في العام 2005، لم يكن في يد فتية من قرية المالكية، سوى 10 آلاف دينار، تحصلوا عليها عن طريق الاستدانة. و«بعد 11 عاماً من العمل التجاري، نحن الآن نملك شركة تعداد موظفيها يبلغ 108 موظفين، وندير تجارة بقيمة مليوني دينار»، كما يوضح ذلك الشاب سيدإبراهيم الموسوي.

الموسوي، ذو الـ 26 ربيعاً، هو المدير التنفيذي لشركة أبراج الخميس. التقته «الوسط»، لاستكشاف معالم تجربة «لم تبلغ كل طموحاتها بعد، تتكئ على سواعد وعقول الشباب البحريني المؤهل، لتقول بملء فمها: نعم. البحريني هو الخيار الأنسب للتوظيف».

يتحدث الموسوي عن تفاصيل هذه التجربة، ليقول «في العام 2005 كانت البداية، ووقتها كنا نضع اللبنات الأولى للمؤسسة التي تعمل في مجال مقاولات البناء، لنمر من ذلك العام بمراحل تطور، طموحها السيطرة على هذه المنطقة الواقعة في قلب المنطقة الغربية والتي تشهد نمواً عمرانياً مطرداً». وأضاف «أولى مراحل التطور كانت بعد عامين فقط. لحظتها أضيف لنشاط المؤسسة بيع أدوات البناء، الأمر الذي مكّننا من اصطياد عصفورين بحجر: خفض الكلفة المالية على أعمال البناء التي نتولاها، وكسب الوقت والجودة في إتمام تلك الأعمال وتسليمها في الوقت المتفق عليه». وتابع «نتيجة لإشكالية قانونية واجهتنا آنذاك، كانت المؤسسة تمر بمرحلة التطور الثانية، وكما يقال (رب ضارة نافعة)»، منوهاً إلى أن «هذه الإشكالية ساهمت في تحويل المؤسسة الفردية إلى شركة أو مجموعة تتفرع منها شركات متخصصة في مجالات العقار والبناء والتأجير والنجارة، وليصبح المقر المكون من محلٍ واحدٍ يتيم، يحوي كرسياً وطاولة، إلى مقر مكوّن من 6 محلات. كان ذلك في العام 2009».

ومن خلف مكتبه الذي يتواجد فيه يومياً من الساعة 8 صباحاً حتى 7 مساءً، كان الموسوي يشير الى فلسفة العمل داخل الشركة، حيث يقول «خلال السنوات الأربع الأولى (2005 – 2009)، كان تركيزنا على أن الشباب البحريني المؤهل أكاديمياً، قادر بالفعل على سد الفجوة، وأن يقارع لا بل يتغلب على الكادر الأجنبي، ولذا كان حرصنا على بحرنة العمل داخل أقسام الشركة بنسبة 100 في المئة، ويشمل ذلك 21 موظفاً يعملون في أقسام الشركة الأربعة، وانطلقنا في ذلك من قناعة مفادها أن تحقيق الحد المعقول من الرضا الوظيفي كفيل بجعل العلاقة بين صاحب العمل وموظفيه، علاقة شراكة لا علاقة رئيس ومرؤوس».

وبشأن محصلة نشاط الشركة التجاري، قال «من بعد العام 2009، تمكّنا من إنشاء 26 فيللا ضمن برنامج السكن الاجتماعي، إلى جانب بناء 3 عمارات لصالح مستثمرين». وعن سؤال حول مستوى الأجور في الشركة، أجاب بقوله: «بشكل عام، تتحمل الشركة مسئوليتها الاجتماعية، عبر دعم العمل الاجتماعي والخيري، أما مستوى الأجور، فيبلغ الحد الأدنى لمن يحمل مؤهل الثانوية العامة 300 دينار، علماً بأن وزارة العمل والتنمية الاجتماعية تلزم الشركات بأقل من ذلك (270 ديناراً)، وبشكل عام يملك الموظفون خيار التطور ومضاعفة الراتب، وهو ما حصل لبعض الموظفين ممن قفز راتبهم الشهري من 300 دينار إلى 600 دينار».

ووجّه الموسوي الشكر للجهات الرسمية الداعمة لمنهج منح البحريني الفرصة، وخصّ بالذكر هيئة صندوق العمل (تمكين)، «التي وفّرت الدعم المالي وساهمت كثيراً في ما وصلت له الشركة من نجاح»، مبيناً في الوقت ذاته طموحات لا تنتهي للتطوير بما في ذلك الانتقال مطلع 2018 للمعرض الكبير، والذي يتكوّن بدوره من 7 معارض متخصصة في قطاعات تجارية متعددة.