العدد 5213 - الأربعاء 14 ديسمبر 2016م الموافق 14 ربيع الاول 1438هـ

“أوطان صغيرة”

زهرة محمد حبيل -رئيس تحرير “بيللا” 

14 ديسمبر 2016

لطالما كان عالم الفيزياء الألماني “ألبرت آينشتاين” مثلي الأعلى وقدوتي التي احتذي بها في حياتي الشخصية والعملية، فبفضله، استطعت استنباط العديد من النظريات المتعلقة بالكم والكيف منها نظرية الطاقة الكامنة “أي شيء - كل شيء” و نظرية ال “مياو”. تلك النظريتان اللتان حظيتا باهتمام من حولي في البيت والجامعة والعمل ونوادي الخطابة وجمعيات المسئولية الإجتماعية.

العائلة الرائعة، الأصدقاء الإيجابيون، الموظّفون المميّزون، ولا استهانة بالعلاقات اليومية، كعلاقتنا العابرة بعامل النظافة وبائع البقّالة وسائق السيارة .. وغيرهم. فليعذرني آينشتاين هذه المرة، الحياة السعيدة يتم ربطها بأشخاص هم في الحقيقة أوطان صغيرة ننتمي إليها، وليس أهدافاً خاضعة للتبديل والتغيير المستمر. سعيدة هي الحياة عندما تكمن في دواخلنا ونتقاسمها مع من نحب، تلك القيمة الثمينة التي تأخذنا بسرعة البرق لأهدافنا ونجاحاتنا من حيث لا نشعر بوقتٍ أو جهدٍ يُذكر. من احبطني جعلني أتفكّر ومن شجعني جعلني أتدبّر .. وما الحياة إلا اشواط نقطعها بين تفكر وتدبّر.

بالنسبة لـ”بيللا”، هي مملكة بها ثلاثة عشر موطناً أعيشها بأدق تفاصيلها ضمن مشروعي الاعلامي “فانتاك ميديا” الذي سرعان ما تنامى بإرادة ذاتية وبتشجيع من الأهل والأصدقاء. دكتور منصور، ذلك الوطن الصغير الزاخر الذي احتضن ما كنت أصبو إليه في “بيللا” وغامرَ باللاشيء إيماناً بالـ”كل شيء”. أبا عمّار، أبا زهرة، أبا محمد وأبا يوسف .. الأوطان الصغيرة والسواعد المباركة التي ارتقت بمجلتي اصداراً تلو الآخر.

أبي الحبيب، إلهامي السماوي .. أمي الحبيبة، المحرّك الجبّار لكل ما أقوم به .. أخواتي وأخواني، رأس العز والمال .. أصدقائي البعيدون القريبون .. أبا مؤيد، وطني الكبير ورفيق دربي وكنزي الذي لا ينضب أبداً .. ابن قلبي مؤيد، جامعة المواطن كلها واستثماري الأكبر في الحياة.

ثم لا أنسى تلك الأوطان الصغيرة من الشركات ومؤسسات المملكة والبنوك وشركات الإتصالات التي دعمت وشجعت “فانتاك ميديا” إيماناً لها بالمشاريع البحرينية والكفاءات المحلية، في واقع الأمر، كل من سبق ذكرهم أشخاص، أي لم تكن الأهداف وحدها أساساً للنجاح والتميّز. أمّا حسن التخطيط، الدقة في العمل وتميز جودة المنتج والخدمة ما هي إلا لبنات أولية اساسية لنجاح أي مشروع.

سعادة “بيللا” في عددها الأخير لا توصف، فقد استطاعت من منبرها تحقيق أهدافها المنشودة والتي من أهمها إثبات جودة الكفاءات البحرينية في ظل منافسات سوق الإعلام القوية.

من جهةٍ أخرى، استطاعت “بيللا” أن تكون الدليل لكل ما هو جديد في عالم المرأة ومكنوناتها في مختلف المجالات الحياتية، كما سلّطت الضوء على سيّداتٍ من المجتمع البحريني كمصدر إلهام يخلق سيّدات مستقبل واعد. “بيللا”.. تلك النافذة التي تنفّست من خلالها الطاقات الشبابية البحرينية الواعدة.

ستبقى “بيللا” - في كل الأحوال- نقطة البداية لنجاحات استثنائية جديدة لـ”فانتاك ميديا” ذات السواعد البحرينية والأوطان الصغيرة والأحلام الكبيرة.

العدد 5213 - الأربعاء 14 ديسمبر 2016م الموافق 14 ربيع الاول 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً