اقترب فريق الحد أكثر من أي وقت مضى من تحقيق لقب دوري الدرجة الأولى لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه بعد فوزه الثمين أمس الإثنين في الجولة 13 على الرفاع بهدفين مقابل هدف واحد، واستفاد الفريق كذلك من سقوط ملاحقه المحرق في فخ التعادل أمام الأهلي بهدفين لهدفين أمس أيضاً، وبذلك أصبحت للحد 31 نقطة في الصدارة من 13 مباراة وتبقت له خمس ويكفيه الفوز في 3 منها ليُتوج بطلاً، بينما وصل رصيد المحرق إلى 21 نقطة من 12 مباراة وتبقت له 6 مباريات وهو بالمركز الثاني، وبقي الرفاع على 16 نقطة من 12 مباراة بالمركز الثالث مؤقتاً، والأهلي وصل رصيده إلى 15 نقطة من 13 مباراة.

وتقدم الرفاع في الشوط الأول عبر السوري محمود المواس (30) لكن الرد الحداوي أتى في الشوط الثاني من النيجيري أوروك (65) وعبر ركلة جزاء من هداف الدوري (الزلزال) محمد سعد الرميحي (69) معززاً رصيده في طليعة الهدافين بـ11 هدفاً، بينما في المباراة الأخرى تقدم المحرق أولاً عبر ركلة جزاء من إسماعيل عبداللطيف (8) وأتى الرد الأهلاوي من مهدي سيد باقر (14)، وسجل البرازيلي إلياسو الهدف الثاني المحرقاوي (21) ثم أحرز مواطنه كلايتون هدف التعادل الأهلاوي (74).

الحد والرفاع

كان الشوط الأول في هذا اللقاء رفاعياً بشكل تام، إذ كان السماوي هو الطرف الأفضل، ودخل باندفاع كبير بحثاً عن الفوز، على عكس فريق الحد الذي تراجع كثيراً إلى الخلف من أجل القيام بالمهمات الدفاعية ولم يُشكل لاعبوه خطورة كبيرة على مرمى الحارس محمود منصور.

واعتمد الرفاع كثيراً على الهجوم من الطرفين بوجود محمود المواس في اليمين وسيد ضياء سعيد في اليسار، وهذا الأخير كان النجم الأبرز في هذا الشوط، إذ شكل خطورة كبيرة بجهته، وعكس أكثر من كرة لزملائه، ويتم الاعتماد كثيراً على العمق الذي شغله كميل الأسود ومحمد علي الطيب، وكان خلفهم موسى ناري الذي أدى الواجبات الدفاعية، بينما الحد لم تكن لديه استراتيجية واضحة، فخط الوسط كان مفككاً بعض الشيء، وعانى الفريق من البطء في نقل الكرة وهو ما سهل من مهمة لاعبي الرفاع في تغطية منطقتهم، ولم نشاهد تحركاً جديّاً من أجل إيقاف الخطورة الرفاعية، ولم يكن علي سعيد الشهابي بالذات في مستواه باليمين، وخصوصاً في ظل عدم المساندة الكاملة له، وعلى رغم سيطرة الرفاع فإن كرته الخطيرة الأولى جاءت بعد 28 دقيقة بعد كرة عرضية من المواس وصلت إلى أحمد الدوني المواجه للمرمى سددها أرضية أنقذها الحارس عباس أحمد، وتبادل سيد ضياء الكرة مع الطيب ووصلت إلى الأول جهة اليسار لعبها عرضية أرضية وضعها المواس في المرمى الحداوي هدفاً للرفاع (30)، ومرر محمد سعد الرميحي كرة أرضية خطيرة لحسين سلمان داخل منطقة الجزاء وهو مواجه للمرمى لكن الدفاع تدخل وأبعدها، وسدد سيد محمد عدنان كرة ثابتة مرت بجوار القائم الايمن الرفاعي لينتهي الشوط الأول رفاعياً بهدف دون رد.

شوط العودة

مع بداية الشوط الثاني أجرى مدرب الحد سلمان شريدة تبديلين، إذ أخرج الظهير الأيمن علي سعيد وأدخل حمد فيصل الشيخ، وأخرج لاعب الوسط حسين سلمان ودخل أوتشي وتم تثبيت عبدالوهاب المالود في الوسط الأيمن مع بقاء عيسى مصبح كمحور ثابت وتقدم محمد الداود لمساندة الهجوم، وانقلب الحال بفعل هذه التغييرات وأصبح الحد الطرف الأفضل وهاجم مرمى الرفاع بضراوة منذ البداية، وتألق الحارس الرفاعي محمود منصور وأبعد كرتين سددهما سيد عدنان والداود، ثم ارتدت كرة سيد عدنان الرأسية من العارضة (58)، وعلى عكس سير اللعب مرر الدوني كرة أرضية لعبدالله الزايد واجه بها مرمى الحد وسددها أرضية عادت من القائم الأيمن، ثم لعب المالود كرة عرضية من اليسار تطاول لها أوروك ووضعها برأسه في الزاوية اليمنى لمرمى الرفاع معلناً عودة الحد (65)، وواصل المالود تألقه ومرر كرة أمامية للرميحي انفرد من خلالها بالمرمى وأعيق من الحارس محمود منصور واحتسبها الحكم ركلة جزاء صحيحة سجل منها الرميحي نفسه هدف الانتصار (69)، وهدأ بعدها اللعب، ولم نشاهد ردة فعل حقيقية رفاعية سوى هجمة في الدقيقة 90 بعد كرة أرضية وصلت للبديل عبدالله مبارك تدخل الحارس عباس أحمد وأبعدها عن مرماه لتنتهي المباراة حداوية بهدفين لهدف، أدار اللقاء بنجاح كبير الحكم عبدالله قاسم وساعده ياسر تلفت وعبدالله صالح والحكم الرابع حسن الياسي.

المحرق والأهلي

هذه المباراة أوفت بوعودها وكانت جميلة منذ البداية، إذ حصل المحرق على فرصة التسجيل عند الدقيقة 8 بعد تدخل مهدي السيد باقر على فيليبينهو وكانت خارج منطقة الجزاء بشكل واضح لكن الحكم احتسب ركلة جزاء سجل منها إسماعيل عبداللطيف هدف السبق، والبعض يذهب إلى أن تدخل باقر كان عاديّاً في الأساس، لكن باقر نفسه عادل الكفة بعد مرور 14 دقيقة مستغلاً كرة ثابتة وصلته من مهدي طرادة خرج لها الحارس عبدالله الكعبي بشكل خاطئ لتتعداه ويضعها سيد مهدي برأسه في المرمى، ولم يحتسب الحكم ركلة جزاء للمحرق بعد ملامسة محمود جلال الكرة بيده داخل منطقة الجزاء، وعاد المحرق للتقدم من جديد بعد كرة أرضية ذكية مررها الخبير محمد سالمين لإلياسو انفرد من خلالها بالحارس أحمد مشيمع وسددها في المرمى (21)، وغابت الفرص بعدها ماعدا محاولة أهلاوية وحيدة عبر كرة سددها طرادة وصلت إلى يد الحارس.

ومع بداية الشوط الثاني لم يستغل المحرق أفضليته، إذ أضاع ثلاث فرص في أول ربع ساعة، الأولى من علي جمال والثانية كرة رأسية من عبداللطيف اعتلت العارضة، والثالثة الأخطر وكانت رأسية من عبداللطيف أيضاً أبعدها الحارس مشيمع، وهذا الأمر جعل الأهلي يعود في ثلث الساعة الأخير وخصوصاً بعد دخول ضياء سلمان الذي سدد كرة اصطدمت بالدفاع وتهيأت لكلايتون المواجه للمرمى تماماً وضعها أرضية في المرمى الأحمر معلناً التعادل (74)، وأضاع الأهلي بعدها كرتين خطيرتين من دييغو وكلايتون، قبل أن يعود المحرق في الدقائق الخمس الأخيرة وبتبديلات متأخرة من مدربه عيسى السعدون، وضاعت كرة سددها عبداللطيف بعيداً (87)، ولم يُوفق إلياسو في ترجمة فرصتين خطيرتين في الوقت بدل الضائع لتنتهي المباراة بالتعادل بهدفين لكليهما.

أدار اللقاء الحكم عبدالشهيد عبدالأمير ولم يكن موفقاً في الشوط الأول، وساعده إبراهيم سبت وفيصل علوي والحكم الرابع رامي الكعبي.