:

“وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” ( النحل: 78)

بروفيسور فيصل عبداللطيف الناصر

رئيس قسم طب الأسرة و المجتمع جامعة الخليج العربي

العدد 4953 - الثلثاء 29 مارس 2016م الموافق 20 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً