العدد 5134 - الإثنين 26 سبتمبر 2016م الموافق 24 ذي الحجة 1437هـ

فردان: وصمة الجنون فكرة خاطئة

ترى حنان محمد فردان التي انخرطت في دورات حول الصحة النفسية، أن الصحة النفسية جزء لا يتجزأ من الصحة، وهي لا تعني انعدام الاضطرابات النفسية ولكنها أكثر من ذلك. حيث ينص دستور منظمة الصحة العالمية على أن الصحة «هي حالة من اكتمال السلامة بدنياً وعقلياً واجتماعياً، لا مجرّد انعدام المرض أو العجز».

فهي الحالة التي تمكن الفرد من التكيف مع المواقف والمشاكل وتحويلها لتحديات ومواجهتها بالقدرات والطاقات الكامنة لديه. وهناك بعض العوامل تجعل الناس عرضة للاضطرابات النفسية، لكن الإنسان الناجح هو الذي يتكيف معها.

وأوضحت أن المملكة بها الكثير من المراكز

الصحية التي تتبنى مسؤولية الحفاظ على الصحة النفسية عبر برامج خاصة هدفها تحسين وتعزيز الصحة النفسية لجميع فئات المجتمع، كعيادة مركز بنك البحرين والكويت، عيادة مركز النعيم، مركز الشيخ صباح الصحي، ومركز جدحفص الصحي، ومركز مدينة عيسى الصحي، بالاضافة لبعض الجمعيات المتخصصة بالارشاد النفسي والمعالجة كجمعية أبرار الأسرية وغيرها الكثير. ولاهتمامها بالصحة النفسية حضرت حنان بعض الدورات التي تساهم في تعزيز الصحة النفسية وفن التعامل مع الضغوطات ودورات تطوير الذات المتعددة  بالاضافة إلى إطلاعها الواسع بما يتعلق بالصحة النفسية.

ولعنايتها بحالتها النفسية كانت تجري اختبارات متوافرة عبر الانترنت وكانت النتائج تعطي مؤشراً جيداً، ولكنها توقفت عن هذه الممارسة بعد

قراءتها من أحد المصادر الجامعية بأن هذه الاختبارات لا تعطي أي نتيجة حقيقية وهي لا تعطي مؤشر حقيقي.

وعن التعاطي العملي مع المرضى النفسيين أجابت حول سؤال الوسط الطبي الافتراضي (ماذا لو كان أحد أفراد العائلة يعاني من شبهة اصابة بمرض نفسي)، قائلة: «أؤمن كثيرا بالتخصص، الحل الذي أستطيع تقديمه هو التعاطف معه كخطوة أولية، والخطوة التالية هي ارشاده لمتخصص يعالج ويصحح اضطراباته النفسية وفهمها عبر أساليب محددة بالاستعانة بمتخصصين نفسانين واجتماعيين ومرشدين».

وعن نفسها قالت: « لوكان عندي اضطراب نفسي ربما لا أعترف للعموم، لكني مؤكداً أحتاج للعلاج والتوجيه والارشاد النفسي. والحمد لله لم ألجأ إلى أي معالج نفسي من قبل فما لدي من معرفة يقيني من

الانزلاق للاضطرابات النفسية».

وبينت أنها لن تخاف من اللجوء للطب النفسي إذا احتاجت إليه، وقالت: «لم أجرب.. ويبدو أن لا عزاء للخوف عندي».

وأبدت من تعاطي المجتمع مع الطب النفسي وأكدت أنها تعرف أشخاصاً يلجأون للأطباء نفسيين وسط تكتم شديد. وأوضحت أن وصم كل من يلجأ لطبيب نفسي بالجنون غير صحيح لأن نسبة الاضطرابات النفسية الشديدة 10 % و هي بسيطة مقارنة بمجموع الاضطرابات النفسية الأخرى، وأحيانا تنال الاضطرابات النفسية  من الشخص وينزلق من غير قصد في الأمراض النفسية فهو يحتاج للعلاج مؤكداً.. ولا ينبغي اطلاق أوصاف تقلل من قيمته كإنسان.

وشددت على أن المجتمع بحاجة لتوعية وتثقيف فيما يتعلق بالصحة النفسية فالطب النفسي ليس «للمجانين» وأضافت أؤمن كثيرا بانه يتحتم إيلاء أهمية التنمية والوعي للمجتمع سيكون له أثر إيجابي في تغيير النظرات السلبية التي تواجه الطب النفسي.

وأثنت على اهتمام وزارة الصحة في إنشاء بعض العيادات النفسية في بعض المراكز الصحية، واستدركت قائلة: «لكننا بحاجة لمؤسسات أخرى تدعم عملية التثقيف الصحي النفسي والعمل بشكل متوازي مع الجمعيات المختصة بالرعاية الأسرية والنفسية. راجين من المختصين بالطب النفسي عدم الاستعانة بقوالب الحلول الجاهزة والتي ربما لا تخدم مجتمعنا والتي لا تصلح لاستعارتها».

العدد 5134 - الإثنين 26 سبتمبر 2016م الموافق 24 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً