العدد 5104 - السبت 27 أغسطس 2016م الموافق 24 ذي القعدة 1437هـ

اليابان تعد باستثمارات بقيمة 30 مليار دولار في إفريقيا

افتتح مؤتمر ياباني إفريقي للتنمية في إفريقيا، أمس السبت (27 أغسطس/ آب 2016)، في نيروبي بإعلان رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أن بلاده ستستثمر 30 مليار دولار (نحو 27 مليار يورو) من 2016 إلى 2018 في هذه القارة حيث تسعى طوكيو إلى ترسيخ موقعها أمام منافسها الصيني العملاق.

وفي كلمة لدى افتتاح القمة التي تبحث في التحديات التي تواجه القارة الإفريقية في المجالات التنموية وخاصة تعزيز القطاع الصناعي وتحسين الخدمات الصحية واستقرار الوضع، فضلاً عن مستقبل التعاون بين اليابان وإفريقيا في ظل منافسة الصين، قال شينزو آبي: «أتوقع أن يرتفع المبلغ إلى 30 مليار دولار».

وأوضح أنها استثمارات عامة وخاصة و «استثمارات تثق في مستقبل إفريقيا»، مؤكداً أن ثلث المبلغ سيكرس لتحسين البنى التحتية الإفريقية.

وتستمر أعمال «مؤتمر طوكيو الدولي السادس حول التنمية في إفريقيا» (تيكاد6) الذي وصف بـ «التاريخي» من قبل مشاركيه، ويعقد هذه السنة للمرة الأولى على أرض إفريقية وليس في اليابان كما جرت العادة منذ دورته الأولى في 1993.

ويعد «تيكاد» الذي تنظمه الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والبنك الدولي واليابان، فرصة لإفريقيا من أجل جذب رؤوس أموال يابانية لتسريع التنمية. كما يعتبر بالنسبة لطوكيو وسيلة لترسيخ موقعها في السوق الإفريقية وخاصة من خلال تمايز عرضها عن جارها الصيني المنافس.

ويشارك في هذا المؤتمر نحو ثلاثين رئيس دولة للإشراف خاصة على توقيع أكثر من 70 بروتوكولاً مختلفاً واتفاقات تجارية بين اليابان وإفريقيا.

وقال آبي: «لدينا شعور عميق بأن اليابان يمكنها الاستثمار بقوة في إفريقيا حيث تتوافر الإمكانيات بكثرة».

ومبلغ الـ 30 مليار دولار الذي وعدت به طوكيو يتضمن مبالغ جديدة بقيمة 21 مليار دولار، إضافة إلى 9 مليارات تأتي من وعد سابق باستثمارات أعلن قبل ثلاث سنوات إثناء الدورة الخامسة لـ «تيكاد»، كما أوضح المتحدث باسم الحكومة اليابانية ياسوهيسا كاوامورا.

ففي العام 2013 وعدت اليابان بمساعدة قيمتها 3200 مليار ين (28 مليار يورو بالسعر الحالي) على مدى خمس سنوات. وفي أواخر 2015 كان لايزال 33 في المئة من هذا الوعد غير منفذ، أي أكثر من 9 مليارات دولار بحسب الحكومة اليابانية.

وأعلن الرئيس الكيني اوهورو كنياتا في مؤتمر صحافي عقده في نيروبي أمس الأول ا(لجمعة) مع رئيس الوزراء الياباني تمهيداً للقمة أن «التنمية ليست شيئاً يقدم فجأة لإفريقيا، بل يتوجب على الأفارقة أنفسهم أن يحصلوا على الحرية والازدهار اللذين يستحقانهما».

ويركز المؤتمر على ثلاثة محاور عمل رئيسية هي التصنيع مع تنويع الاقتصاد الإفريقي، وتحسين الخدمات الصحية في قارة تضربها بانتظام الأوبئة، إضافة إلى استقرار إفريقيا التي تهزها أزمات عديدة.

وقال كنياتا في المؤتمر الصحافي: «إن معظم الدول التي تتخلص من آفة الفقر تفعل ذلك بفضل التصنيع وإفريقيا لم تكن حتى الآن على مستوى إمكاناتها»، فيما وصف آبي التصنيع بأنه «مفتاح التنمية الاقتصادية».

من جهته، أكد رئيس الوزراء الياباني أن «اليابان يمكن أن تقدم (...) التكنولوجيا العالية الجودة وكذلك تنمية الموارد البشرية»، متحدثاً أيضاً عن قطاع الزراعة.

تريد اليابان التي ظلت اهتماماتها كشريك اقتصادي بعيدة عن القارة لزمن طويل، ترسيخ موقعها في السوق الإفريقية والتمايز بعرضها عن منافسها وجارها الصيني. وفي حديثه عن بناء وتوسيع وتحديث الطرقات والمرافئ والتزود بالتيار الكهربائي أو اعتماد تغطية صحية شاملة، شدد شينزو آبي على «نوعية» الخدمات الصحية التي تقترحها بلاده، في إشارة تكاد تكون غير مبطنة إلى أن طوكيو تعتبر على الأرض بأنها توفر منتجات أفضل نوعية حتى ولو كانت أكثر بطئاً ومشاريعها أقل حجماً من الصين.

وقال المتحدث باسم الحكومة اليابانية في مؤتمر صحافي في نيروبي: «فيما يتعلق بالتجارة والاستثمارات على مدى العقود المقبلة، فان إفريقيا هي قارة المستقبل». ولفت إلى أن تنويع الاقتصاد الإفريقي يخلق الكثير من الفرص ولاسيما في التخطيط المدني والطاقة وتطهير المياه أو الوقاية من الكوارث الطبيعية.

وبلغت قيمة المبادلات التجارية بين اليابان وإفريقيا 24 مليار دولار في العام 2015، أي أقل بكثير من مبادلات القارة مع العملاق الصيني التي بلغت 179 ملياراً.

معركة من أجل التنمية

ذكر الرئيس التشادي إدريس ديبي الذي يتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي أن الاقتصاد الإفريقي تأثر بقسوة بانخفاض أسعار المواد الأولية والنزاعات العديدة الدائرة في نقاط عدة من القارة، إضافة إلى عواقب التغير المناخي.

وقال: «إن معركتنا من أجل التنمية لا يمكن أن تنجح من دون السلام والاستقرار وخصوصاً الأمن»، داعياً «جميع شركائنا» إلى الإسهام في الصندوق الإفريقي لمكافحة الإرهاب الذي أسسه مؤخراً الاتحاد الإفريقي، وكذلك إلى تسريع النمو الإفريقي والعمل على تقليص دائرة الفقر وتحسين الخدمات الصحية.

ودعت مديرة برنامج الأمم المتحدة للتنمية هيلين كلارك الحاضرة في نيروبي، المشاركين في «تيكاد» إلى عدم إغفال «الجانب الإنساني» في تنمية إفريقيا.

كما شددت في تصريح لوكالة «فرانس برس» على أهمية «نموذج النمو الشامل الذي لا يقتصر على دعم نمو الطبقة الوسطى والمدن» بل يحرص أيضاً على عدم تعميق هوة التفاوت الاجتماعي أو توسيع النزوح من الأرياف.

العدد 5104 - السبت 27 أغسطس 2016م الموافق 24 ذي القعدة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً