تنبه اختصاصية التغذية آلاء يحيى أول ما تنبه في موضوع الإفطار والغذاء الصحي خلال شهر رمضان على ضرورة التزام مرضى السكري والضغط والأمراض المزمنة باستشارة الطبيب لتحديد مدى قدرتهم على الصيام، ومع أن النظام الغذائي الرمضاني بعد الإفطار مهم لكل الصائمين لضمان صوم صحي يضاعف الصحة، إلا أن من المهم التركيز على الفئات الأكثر عرضة للخطر جراء عدم اتباع الإرشادات الطبية خلال الصيام.

إن الحرص على شرب كميات كافية من السوائل والتي لا تقل على 8 كؤوس كالماء وشراب الأعشاب غير المحلى بالسكر فترة المساء يسهم في تعويض السوائل التي فقدناها خلال فترة الصوم، ومن - المفضل التقليل من شرب القهوة والشاي لكونهما مدرين للبول بالإضافة إلى أنهما لا يعتبران بديلًا عن السوائل التي يحتاجها الجسم، ومن المهم كذلك عدم الإسراف في تناول الفاكهة أو عصير الفاكهة الطازج لاحتوائه على كمية سكر كبيرة بحيث أن نصف كأس عصير يعادل حبة فاكهة من حيث كمية السكر الموجودة فيه.

أما بالنسبة للمصابين بالسكري والأصحاء على حد سواء، فتحذر يحيى من الحلويات الرمضانية التي تزخر بها المائدة الرمضانية، فلابد من التقليل قدر المستطاع من تناول الحلويات الرمضانية، والحرص على تحضيرها في المنزل بطريقة صحية أكثر وعدم شرائها وبذلك نتحكم بطريقة التحضير والكمية، أما المخللات والمكابيس، والمعلبات والأطعمة المالحة فيفضل تجنبها لاحتوائها على الأملاح التي تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.

وتتطرق إلى فوائد الصيام بصورة عامة، فمنها الوقاية لقول رسول الله صلى الله عليه وآله سلم "صوموا تصحّوا"، فخلال فترة الصوم والتي تمتد من بعد أذان الفجر وحتى أذان المغرب يعتمد الجسم في طاقته على سكر الجلوكوز المتوافر في وجبة السحور، إلا أن هذا المصدر لا يكفي الجسم إلا لساعات معدودة، من بعدها يجد الجسم نفسه مضطرًا للاعتماد على الطاقة وسكر الجلوكوز من المواد السكرية والدهنية المخزونة في أنسجة الجسم، وبهذه الطريقة، يتم توفير حرق السكر والدهون المخزونة ويتخلص الجسم من السموم المتراكمة، حيث من البديهي أن يبدأ الجسم أولًا باستخدام الخلايا المريضة أو الهرمة، وبعد الصيام، ومع تناول الإفطار يتجدد بناء هذه الخلايا والتي تعطي الجسم قوة ونشاطًا وحيوية، وهنالك الفوائد العلاجية والتي تتضمن مشاكل الجهاز الهضمي مثل الحموضة والقولون العصبي وعسر الهضم .

وتختصر الإفطار الصحي بالتقليل قدر المستطاع من الدهون والابتعاد عن المقالي، والامتناع عن تناول الحلويات واستبدالها بالفاكهة والتمر والتين (الفاكهة المجففة مفيدة عمومًا)، ولأن الكثيرين لا يقاومون الحلويات الرمضانية، فالأفضل أن ندعها لحين الاضطرار لتناولها كحالة الدعوات خارج المنزل أو عند استقبال ضيوف على الإفطار، لكن التقليل منها إلى أدنى حد مفيد للغاية، والنصيحة التي تراها ذهبية هي أن يكون طبق الحساء والسلطة مساويًا للطبق الأساسي من حيث الكمية، وأن تتقدم السلطة الخضراء فهي الأصح.