العدد 4956 - الجمعة 01 أبريل 2016م الموافق 23 جمادى الآخرة 1437هـ

في «معرض الكتاب»: «الإنترنت» وعوامل أخرى «تسرق» نصف الإيرادات

مسئول جناح مكتبة ابن كثير يتحدث إلى «الوسط» - تصوير محمد المخرق
مسئول جناح مكتبة ابن كثير يتحدث إلى «الوسط» - تصوير محمد المخرق

أكد عدد من الناشرين، بمعرض البحرين الدولي للكتاب، التراجع الحاد للإقبال على الكتاب الورقي، وكشفوا عن تقلص حجم المبيعات بنسبة لا تقل عن 50 في المئة.

وفي حديثهم مع «الوسط»، والمعرض يطوي ثامن أيامه، أرجع الناشرون ذلك لجملة أسباب، من بينها تراجع جاذبية النسخة الورقية للكتاب، لصالح النسخة الإلكترونية، وأثنوا على رغم ذلك على الجانب التنظيمي والجهود المبذولة من قبل إدارة المعرض.

بداية الحديث كانت في جناح مكتبة مدبولي من مصر، حيث يتواجد المسئولان عن الجناح، أحمد محمد مدبولي، وعلاء عزام.

يوجه مدبولي، بشكل مباشر، اتهامه لشبكة الإنترنت، وهو يقول «هذه الشبكة، هي السبب في حالة التراجع التي يعيشها الكتاب الورقي اليوم، حتى باتت الناس لا تقرأ كما كانت عليه في السابق، وهنا نتحدث عن مشكلة عامة».

من جانبه، قدر عزام تراجع المردود المالي بنسبة تصل إلى 50 في المئة، وأضاف «من شأن ذلك أن يصعب علينا كعارضين تغطية تكاليف الشحن والتنقلات»، لافتاً في الوقت ذاته إلى أفضلية الإقبال في الأعوام السابقة.

الحال نفسه، بدا مشابهاً في مكتبة ابن كثير، القادمة من الكويت. يتحدث مسئول الجناح أحمد محمد، ليقول «هي أول مرة لنا في المشاركة في معرض البحرين الدولي للكتاب، لذلك نترك تقييمها كتجربة، بعد نهاية المعرض».

وعن رأيه حيال الحديث عن تراجع الإقبال على الكتاب الورقي، قال «التراجع موجود لكنه عام على مستوى المنطقة العربية، ولا يقتصر على المعرض هنا في البحرين، فالتراجع بات ظاهرة لا تقتصر على مواسم معينة»، مشدداً على الحاجة لتوعية الناس بأهمية اقتناء الكتاب، ومحملاً الإعلام دوراً محورياً في ذلك.

وقال «هنا مكمن المشكلة، فاليوم يطغى الإقبال على الروايات التي لا تبني عقلاً ولا تبني أمة»، واستدرك «لكني أعتقد أن ذلك لن يصمد كثيراً، والبقاء في نهاية المطاف للكتاب الذي لن يجد عنه القراء بديلاً، وأبعد من ذلك أقول إننا وبعد عامين أو ثلاثة من الآن، لن نجد الروايات التي لا تشكل قيمة مضافة».

ويرى المسئول عن جناح مكتبة ابن كثير، أن العامل في حقل المعرفة، والكتاب على وجه الخصوص، بحاجة لمثلث مكون من ثلاث أمور، مال قارون، صبر أيوب، وعمر نوح، وأضاف «من يملك الاستعداد لهذه الأمور، فأهلاً وسهلاً به، ومن يعجز عن ذلك، فعليه البحث عن حقل آخر».

وتابع «وجدنا في بعض الدول العربية، من تخلى عن النشر، وانحاز لتجارة العقار، وذلك بسبب سهولته وبسبب افتقار الناشر للصبر الذي نتحدث عنه، لكننا على المستوى العربي نملك الكثير من النماذج المستوفية للأمور الثلاثة التي نتحدث عنها، والدليل على ذلك استمراريتها، واستمرارية فتح المزيد من المكتبات الجديدة».

وإلى أحد أجنحة الناشرين السوريين، تناولت «الوسط»، مع المسئول عن دار البشائر محمد نبيل علاء الدين، أحوال الكتاب الورقي، وهو الذي يشارك للمرة الـ 20 في معرض البحرين الدولي للكتاب.

يقول علاء الدين «نصر سنوياً على المشاركة في مملكة البحرين، نظراً للحب الذي نكنه لهذا البلد الشقيق، حتى مع وجود تحديات تتعلق بالمردود المالي».

وعن تقييمه لمستوى التنظيم، قال «التنظيم رائع جداً، لكن المسألة لا تخلو من سلبيات قد تتعلق بالمكان، على رغم جمال الموقع، إلا أن الحاجة أكبر لزيادة مساحة الأجنحة والممرات، وتسهيل إجراءات إدخال الكتب، إلى جانب الاستعداد لتقلبات الطقس، وهو الأمر المتوفر بدرجة أفضل في الموقع السابق، ممثلاً في مركز البحرين الدولي للمعارض».

على رغم ذلك، أثنى علاء الدين، على التعاون الملحوظ والكبير من قبل جميع أعضاء إدارة المعرض، بمن فيهم المدير بشار جاسم، وقال «بلا مجاملة، نحن نرى تعاوناً مستمراً يشكرون عليه الإخوة».

وانتقالاً للحديث عن أوضاع النشر والمكتبات، قال «عطفاً على الأحوال الاقتصادية الصعبة التي تعصف بالمنطقة، سيبدو منطقياً الإشارة للتدهور في أوضاع دور النشر والمكتبات، وإذا ما عرفنا بنظرة البعض للكتاب بوصفه «كماليات»، فسنفهم لماذا يتراجع الإقبال عليه»، مؤكداً تراجع الإيرادات بنسبة تصل لـ 50 في المئة».

وأضاف «سابقاً، كانت الهيئات والمؤسسات الحكومية والتعليمية، تأتي لاقتناء الكتب، لكن نسبة ذلك تراجعت في هذا المعرض».

وللربيع العربي دوره المؤثر في ذلك. يقول علاء الدين «هذا مؤكد، بل إنني أرى ان تأثيره يصل لحد التدمير، فالناس اضطرت للهجرة، فكيف لها في أوضاع كهذه أن تعير الكتاب الاهتمام المطلوب»، مضيفاً «نحن كدور نشر نعاني أيضاً، فنحن نتواجد مضطرين خارج سورية، منذ 4 سنوات، ونتوزع كالطيور المهاجرة ما بين مصر والأردن ودول أخرى، ونعيش أحوالاً لا نحسد عليها، على رغم اشتغالنا في حقل ثقافي لا ناقة له ولا جمل في كل ما يجري».

مسئول جناح مكتبة مدبولي من مصر يتحدث إلى «الوسط»
مسئول جناح مكتبة مدبولي من مصر يتحدث إلى «الوسط»

العدد 4956 - الجمعة 01 أبريل 2016م الموافق 23 جمادى الآخرة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 8:21 ص

      رحت المعرض مافيه مكاتب لبنانيه ولا عراقيه ولا لبنانيه معروفه والكتب الطائفيه في المكاتب اللاماراتيه والمصريه كثيره وبسببها ترمنا المعرض ومشينا

    • زائر 3 | 3:03 ص

      هذه السنة المعرض لم ينجح

      تغيير المكان ومنع المكتبات اللبنانية من المشاركة في المعرض
      في المرات القادمة الرجاء فصل السياسة والطائفية والمذهبية عن الثقافة والرجاء دعوة دور النشر والمكتبات اللبنانية والإيرانية والعراقية للمشاركة وانظروا إلى الإقبال

    • زائر 7 زائر 3 | 8:58 ص

      غلطاننين في كثير دار النشر اللبناني و في وايد كتب و مكانه حاليا افضل من السابق على الأقل تشوف منظر حلو لما تدخل و تطلع من المعرض و ان شاء الله كل سنة نفس المكان احسن من زحمة ارض المعارض . و شكرا

    • زائر 1 | 10:53 م

      أبو محمد

      هذأ تطور وتقدم في العصر .. وليس شيء مضر بالانسان

    • زائر 2 زائر 1 | 12:07 ص

      انا رحته مرتين

      استغلال مو طبيعي لأطفال الابتدائي بالذات وخاصه من غالبية دور المصريين
      صراحه اللي يبي كتب لاطفاله عندكم دار اصاله صوب ركن الاطفال وأي دار لبنانية القصص ذات جودة عالية وقيم رائعه مو دعاية حقهم بس سعر الكتاب فيه
      أما غالبية دور المصريين أسعارهم مبالغ فيها ولا يفاصلون قصه أخذها من رامز ب500 فلس يبيها بدينار ودينار ونص ودينأرين وكل محل غير؟؟
      وفي عندكم وحده لبنانية c33 صراحه لعب تعليمية ورخيصه الانستغرام اشتريهم بستة دنانير واهي بدينار ونص أرقام وانجليزي وتركيب حروف وعمليات رياضية بدينارونص وغيرها

اقرأ ايضاً