يفتح هذا الحوار مع الرئيس التنفيذي لـ”تمكين” الدكتور إبراهيم محمد جناحي نوافذ عديدة تنطلق من استراتيجية “تمكين” 2015 – 2017 التي تشمل الأهداف والمبادرات ذات الأولوية في المستقبل وعلى رأسها تمكين المرأة البحرينية وتعزيز قدراتها ومهاراتها المهنية وتمكينها من لعب دور محوري في ازدهار مستقبل المملكة.

هذه الاستراتيجية تقوم على ثلاثة ركائز أوله: الجودة وتتمثل بتقديم برامج وخدمات فعالة لتحقيق أفضل النتائج وأعلى مستويات التأثير، وثانيه التركيز على العملاء والعمل على تقديم خدمات وبرامج سريعة ومستجيبة للمتطلبات الخاصة لمختلف العملاء للحصول على رضاهم، أما الركيزة الثالثة فهي تحقيق النتائج من خلال تعزيز الإنتاجية والنمو المستدام للأفراد والأعمال.

ومن ضمن الأهداف الاستراتيجية الأساسية لاستراتيجية 2015 – 2017 كان توسيع نطاق الدعم المقدم لهذه الشريحة من العملاء: المرأة والشباب، ولذلك قامت تمكين بإطلاق عدة برامج منها:برنامج دعم رائدات الأعمال في المجالات المختلفة مثل التصوير، تصميم الأزياء والمواصلات، وتقديم ورش عمل حول ريادة الأعمال، تشمل الدعم المقدم للعمليات الأولية ودراسة الجدوى، علاوةً على صياغة فعاليات نهدف إلى توسيع شبكات ريادة الأعمال، وبرنامج دعم المشاريع الجديدة، مضاف إلى كل ذلك، مسابقة خطة عمل للشباب (مشروعي).

محفظة مالية بـ 100 مليون دولار

من خلال هذا الحوار، تحدث الدكتور جناحي عن إطلاق سلسلة من البرامج التي تخدم المرأة وتفتح الأبواب أمام النساء لإيجاد فرص عمل مناسبة كرائدة أعمال مثل برنامج دعم المشاريع متناهية الصغر عبر «المحفظة المالية لتنمية المرأة البحرينية للنشاط التجاري» والتي تأتي بالتعاون بين المجلس الأعلى للمرأة و «تمكين» وبنك البحرين للتنمية بقيمة 100 مليون دولار.

ومن خلال برامج “تمكين المرأة” البحرينية، تسعى “تمكين” بالتعاون مع أصحاب المؤسسات المعنية إلى تعزيز قدرات الموظفات البحرينيات وبالتالي تحسين إنتاجية المؤسسة ونموّها. وهذا يشمل العديد من البرامج مثل البرامج التدريبية لتمكين المرأة. ويسعدنا أن نعلمكم أنه وحتى يومنا هذا، استفادت أكثر من 46 ألف امرأة من برامج “تمكين” التدريبية تحديداً، كما وصلت نسبة العملاء من النساء المستفيدات من الدعم الفردي إلى 47% من مجموع العملاء، وفي تفاصل هذا الحوار المزيد:

عشرون رحلة ملهمة

خلال السنة الماضية، قمنا بإلقاء الضوء على 20 رحلة ملهمة من عملائنا – مؤسسات وأفراد – الذين

استفادوا من خدمات “تمكين” المتعددة ونحن الآن في صدد التحضير لمجموعة جديدة من القصص الملهمة والتي ستعرّف الجمهور بمزيد من قصص النجاح التي حققها البحرينيون بمساعدة برامج “تمكين” لدعم المؤسسات والأفراد. كلنا على دراية بخصوصية مجتمعنا البحريني ونحن في “تمكين” نراعي ظروف العملاء العملية والعائلية ونسعى للوصول إلى منظومة ترضي كافة الأطراف، كما نقدر الدور الكبير الذي يؤديه زبائننا في تثقيف الآخرين وتشجيعهم على الأخذ بزمام المبادرة والتقدم للاستفادة من برامج الدعم المختلفة التي تقدمها “تمكين”.

أكثر من 10 آلاف عميل

إلى أي مدى يمكن القول أن برنامج “مندوبي تمكين المحليين” أدى دوره كمنصة إعلامية ومهنية واجتماعية أسهم في تشجيع مختلف الأفراد من المواطنين، وتحديدًا القطاع النسوي، في التفاعل مع برامج تمكين؟

ساهمت هذه المبادرات التي تقوم بها تمكين بشكل رئيسي في إحداث نقلات نوعية في جوانب اقتصادية شتى، منها نشر ثقافة ريادة الأعمال وأخلاقيات العمل بين أوساط الشباب، وتفعيل دور المرأة في مسيرة التنمية الاقتصادية، وتسهيل الحصول على التمويل من قبل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وإدخال مفهوم التمويل المتناهي الصغر، ونشر الممارسات المثلى في القيادة وإدارة الموارد البشرية، وغيرها من الأمور الأساسية الضرورية للارتقاء بالقطاع الخاص وتحقيق الاستدامة.

وتعتز تمكين بالدور الكبير الذين يقوم به هؤلاء المندوبين في تثقيف المواطنين وتشجيعهم على الأخذ بزمام المبادرة والتقدم للتسجيل والاستفادة من برامج الدعم المختلفة التي تقدمها “تمكين”. وهذه الجهود تتكامل مع الجهود المبذولة التي يقوم بها فريق العمل في تمكين.

ومنذ انطلاق مبادرة التواصل المجتمعي في سبتمتبر 2013 تم التواصل مع أكثر 10 آلاف عميل وإقامة أكثر من 210 فعالية محلية. واليوم يوجد لدى تمكين 25 مندوبًا محليًا في مختلف مناطق المملكة.

جائزة الريادة في نسختها الثالثة

جائزة البحرين لريادة الأعمال علامة بارزة ومميزة على مستوى دعم المشاريع في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي، هل هناك بصراحة معوقات تقف أمامكم في الاستمرار في هذه الجائزة؟ وهل واجهتم اعتراضات حول آلية اختيار المرشحين؟

جائزة البحرين لريادة الأعمال هو مشروع قامت تمكين بتبنيه والعمل فيه بالتعاون مع العديد من الشركاء المحليين والدوليين لتحقيق النجاح في هذه المبادرة التي تأتي برعاية كريمة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد، رئيس مجلس التنمية الاقتصادية. ولا توجد أي معوقات تذكر تحول دون استمرارية هذه الجائزة بدليل أن العمل جار على التحضير للنسخة الثالثة منها. وفيما يتعلق باختيار الفائزين، فإننا لم نواجه أي اعتراض وذلك بسبب اتباع نهج من الشفافية والوضوح أثناء عملية الاختيار. فمعايير التقييم واضحة ومذكورة في الموقع الرسمي الخاص بالجائزة، كما أن لجنة التحكيم الدولية قد تم اختيارها بعناية وهي تضم العديد من الأسماء البارزة من عدة دول.

إعادة برنامج المهارات الأساسية

من وجهة نظر القيادات الإدارية في تمكين.. ما هي البرامج التي تجدونها ناجحة ويجري العمل على تطويرها أو توسعة قاعدة المستفيدين منها؟

على ضوء استراتيجية 2015 – 2017، تعمل “تمكين” على تقييم البرامج والخدمات التي تقدمها للجمهور في البحرين بشكل دوري بهدف توفير أفضل وأنسب برامج الدعم والتدريب للمواطنين وذلك في إطار الجهود التي تبذلها “تمكين” لجعل البحرينيين الخيار الأمثل للتوظيف ومساعدتهم على بناء قدراتهم وإمكاناتهم خلال مختلف مراحل تطورهم من جهة، ودعم المؤسسات البحرينية من خلال توفير الإمكانيات الأساسية لتحقيق الاستدامة والنجاح من جهة أخرى.

وعلى سبيل المثال، رأينا مؤخرا أن “تمكين” قد أعادت إطلاق برنامج تمكين لشهادات المهارات الأساسية التدريبي الناجح والذي صمم خصيصاً لإعداد البحرينيين وتزويدهم بمجموعة من المهارات الضرورية لمستقبلهم الوظيفي. ويأتي هذا البرنامج في نسخته الجديدة ليفتح الباب أمام جميع المعاهد التدريبية المعتمدة للمشاركة وتوفير مجموعة أكبر من الشهادات بهدف تقديم المزيد من المهارات للمشاركين في البرنامج. وبالإضافة إلى الهيكلة الجديدة، أصبحت عملية التقديم المحدثة لبرنامج “المهارات الأساسية” إلكترونية بالكامل، مما يسمح للمستخدمين بتقديم طلبات التسجيل في البرنامج عبر الانترنت بكل سهولة. والبرنامج التدريبي الجديد متاح لجميع الموظفين والباحثين عن عمل من البحرينيين من عمر 16 عاماً فما فوق.

بالإضافة إلى ذلك، عملت تمكين على تطوير برامج دعم المؤسسات من خلال تطوير البوابة الالكترونية وذلك لتسهيل عملية التسجيل ومتابعة الطلبات. وهذه البرامج تقدم الدعم للمؤسسات حسب مرحلة النمو المحددة لها، إذ يقدم البرنامج أنواعاً مختلفة من الدعم التي تضم الدعم التقني، المالي أو الاستشاري حسب حاجتها لتتمكن من الانتقال إلى مرحلة النمو التالية. كما يدعم البرنامج بشكل خاص شراء المعدات والآلات، التسويق وتصميم العلامات التجارية، تقنية المعلومات والاتصالات، المشاركة في المعارض، الاستشارات المهنية وتحسين ومستوى الجودة ومنح الاعتمادات وغيرها.

هدفنا: كوادر بحرينية متخصصة

ختامًا، هل يمكن القول أن برامج تمكين للشهادات الاحترافية هو إشراقة المستقبل للإسهام في الحد من البطالة المتوقعة بين الجنسين، ويفتح المجال لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة مع – بصراحة – انخفاض الموازنات المالية والتسهيلات المقدمة للباحثين عن عمل أو من يودون تطوير حياتهم المهنية من الموظفين؟

منذ تأسيسها في العام 2006، هدفت «تمكين» إلى جعل البحرينيين الخيار الأمثل للتوظيف من خلال إطلاق برامج ومبادرات وخدمات لتزويد المواطنين بالمهارات المطلوبة للحصول على عمل أو التقدم في مسيرتهم المهنية، ومن أهم تلك المبادرات برامج الشهادات الاحترافية. كما سعت “تمكين” خلال العقد الماضي إلى زرع روح ريادة الأعمال لدى الشباب البحريني لتعزيز قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم والتي بدورها تخلق فرص عمل للمزيد من الشباب البحريني المؤهل والمتخصص. ولذلك فقد أطلقت “تمكين” أيضا العديد من البرامج لتشجيع المؤسسات العاملة في القطاع الخاص على توظيف البحرينيين مثل برامج التدريب ودعم الأجور والتي تهدف إلى تأمين فرص عمل للكوادر البحرينية المتخصصة والمدعمة بالمهارات المطلوبة لتلبية احتياجات القطاع الخاص.

نبذة عن “تمكين”

تأسست “تمكين” كهيئة شبه حكومية بقانون رقم (57) لسنة 2006 كإحدى ركائز مبادرات الإصلاح الوطني، وهي مكلفة بجعل القطاع الخاص في البحرين المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي المستدام في المملكة. وتعمل “تمكين” على تحقيق ذلك من خلال 3 محاور استراتيجية، وهي تعزيز الجودة، وخدمة الزبائن، وتحقيق النتائج، ينبثق منها مجموعة متكاملة من برامج الدعم التي تساعد البحرينيين والشركات في القطاع الخاص على معالجة أبرز التحديات التي تواجههم خلال مراحل تطورهم المختلفة. ومن بين التحديات التي تساهم هذه البرامج في معالجتها تطوير مهارات للأفراد، والخدمات الاستشارية والتمويل الميسر للشركات، ودعم ريادة الأعمال، وغيرها. وحتى تاريخه، خدمت هذه البرامج حوالي 130 آلف بحريني ومؤسسة في البحرين.