العدد 5284 - الخميس 23 فبراير 2017م الموافق 26 جمادى الأولى 1438هـ

هل الاهتمام بالشكل مرض نفسي

فاطمة النزر

أخصائية علاج نفسي

دائماً ما أكتب مقالاتي هنا بناء على الخبرات التي أمر بها شخصياً في بعض الأحيان أو من خلال الحالات التي اتعامل معها كأخصائية علاج نفسي، وما أكرره دائماً هو أننا جميعاً نعاني في مرحلة ما مشكلة نفسية ولكنها لا تصل إلى حدود المرض الذي يستدعي علاجا فعليا، بل تكون مشكلة تحتاج لمعرفة كيفية التعامل معها، او اضطراب يحتاج لتدخل إرشادي ونفسي مهني، ولكننا لا ننكر أنه في بعض الاحيان من الممكن أن يتحول الى درجة من التطرف المرضي، والذي يحتاج لفريق علاجي متكامل يتكون من طبيب نفسي واخصائي علاج نفسي، ومرشد اجتماعي. وشخصيا أعتقد أن من أهم عوامل الوقاية من الامراض هي المعرفة.

لهذا فإنني اطرح اليوم إحدى المشكلات النفسية التي ألاحظ ازديادها في الفترة الحالية وخاصة عند الإناث في مرحلة المراهقة وبداية الشباب، ومع ملاحظة أنها أمر طبيعي في مرحلة المراهقة والشباب وخاصة عند الإناث، إلا إن المقياس الرئيسي لاعتبارها وصلت لحدود الاضطراب هو مستوى تعاملنا وإعاقتها حياتنا الشخصية والعملية والأسرية. وهو اضطراب التشوه الجسمي «body dysmorphic disorder»، ويعرف بأنه مرض نفسي يكون المصاب فيه منغمساً بالتفكير المستمر بأمر ما متعلق بمظهره، وذلك الأمر قد يكون عيبا جسدياً بسيطاً أو حتى غير حقيقي، إلا أنه من وجهة نظر الحالة أمر شائن ومخجل ومثير للضيق، ما يجعله يرغب في إخفائه عن الآخرين.

اضطراب التشوه الوهمي للجسد أو الانشغال التخيلي بالشكل الجسمي المعيب، أحد الاضطرابات التي ينصب تفكير المصاب فيها على شكل الجسم ووجود خلل أو عيب متخيل فيه، وتتمثل الشكاوى الشائعة في: الشعر الكثيف في الوجه أو شكل الأنف والفك، وفي بعض الحالات يركز الفرد على العيوب الجسمية الطفيفة بتكبيرها أو تضخيم الإحساس بها لدرجة تؤثر على النشاط الاجتماعي والمهني للفرد، وينتج عن ذلك شعور متزايد بالقلق والتوتر.

ويختلف الانشغال التخيلي بالشكل الجسمي المعيب عن اضطرابات الأكل مثل فقد الشهية العصبي، والشره العصبي التي غالباً ما يكون وجودها محدوداً بالانشغال الزائد بوزن الجسم، ودائماً ما يستشير الأشخاص الذين يعانون هذا الاضطراب الأطباء وخاصةً المتخصصين في الأمراض الجلدية والجراحة التجميلية. ويشيع بين هؤلاء المرضى الاكتئاب والوساوس القهرية المتسلطة، والمخاوف الاجتماعية، والتشكك .

وتبدأ أعراض هذا الاضطراب، في انشغال المصاب وانغماسه بشدة في مظهره الجسدي، والاعتقاد الخاطئ بأن لديه تشوهات أو عيوبا جسدية تجعله يبدو قبيحا، وتكرار فحص المصاب لمظهره بالمرآة أو تجنب المرايا تماما، ومقارنة المصاب بين مظهره ومظهر الآخرين.

يرجع هذا الاضطراب بالدرجة الأولى إلى عوامل نفسية مثل عدم الثبات الانفعالي، والميل العصابي، وعدم القدرة على التكيف مع الواقع، كما أن نسبة كبيرة منهم تعاني من أعراض اضطراب الشخصية الهستيرية، أو الشخصية الوسواسية، كما يتصفون بدرجة مرتفعة من الغيرة، ومستوى مرتفع نسبياً من الاكتئاب.

أما الأساليب العلاجية الرئيسية لهذا الاضطراب فهي المعالجة النفسية والمعالجة الدوائية، وغالبا ما تتم معالجة المصاب باستخدام الأسلوبين معا.

إقرأ أيضا لـ "فاطمة النزر"

العدد 5284 - الخميس 23 فبراير 2017م الموافق 26 جمادى الأولى 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 8:04 ص

      المظهر الخارجي مهم والتجمل والاهتمام بالمظهر الخارجي مهم ولكن يجب ان يصاحبه أيضا جمال الروح والنوايا الحسنة تجاه الآخرين عزيزتي فاطمة .

    • زائر 8 | 7:41 ص

      من المشاكل مشكلة النفس
      فيقال نفساني للنفس عائدا كما جسماني للجسم عائدا. لذا الشخصي مجموع التجارب الشخصية وما بها من أخطاء وأغلاط وصواب وغيرها. لذا علم النفس من الفجور والتقوى. فيقال للجمع أنفس أما للمفرد "فنفس".
      والتسوية هنا يعني سبب القلق المؤدي للإطراب. العلة أو المرض الذي قاد للظهور الحاله.

    • زائر 7 | 6:39 ص

      كيف يكون مرض نفسي إذا اهتم الإنسان في مظهره أو في نظافته الشخصيه؟؟ نحن لا ننكر ان الشئ الزائد عن حده تنعكس معطياته و لكن من العيب ان نهمل مظهرنا و نقابل الناس مثلا بشكل يوحي بأننا نعاني من تخلف و ثياب رثة و أجسام و أفوه تفوح منها الروائح المقرفه و النتنه..

    • زائر 6 | 5:31 ص

      لان نشوف ان اللي يحظى بالاهتمام والتصفيق في هذا المجتمع هو بنات في عمرنا ما ينقصنا عنهم شي غير انهم مسويين تجميل ويصورون سناب وانستغرام والكل يعلق عندهم واااو جميلة وتركض وراهم كبرى الشركات .. البنت اللي شكلها عادي صار ريلها يخونها حتى لو بس بنظره لما يفتح التلفون ويخز في غيرها ، لازم العين عدسات والرموش تركيب ولون البشرة فاونديشن والشعر وصلات والطول كعب عشان محد يحتقرنا بالتخلف

    • زائر 4 | 12:21 ص

      المظهر الخارجي هو الشكل الذي نقابل به الناس وما من انسان كامل العقل والادراك لا يحرص على ظهوره امام الناس في افضل مظهر يليق بمستواه .
      المبالغة ممقوتة والاهمال للشكل ايضا ممقوت هذا ملخص الكلام

    • زائر 3 | 11:44 م

      الكاسر
      في اعتقادي لابد من الاهتمام بالمظهر الخارجي ولكن من غير مبالغة ولا وسوسة والجمال جمال الأخلاق والمعاملة والكلمة الطيبة وليس الجمال جمال الشكل والهندام
      وشكرا على المقال

    • زائر 5 زائر 3 | 12:44 ص

      نصف صحيح، وكأن الجمال ليس من صنائع الله عز وجل فعلى الشخص أن يتقبل كيف هو ومع الاهتمام بالمظهر خارجي والأخلاق الحسنة.

    • زائر 2 | 11:14 م

      الونيس
      مقال رائع يعطيك العافية دكتورة

    • زائر 1 | 10:50 م

      كل شي يزيد عن حده ينقلب ضده

اقرأ ايضاً