العدد 2335 - الإثنين 26 يناير 2009م الموافق 29 محرم 1430هـ

أولاً: آراء آبلبي

يخصص آبلبي الفصل الأول من كتابه لتناول موضوع «طبيعة الإدارة» (Management) ويستهل ذلك الفصل باستعراض مشكلات الاصطلاحات في تعريف الإدارة بمفهوم (Administration) وبمفهوم (Management) وكذلك لمشكلات الاصطلاحات في شأن تعريف التنظيم. ولقد لخص تمهيده لعرض الموضوع في العبارة التالية:

«إن أول خطوة في أي موضوع يلزم أن تكون تفهم المفردات (أو التعابير) الأساسية المستخدمة، وفي العديد من الفنون والعلوم لا يمثل ذلك مشكلة حقيقية. أما في إدارة الأعمال فإن المفردات ليست معرّفة بدقة، وبعضها يمكن اعتبارها قابلة للتبادل فيما بينها» (9).

بعد ذلك يعرض مقارنة بين الاصطلاحين المذكورين يوضح فيها الفروق بينهما في النقاط التالية:

-1 إن اصطلاح (Administration) كثيراً ما يُستخدم للإشارة إلى أنشطة المستوى الأعلى لمجموعة الإدارة (Management) التي تحدد الأهداف الرئيسية والسياسات. ويمكن تسمية ذلك بالاستعمال الأوسع للاصطلاح الذي كثيراً ما يستخدم في الدوائر الحكومية (مثل الخدمة المدنية). وهو يستخدم في النطاق الأضيق للمعنى، في ضبط التسيير اليومي للمنشأة.

-2 إن التمييز ما بين الاصطلاحين هو أكثر ظهوراً في الشركات المؤتلفة (Corporations) إذ تضع الحكومة السياسات العامة التي يتوجب أن تقوم بها المجالس المختلفة التي عليها أن تستنبط السياسات التفصيلية والإجراءات ومن ثم فإن المجالس هي في الحقيقة تدير (Administering)، وكل منطقة أو ناحية لها مديرون (Managers) يقومون برقابة مناطق معينة ليضمنوا بذلك أن يأتي تنفيذ السياسات كما وضعها الإداريون (Administrators).

-3 إنه بوسع الإداري أن يكون مديراً، وهذا يحدث عندما يكون معنياً بتنفيذ السياسة في معاملاته مع الموظفين ممن فوضت إليهم مسئوليات ما.

وينوِّه آبلبي إلى أنه يفضل أن يعتبر الإدارة بمفهوم (Administration) بأنها تحديد الأهداف الرئيسية والسياسات، ويشير في الوقت ذاته إلى أن بعض أهل الاختصاص يعتبرون أن الاصطلاح (Management) آخذ في الانتشار كتسمية وصفية عامة. ويورد تعريفاً للاصطلاح (Administration) كما يحدده بريش (Brech):

«ذلك الجزء من عملية الإدارة (Management) المعني باستحداث وتنفيذ الإجراءات التي بها يُرسم البرنامج ويتم الإعلان عنه وبها يتم تنظيم الأنشطة وفحصها وفق المرامي والخطط» (10).

وينتقل بعد ذلك إلى الإصطلاح (Management) مشيراً إلى أن له من المعاني أكثر مما للاصطلاح (Administration)؛ وينوّه بأنه يفضل أن يعتبره إجراء العمليات المصممة لإنجاز الأهداف وتحقيق السياسات (التي هي محددة بالتأكيد من قبل الـ (Administration). ويبين بأن الاصطلاح (Management) يمكن أن يعني:

أ) عملية (Process) يتم بواسطتها التوليف ما بين الموارد الشحيحة لتحقيق غايات محددة؛ وهذا يصف نشاطاً يفضل أن يوصف بكلمة (Managing).

ب) أولئك الناس الذين يقومون بذلك النشاط. وهذا يلزم في الحقيقة أن يكون «المديرين» (Managers).

ج) بنية المعرفة حول نشاط الإدارة (التدبير أو التسيير) (Activity of managing) والمعتبرة هنا كحقل دراسة خاص... أي مهنة.

ويرى أن الأول من هذه المعاني الثلاثة هو المفضل، حيث إن الاصطلاح (Management) يشير إلى «عملية»؛ وينبه إلى أن هناك طريقة مفيدة لاعتبار الإدارة (Management) عملية يتم بموجبها خلق بيئة ملائمة لجعل الجهد ينظم لإنجاز الأهداف المرغوبة. ويورد تعريف بريش للإدارة (Management) إذ يقرر:

«... هي عملية اجتماعية تستدعي مسئولية للتخطيط الفعال والاقتصادي وتنظيم (Regulating) عمليات (التشغيل) (Operations) للمنشأة، في الوفاء بغرض محدد أو مهمة معينة، ومثل هذه المسئولية»:

أ) البت والقرار في تحديد الخطط، وتطوير إجراءات البيانات (المعلومات) للمساعدة في ضبط الأداء ورصد التحسن بالمقابلة مع الخطط.

ب) الإرشاد، والدمج، والحفز والإشراف على الموظفين المكونين للمنشأة وتنفيذ العمليات التشغيلية (11).

ويخلص آبلبي من مقارناته وتحليله إلى أنه من الواضح أن العملية ككل يمكن تسميتها بالـ (Management) وتكون الـ (Administration) جزءاً منها. ويشير إلى أنه ربما أمكن قبول هذا الاستعمال رسمياً، ولكن حتى ذلك الحين يكون من الأفضل لدارس الإدارة أن يعرّف الاصطلاحين وفق النسق الذي يعتزم استعمالهما فيه. وينهي استعراضه لمعاني الاصطلاحين بالتنويه بنقطتين: أولاهما أن عبارة «الإدارة العليا» (Top Management) تشير إلى الإدارة فوق مستوى الدوائر، وهي تنطبق بدون إحكام على اصطلاح المدير بمفهوم (Director). والنقطة الثانية أن لفظة تنفيذي (Executive) يكون استخدامها على وجه صحيح عندما يقصد بها شخص مكلف بتنفيذ السياسة، وأن عبارة (Top Executive) تستخدم على وجه الخصوص في الولايات المتحدة لوصف الناس ذوي المراتب العليا الذين لا يقومون في واقع الأمر بأي عمل تنفيذي مطلقاً، حيث إنهم يقضون أوقاتهم في صياغة السياسة (وهم بالتأكيد مسئولون عن العمل التنفيذي الذي يجري تنفيذه تحت ولايتهم؛ وإنه حيث تكون الكلمات مرتبطة بالمركز (Status) لا بالوظيفة (Function) تصبح الدقة غير ممكنة.

وينتقل بعد ذلك إلى اصطلاح «التنظيم» وفي هذا الخصوص يبين بأنه ليس هناك في الحقيقة أي شك حول المعنى الراهن للتنظيم فالغرض منه هو تكوين ترتيب (Arrangement) للمراكز والمسئوليات يمكن للمنشأة من خلاله وبواسطته إنجاز عملها. ويورد تعريف بريش للاصطلاح بأنه «... إطار عملية الإدارة كما يتشكل بتحديد»:

أ) المسئوليات التي بواسطتها يتم توزيع أنشطة المنشأة على الأفراد (في المستوى الإداري والإشرافي والتخصصي) الموظفين في خدمتها.

ب) العلائق الرسمية القائمة ما بين أولئك الأفراد الموظفين بفضل تلك المسئوليات».

وينبه إلى أنه من اللازم ملاحظة لزوم عدم اعتبار التنظيم جامداً على نحو ما تتضمنه عبارة «إطار» فبنية التنظيم يجب أن يعاد النظر فيها باستمرار وأن يؤخذ بعين الاعتبار أية علائق غير رسمية قد تنمو داخل التنظيم.

ثانياً: آراء كونتز وأودونيل وويهريش

يمكن تلخيص ما أورده كونتز وزميلاه في شأن وظائف المدير في التالي:

-1 عند تصنيف وظائف المدير يتوجب على المرء أن يميز بوضوح عمليات وظائف المنشأة مثل البيع والتصنيع والمحاسبة والهندسة والشراء، فهذه تختلف من منشأة إلى أخرى، وبين المهام الأساسية للمدير فهذه تظل مشتركة بين الجميع.

-2 رغم أن تطوير نظريةٍ وعلم للإدارة ما يزال يشكو من الاختلاف ما بين كتاب الإدارة والمديرين بشأن تصنيف الوظائف الإدارية، إلا أن نمطاً عاماً من الممارسة والتسمية للاصطلاحات قد بدأ ظهوره.

-3 رغم كونهم (أي كونتز وزميليه) قد تبنّوا في كتابهم ما يعتقدون بأنه أفضل السبل لتصنيف الوظائف الإدارية، فإنه، على الأقل لأغراض تصنيف المعرفة، ليس من الممكن دوماً في الواقع العملي وضع كل الأنشطة بإحكام وإتقان ضمن تلك الفئات (أو التقسيمات) حيث إن الوظائف تميل إلى أن تتدامج. ومع ذلك فإن تصنيفهم يظل أداة مفيدة وواقعية للتحليل والتفهم.

-4 هناك من يرى أن تمثيل المنشأة هو أيضاً إحدى الوظائف الإدارية التي تقوم مستقلة بذاتها، إلا أنهم (أي كونتز وزميلاه) يرتأون أن «التمثيل» لا يمكن قبوله كوظيفة منفصلة وذلك من جهة لكونه يبدو كوظيفة مركبة متكونة إلى حد كبير من الاتصال ومن ممارسة السلطة (المشتملة في القيادة، والتنظيم على التوالي)، ومن جهة أخرى لكون غير المديرين يمثلون المنشأة في كثير من الأحيان.

-5 بين حين وآخر يظهر كتّاب الإدارة اهتمامهم بشأن الترتيب الذي يلزم بموجبه تناول الوظائف الإدارية. ومن الناحية النظرية يأتي التخطيط أولاً، ويتبعه التنظيم، والتوظيف، والقيادة، والمراقبة، غير أنه وفق هذا المنطق تقوم المنشأة بخطة رئيسية واحدة، وبمجرد إنجاز كل منه لا يعود هناك لزوم لإعادة النظر في ذلك الجزء أو تجديده، ومثل هذا التصور غير واقعي، ففي الممارسة يشرف المديرون على عدة خطط في مختلف مراحل التنفيذ، وهم على الأقل يحتمل أن يكونوا مشغولين بحل مشكلة ضبط (مراقبة) أو تحفيز في أية لحظة زمنية، وهم أيضاً ينتقلون بيسر من وظيفة لأخرى ويولون اهتمامهم أكثر القضايا إلحاحاً. فالتسيير الإداري (Managing)، رغماً عن كل شيء، هو شبكة منظومة وليس مجموعة (Set) من الواجبات محمولة على العاتق على أساس من التتابع والتعاقب.

-6 إن مسألة ما يفعله المديرون بالفعل هي في الحقيقة ثانوية لما يسهم في تكوين تحليل أولي مقبول وواضح للمعرفة الإدارية (12)؟!

ثالثاً: آراء كلارك

كانت مسألة الإدارة في مفهوميها (Administration) و(Management) موضوع الفصل الأول من كتيّبه الذي صدر كواحد من سلسلة أدلة أصدرتها دائرة الدراسات الإدارية بجامعة مانشستر بإنجلترا تحت إشراف كلارك نفسه لاستخدامها في برنامجها التدريبي في الإدارة الجامعية. ولقد مهّد الكاتب لتحليله لمفهومي الإدارة بتوضيح نقطتين هامتين هما:

-1 إنه إذا كنا معنيين بـ «المهارات الإدارية للإداريين» فإن ذلك يعني أن هنالك بعض الفروق، وهو أمر جدير بأن يصرف له بعض الوقت بادئ بدء في اعتبار ماهية الفروق القائمة أو الممكنة، حتى وإن لم نتوصل إلى تعريف واضح لكل من الفهومين، أو لكل من الاصطلاحين «مدير» (Manager) و «إداري» (Administrator) وهو في نهاية الأمر مهمة مستحيلة.

-2 إننا إذا ما نظرنا إلى ما كتب في هذا الشأن لن نجد شيئاً كثيراً من التوجيه المفيد، إذ إن التباينات في التعريف كثيرة، وكما قد يتوقع المرء فإنه ليس هناك سوى القليل ليرشدنا للتوصل إلى استنتاج إيجابي حول العلاقة بين المفهومين (13).

وانطلاقاً من هاتين النقطتين يدخل كلارك في صلب الموضوع منبهاً إلى أن ما يبينه كفروق في المفهوم، والطريقة (أو المدخل)، والوظيفة (Function) ما بين المديرين والإداريين إنما يأتي منه استناداً، على الأقل جزئياً، إلى الملاحظة والاعتبار لما يقوم به بالفعل كل من يُعرف بـ «المدير» وبـ «الإداري» خصوصاً في القطاع العام. ولقد جاء عرض تفصيل المنظور كما ارتآه كلارك في ثلاث نقاط هي:

-1 إن الإدارة بمفهوم (Administration) تبدو أكثر سكوناً من حيث كونها معنية بالجوانب التي هي أكثر روتينية في النشاط التنظيمي، وكذلك بالوظائف (Functions) الأكثر انتظاماً وضبطاً، بينما من الناحية الأخرى تظهر الإدارة بمفهوم (Management) أكثر ديناميكية من حيث كونها معنية بالسير قدماً بالمنظمة، ومن ثم تكون أكثر تقدمية وتطورية. وفي ذات الوقت تميل الإدارة بالمفهوم الأول لأن تكون سلبية، فالإداري هو شخص يميل إلى أن يقول «لا» بدلاً من «نعم»، خصوصاً بالنسبة للجديد من المقترحات والأفكار؛ وكذلك يكون أكثر نزوعاً لأن يركز على تجنب المخاطرات وعمل الأخطاء؛ بينما يقوم المدير بذلك حتى وإن لم يمنعه فعلياً أخذ المخاطرات؛ لأن النمو والتقدم هنا مهمان ولا يمكن تحقيقهما بدون التعرض للمخاطرة.

-2 إن الإدارة بالمفهوم الثاني هي أكثر فصلاً وبتاً في الأمور، تأخذ قرارات تنطوي على قضايا ترتبط بالسياسة (Policy) والمخاطر، بينما تقوم الإدارة بالمفهوم الأول بدور المساندة، وهي أكثر انشغالاً بإعداد الأرضية (أو الأساس) لعمليات صناعة القرار. وعليه فإنه من الممكن تماماً لشخص ما أن يكون صانع قرارات ضعيفاً ورغم ذلك يكون إدارياً كفؤاً على الأقل ضمن نطاق محدد حيث تكون القدرة الأساسية بالمفهوم الثاني ليست ضرورية.

-3 إنه يمكن ملاحظة أن الإدارة بالمفهوم الثاني تبدو ذات دور أكثر شمولية في المنظمات من الإدارة بالمفهوم الأول، التي تتصف بدور أكثر محدودية، وإلى هذا المدى يمكن اعتبار الإدارة بالمفهوم الأول على أنها جزء من الإدارة بالمفهوم الثاني بدلاً من العكس (14).

وينتقل الكاتب من هذا التفصيل لمنظوره بشأن الفروق إلى التنويه باثنتين من المحاولات لتعريف كل من الاصطلاحين هما التعريف القائل بأن الإدارة بمفهوم (Management) هي «استخدام الموارد لتحقيق الأهداف» والتعريف القائل بأنها - بالمفهوم ذاته - هي «عمل الأشياء من خلال الناس»، ملاحظاً أن التعريفين يبلغان عن نفس الشيء باستثناء أن التعريف الثاني يؤكد على مورد معين هو الناس، وهو مورد يعتبره كثيرون الأهم بين الموارد كلها. وينبه الكاتب إلى أن ذلك من شأنه أن يقود باحث الموضوع إلى اعتبار مختلف جوانب أو مكونات الإدارة كما حددها في الأصل كتاب ومؤلفون في السنوات الأولى من هذا القرن، ثم جرى تعديلها والإضافة إليها لاحقاً وكما ناقشها العديد من الكتاب والمنظرين. ولذلك يقوم بتناول الوظائف الست: التخطيط والتنظيم والمراقبة والقيادة والتنسيق والتقويم منبهاً إلى كون معظم كتّاب الإدارة في الخدمة الحكومية (خصوصاً في أمريكا) ينزعون إلى التأكيد على المكونات الثلاثة الأولى، مع إمكانية إضافة المكونين الأخيرين. ويؤكد كلارك بأنه من الواضح أن التنسيق يمكن أن يرى كجانب (أو وجه) من التنظيم، وأن التقويم يمكن أن ينظر إليه كجانب من المراقبة، وبأن كتّاب «الخدمة الحكومية» نادراً ما يذكرون وظيفة القيادة أو التحفيز.

كذلك يذكر المؤلف بأنه من زاوية واحدة يبدو غريباً أن يكون هناك هذا التوكيد على التقنيات (الأساليب الفنية) بدلاً من فنون الإدارة خصوصاً إذا نظرنا إلى الناس كمورد أساسي، وحيث يحتمل أن تكون القيادة هي الوظيفة الوحيدة التي يمكن أن تميز بجلاء الإدارة بمفهوم (Management) عن الإدارة بمفهوم (Administration)، وإنه من زاوية أخرى يمكن أن يكون ذلك هو السبب الرئيسي للتوكيد على التقنيات. ويشير إلى أن الإداريين من منظمات القطاع الحكومي أو غيرها لا يأتي تصورهم عموماً كقادة، أو محفزين، رغم أن هناك اتفاقاً عاماً بأن هذه جوانب مهمة لدور المدير؛ وأن هناك إداريين كثيرين يقومون بعمل ممتاز ضمن المجال الخاص بنشاطهم، ولكنهم قادة ضعاف منطوون على أنفسهم لا يرتبطون بغيرهم من الناس بسهولة، ويمكن أن يكونوا صناع قرار ضعافاً، وهم ليسوا بالضرورة بيروقراطيين، ولكنهم يساعدون في توضيح فرق واحد مهم ما بين المديرين والإداريين. ويبين المؤلف أنه بالنسبة لكل إداري يشغل أيضاً دورياً إدارياً بمفهوم (Management) - سواء جاء ذلك ضمن فئة الإدارة العليا، أو الإدارة التنفيذية، أو الإدارة الوظيفية - تكون القدرة على الاتصال، والتنسيق، والتوجيه، والقيادة عند اللزوم، وعلى التحفيز على وجه الخصوص، لأولئك الذين يعملون معه وله، وهي (أي القدرة) مصدر قوة مهم يشتمل على المهارات التي يمكن اكتسابها، على الأقل إلى حد ما، في نفس الطريقة التي يتم بها أيضاً اكتساب التقنيات في مجالات التخطيط والتنظيم والرقابة، وذلك من خلال التدريب والممارسة. ثم ينبه إلى أنه في هذا الوضع تقوم بعض الطرائق الممكنة التي يمكن أن تميز بين الإدارة بالمفهوم الأول والإدارة بالمفهوم الثاني، وعلى هذا الأساس ربما أمكن أن يرى المرء لماذا لا يبتعد بعض الكتاب والمفكرين عن رؤية الإدارة في كل من المفهومين كمترادفين فحسب بل ويفضلون اعتبارهما كمتضادين.

ويخلص إلى أنه إزاء كون الإدارة بمفهوم (Management) معنية بالتغيير، وكون الإدارة بمفهوم (Administration) معنية بالمحافظة على الوضع القائم، يقوم مجال واسع للجدل والمناقشة، وعلى سبيل المثال فإن من بين المسائل التي يمكن أن تثار المسألة التالية: هل الفروق ما بين الإدارة بالمفهوم الأول والإدارة بالمفهوم الثاني هي نفسها التي تقوم بين الناس الذين يدعون أنفسهم بـ «المديرين» وأولئك الذين يوصفون بـ «الإداريين»، وبوضعها في صيغة أخرى، هل العمل الفعلي للمديرين وللإداريين يتداخل، أو بالأحرى يتطابق، أكثر مما تتداخل أو تتطابق الإدارة بمفهوم (Management) والإدارة بمفهوم (Administration)؟ (15).

العدد 2335 - الإثنين 26 يناير 2009م الموافق 29 محرم 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً