العدد 5135 - الثلثاء 27 سبتمبر 2016م الموافق 25 ذي الحجة 1437هـ

هيئة الثقافة والآثار... المدرسة بعد مسجد الخميس

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

بمناسبة مشاركة هيئة الثقافة والآثار العالَم في الاحتفال أمس الثلثاء (27 سبتمبر/ أيلول) بيوم السياحة العالمي، نعيد طرح اقتراحنا مجدداً بشأن الاهتمام بترميم القسم القديم من مدرسة الخميس الابتدائية للبنين.

هذه المدرسة هي ثاني مدرسة نظامية أسست في البحرين (1927)، بعد مدرسة الهداية الخليفية بجزيرة المحرق (1919)، وعُرفت عند تأسيسها بـ«المباركة العلوية». وهي قصةٌ بحرينيةٌ تروي اهتمام أبناء الأرض بالتعليم قبل تسعين عاماً، بما سبق أكثر دول الجوار بعدة عقود. وقد أقيمت بجهودٍ أهليةٍ، لتكون رافداً من روافد العلم المبكرة في البلاد، حيث تخرج منها آلاف الطلبة ممن عملوا في مختلف الوظائف والأعمال في القطاعين العام والخاص. وكانت تستقبل الطلاب من المنطقة الوسطى والشمالية، على امتداد القرى الواقعة من جدحفص والسنابس حتى البديّع والدراز.

المدرسة كانت في بداياتها عبارةً عن مبنى بسيط، وأخذت تتوسّع لكنها بقيت دون سور، حتى بداية الثمانينات، وخلال العقدين الأخيرين أضيفت إليها مبانٍ جديدة، لكن المبنى الأول التاريخي أُهمل وبطريقة تثير الاستغراب. وحين زرته قبل سنوات، كان أشبه بالخرائب المهجورة، وكرّر الأهالي مطالباتهم للجهات المختصة بترميمه لعدة أعوام.

المبنى على شكل حرف (C)، ويضم ستة صفوف، تتوسطها غرفتان للإدارة. وهو مثل المباني الأثرية الأخرى، سقفه مبني من الأخشاب، التي نشهد مؤخراً، عودتها لتدخل كعناصر جمالية في العمارة الحديثة، فتضفي لمسات فنية على المطاعم والمتاحف والمنشآت السياحية. ورغم الإهمال الطويل، إلا أن هذا المبنى اليتيم مازال قائماً لحسن الحظ، ويجب ألا تتركه إدارة الثقافة والآثار الحريصة على حفظ تراثنا الوطني، حتى يتهاوى.، خصوصاً أن سقف أحد الصفوف سقط قبل عدة أعوام.

في احتفالها بيوم الثقافة أمس، نظمت هيئة الثقافة والآثار عدة فعاليات وبرامج وورش، بمشاركة جمعيات أهلية مختلفة، لتعزيز مفهوم المسئولية الاجتماعية الذي تتبناه، وتعمل على الترويج لمختلف مواقع البحرين الغنية بتاريخها. وخلال السنوات الماضية، كتبنا مراراً عن ضرورة إنقاذ مسجد الخميس التاريخي، حيث نشاهده في الغدو والرواح وقد بدت على جدرانه التشققات، وطالبنا بترميمه لكيلا يأتي يوم تسقط إحدى المنارتين التاريخيتين، خصوصاً حين نُفّذت أعمال حفرٍ في الشارع العام، على بعد مترين من سوره الخارجي. وقد قامت هيئة الثقافة والآثار مشكورةً العام الماضي، بأعمال الترميم على أحسن وجه ممكن، وهو إنجازٌ كبيرٌ يمكن أن يفخر به مسئولو الهيئة، نظراً لأهمية هذا الصرح القديم من الناحية التاريخية.

في بيانها أمس، أشارت الهيئة بأن «البحرين ليست بمعزل عن دول العالم التي تحتفي بيوم السياحة العالمي»، فهذه البلاد «غنية بالإرث الحضاري والتاريخي الذي نسعى للترويج له لاستقطاب آلاف السياح سنوياً». والبلاد القديم، التي كانت عاصمةً للبحرين قبل ثلاثة قرون، مليئةٌ بالمعالم الأثرية والسياحية، من مساجد قديمة وعيون طبيعية كبرى مثل قصاري وعذاري، ودرة التاج كله هو مسجد الخميس (المشهد ذو المنارتين)، الذي يبعد عشرة أمتار فقط عن مدرسة الخميس.

في مدرسة الخميس، تقبع بقايا ثاني أقدم مدرسةٍ في البحرين، ساهمت في انطلاقة مسيرة التعليم النظامي في البحرين الحديثة، وخرجت سبعة أجيالٍ من المتعلمين، وتنتظر الآن اهتمام هيئة الثقافة والآثار، لتكون على لائحة المواقع الأثرية الواجبة الترميم.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 5135 - الثلثاء 27 سبتمبر 2016م الموافق 25 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 4:24 ص

      نتمنى أن يصل صوتك وصوت الاهالي للمسؤولين بهيئة الآثار والثقافة
      لحفاظ على هذا الصرح التاريخي وترميمه بالطريقة اللائقة,.

    • زائر 3 | 2:18 ص

      ماذا يريد الكاتب من هيئة الثقافة والآثار؟ .. فالأولى بالأهتمام هى مدرسة الهداية الخليفية وان تطلى جدرانها بالذهب حيث تخرج منها رجالات البحرين وشيوخ البلد!!.

    • زائر 6 زائر 3 | 4:25 ص



      كلنا بلد واحد ووطن واحد وشعب واحد

    • زائر 7 زائر 3 | 6:23 ص

      وشنو اعتراضك على الكاتب؟
      نريدنفهم هالعصبيات ليش

    • زائر 2 | 1:35 ص

      ثاني مدرسة نظامية في البحرين وبهذا العمق والأهمية التاريخية، تستحق من هيئة الآثار ان توليها اهتمامها وتعمل على ترميمها حفاظاً على تراثنا الوطني.

    • زائر 1 | 1:00 ص

      لو كان مسجد الخميس يمثل تاريخ طائفة غير ... لرأيت الاهتمام به اكثر واكبر

اقرأ ايضاً