كيف تتأثر الاستثمارات العربية في بريطانيا بمعركة الاستفتاء على الخروج من الاتحاد الأوروبي أو البقاء فيه؟ ألا يشكل الخروج فرصة لتعزيز العلاقات الاقتصادية العربية البريطانية بعيداً عن تعقيدات البيروقراطية الأوروبية؟
على الصعيد العربي تعد بريطانيا تقليدياً من البلدان الجاذبة للاستثمارات العربية، ولاسيما الخليجية منها بحكم العلاقات التاريخية مع الدول العربية النفطية.
ومن جهة أخرى يعيش في بريطانيا ويعمل الكثير من العرب الأغنياء والمنتمين للطبقة الوسطى منذ أجيال. وتقدر الاستثمارات الخليجية وحدها بأكثر من 120 مليار جنيه غالبيتها مستثمرة في العقارات والأسهم أو كودائع بالجنيه الإسترليني، السؤال المطروح حالياً هو كيف يبدو مستقبل الاستثمارات العربية في الجزيرة في حال الانسحاب من الاتحاد؟
تأثرت هذه الاستثمارات - التي شهدت شأنها شأن باقي الاستثمارات - بشكل سلبي خلال الأسابيع الماضية. ويأتي ذلك بسبب تراجع وتقلب أسعار أسهم بورصة لندن والجنيه الإسترليني وأسعار العقارات على ضوء المخاوف من نجاح المؤيدين للخروج من الاتحاد. غير أن هذا التأثر لايزال ضعيفاً أو محدوداً نسبياً.
لكن وحتى في حال حدوث البريكسيت فإن بعض الخبراء يعتقد أن رؤوس الأموال العربية لن تدير ظهرها لبريطانيا ولن تتأثر بشكل يذكر، كون غالبيتها تشكل استثماراً طويل الأجل في عقارات فاخرة بالأحياء الغنية أو في مشاريع مشتركة تركز على البنية التحتية والطاقة.
غير أن الخبير الاقتصادي القانوني عبدالقادر غالب يرى بأن «كل الاستثمارات ورؤوس الأموال ستتأثر قطعاً بشكل واضح إذا خرجت بريطانيا، لأن الوضع سيكون غير مستقر وعدم الاستقرار هو العدو الأول للاستثمار ورأس المال»، ويضيف الخبير في تصريح خص به DW عربية أن «عدم الاستقرار وفترة «عدم اليقين» ستستمر لسنوات، وهذا سيضعف الاستثمارات القائمة. وسيؤدي كل هذا إلى خروج الأموال العربية وغيرها من بريطانيا».
ولكن وفي سياق متصل يعتقد الخبير بأن خروج بريطانيا يفتح باب الاجتهاد لدخولها في مفاوضات تجارية جديدة مع دول عربية عديدة وفي مقدمتها دول الخليج من أجل الدخول في مشاريع جديدة، بعيداً عن قيود الاتحاد الأوروبي وبيروقراطيته الشديدة.
وقد تكون هناك، على ضوء ذلك، فرصة جديدة لتعزيز التجارة البريطانية مع دول الخليج التي تربطها علاقات تاريخية قديمة. وعن مجالات العمل يرى الخبير غالب بأن بريطانيا «ستبحث تعزيز التعاون في مختلف المجالات، وخاصة تلك التي تركز على نقل التكنولوجيا للصناعات الخفيفة والطيران والتعليم والسياحة إضافة إلى المجالات الأمنية والعسكرية».
العدد 5041 - السبت 25 يونيو 2016م الموافق 20 رمضان 1437هـ