إن كانت حرارة الشمس تعتبر من المتاعب على المواطنين؛ نظرا إلى شدتها في فصل الصيف، فإنها على أصحاب ورش تصليح المكيفات ذات نفع. فهذه الورش وطوال فترة الشتاء يجلس عمالها بلا عمل إلا في حالات بسيطة يقضونها في تصليح الثلاجات والغسالات. لكنها في فصل الصيف تعمل ليل نهار ولا تستطيع تلبية جميع الطلبات المتاحة لها.

ففي منطقة الهملة يعمل عبدالجليل الفرساني على صيانة وإصلاح المكيفات في فصل الصيف منذ الثامنة صباحاً حتى المساء، ليعوض بذلك ما كان يخسره في فصل الشتاء والذي كان يقضيه بحسب قوله «في تصليح ما يأتي بشكل قليل من ثلاجات وغسالات». أما في الصيف فيؤكد «العمل لا يتوقف إلى درجة اننا نعجز عن تلبية جميع الطلبات التي تأتينا على رغم ان العمل أحيانا يمتد بنا إلى الساعة العاشرة مساء».

ولذلك فإن فصل الصيف ولهيب حرارته المتعبة يعتبر عند الفرساني وعند أصحاب الورش ذا نفع. فالعمل فيه لا يتوقف، إذ تبدأ طلبات صيانة المكيفات منذ شهر (مارس/ آذار) حتى شهر (سبتمبر/ أيلول) كما يقول الفرساني ويضيف «يكون العمل في هذه الأشهر كثيفاً، فنحن في الورشة وفي ذروة أيام العمل نقوم بإصلاح حوالي خمسين مكيفاً كل يوم».

وكلما اشتدت حرارة الشمس يقول الفرساني: «اشتد العمل في الورش، فعمل المكيف بصورة مستمرة يعرضه للحاجة للتنظيف أو ينهي العمر الافتراضي للكمبريسر أو يعرضه لمشاكل تسرب الغاز وتصليح المراوح وغير ذلك مما يتعطل ويحتاج لاصلاح. وأكثر ما نقوم به هو عملية التنظيف وشحن الكمبريسر بالغاز وأيضا اصلاح التسريبات فيه».

ولا يختلف الوضع في أغلب الورش كما يؤكد ذلك مدير ورشة زاهر بقرية بوري أمرات بال، إذ يقول: «ان العمل في الشتاء ضعيف جدا ولا يكاد يغطي المصاريف، لكنهم يغطون هذا النقص بما ينهال عليهم من عمل في فصل الصيف، لذلك هو يقول «قرم بوت أجا»، اي ان الصيف جيد جدا لهم لما يدره من عمل عليهم.

وعن كمية العمل يقول بال، انه وفير لكنه في منطقتهم تراجع قليلاً؛ لأن الورش زادت، فبوري بحسب قوله، توجد بها 18 ورشة لتصليح المكيفات، وعلى رغم هذا العدد وكذلك المنافسة التي يوصفها بغير الصحيَة في ما يخص تخفيض الأسعار، فإن الكل يعمل ويغطي مصاريفه وبالأخص إذا ارتفعت درجات الحرارة كما يعبر بال «إذا يصير واجد قرم، أنا شغل واجد زين».