العدد 26 - الثلثاء 01 أكتوبر 2002م الموافق 24 رجب 1423هـ

التسخّن المناخي يمكّن الجراثيم من غزو مناطق جديدة

تشير دراسة حديثة إلى أن تسخن المناخ يمكّن الباكتيريات والفيروسات والفطريات المسببة للأمراض من الانتقال إلى مناطق جديدة حيث تستطيع أن تلحق الأذى بالأجناس، من الأسود إلى الحلزونات، ومن الفراشات إلى بني البشر.

ويقول باحثون في الدراسة التي نشرت في مجلة «كىمَكم» ان الجراثيم المرضية المقيدة بدرجات الحرارة الموسمية تصبح قادرة على غزو مناطق جديدة وتعثر على ضحايا جدد مع تسخن المناخ عندما تصبح فصول الشتاء أكثر اعتدالا.

وقال اندرو دوبسون الباحث في جامعة برنستون ومشارك آخر في إعداد البحث المنشور في مجلة ساينس ان التغييرات المناخية تسبب اختلالا في النظم البيئية الطبيعية وتجعل الحياة أفضل للأمراض المعدية، وان «تكاثر الأدلة على ذلك يثير قلقنا كثيرا لأننا نتقاسم الأمراض مع بعض تلك الأجناس، إن نسبة الخطر بالنسبة للانسان آخذة بالارتفاع».

ويعتقد أن التغييرات المناخية قد اسهمت أصلا في نشوء وباء مالاريا الطيور الذي قضى على ألوف الطيور في هاواي وانتشار جرثومة مرضية تحملها الحشرات وتسبب هيجان الأسود الإفريقية وابيضاض جروف مرجانية هاجمتها أمراض تزدهر مع ارتفاع حرارة مياه البحر.

وقال الباحثون إن الإنسان أيضا يواجه خطرا مباشراَ ودراماتيكيا من الأمراض التي تنتقل بالحشرات، كالملاريا ودينغي والحمى الصفراء.

وقال درو هارفل خبير البيئة البحرية في جامعة كورنيل وكبير محرري الدراسة إن هذا الموضوع أغفل في كل المناقشات التي جرت حول تغير المناخ. إن تغير درجة واحدة أو درجتين في درجات الحرارة من شأنه أن يسبب الأوبئة.

وقال ريتشارد اوستفلد المشارك في الدراسة إن ثمة هواجس في صفوف الباحثين لأنهم شاهدوا من خلال أبحاثهم على مختلف أنواع العضويات أنماطا متشابهة جدا في زيادة انتشار الأمراض أو حالات التغيرات المناخية.

وقد حلل الباحثون في الدراسة الدور الذي يلعبه ارتفاع درجات الحرارة في تمكين الحشرات والميكروبات من غزو مناطق كانت موجات البرد القارس الحاد تمنعها من دخولها في السابق. فالبرغش «البعوض» بدأ ينتقل إلى سفوح الجبال وينشر المرض بين الحيوانات التي كانت درجات الحرارة تحميها سابقا. وقد اكتشفوا أيضا أن بعض الجراثيم المرضية تتناسل أكثر في الأجواء الدافئة وبالتالي يصبح هناك جراثيم أكثر تسبب العدوى.

ومن الآثار المحتملة الأخرى التي اكتشفها الباحثون:

- موجات وباء حمى وادي الصدع Rift Valley وهي مرض فتاك ينتقل عن طريق البعوض تجتاح افريقيا خلال سنوات الدفء غير العادي. ويتكهن البعض أنه إذا أصبح المناخ أدفأ وأكثر رطوبة بصورة دائمة فان موجات وباء حمى الصدع ستصبح أكثر تكرارا.

- قد تصبح المالاريا والحمى الصفراء أكثر انتشارا إذا أتاح اعتدال فصول الشتاء البقاء الموسمي الأطول للبرغش أن ينقل المرض. كما أن المناخ الأدفأ سيمكنها من الانتقال إلى مناطق كانت لا تستطيع دخولها بسبب البرد.

- في هاواي طرد تسخن المناخ البرد من بعض المناطق الجبلية فأتاح للبرغش التكاثر في أماكن أكثر وأكثر ارتفاعا من ذي قبل. وقد نقلت هذه الحشرات إلى هناك نوعا من مالاريا الطيور فهاجم المرض الطيور الأصلية غير المحصنة ضده.

وقال دوبسون خلال مقابلة إنه لم يعد هناك أي طيور أصلية في هاواي على ارتفاع يقل عن 1,350 متر.

وثمة جروف مرجانية في أنحاء كثيرة من العالم أخذت تبيض وتموت بسبب الجراثيم التي تعيش في البحار الدافئة.

وأشار اوستفلد إلى أن درجات الحرارة في العديد من البحار كانت أدنى من الحد الأقصى بالنسبة لهذه الجراثيم. واليوم تعيش الجراثيم في المناخ المثالي لها. وهناك صلة قوية بين تسخن المناخ ومرض الجروف المرجانية.

- والجراثيم التي تهاجم المحار «الصدف» تتكاثر أيضا في المياه التي تزداد دفئا. وفي حين أن المياه الباردة تمنع الجراثيم من الامتداد ولكنها وصلت مؤخرا حتى مياه ماين في الشمال.

- لقد قتل تفشي الاعتلال النكدي «المزاجي» العديد من الأسود في تانزانيا في السنة الماضية وعزا العلماء ذلك إلى التغير المناخي الذي يتيح للذباب الذي ينقل جراثيم المرض من غزو أجزاء من افريقيا الشرقية.

إن الطفيلية التي تقتل الفراشة الملكية لا تعيش إلا في المناخ الدافئ الذي يحميها في مراتعها في أقصى الشمال. وقد ساعد تغير المناخ على انتشار الطفيلية. وقال اوستفلد إن الفراشة زاهية الألوان قد تختفي في الأماكن التي يكون وجودها نادرا، وتقل أعدادها في الأماكن التي توجد فيها بكثرة.

خدمة «ا. ب

العدد 26 - الثلثاء 01 أكتوبر 2002م الموافق 24 رجب 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً