العدد 67 - الإثنين 11 نوفمبر 2002م الموافق 06 رمضان 1423هـ

التطورات في غاية الخطورة... وأزمة الصراع مرشحة للانفجار

وزير خارجية لبنان محمود حمود في حوار مع «الوسط»:

أدلى وزير خارجية لبنان وأمين عام وزراء الخارجية العرب محمود حمود بحديث إلى «الوسط» تناول فيه الكثير من الأمور والقضايا التي تهم لبنان والأمة العربية، ولا سيما في ظل القمع الصهيوني - الليكودي - الشاروني، والتهديدات التي يطلقها الجنرال السفاح «ارييل شارون» ضد لبنان، ولا سيما ان تارخه العسكري والسياسي لا يشجع مطلقا على السكوت عنها...

* لعل من أخطر التحديات التي تواجه لبنان على الصعيد الاستراتيجي مؤامرة التوطين التي تتصاعد ملامحها بين الحين والآخر، فكيف تنظرون إلى هذه القضية؟

- منذ صدور القرار الدولي (194) الخاص بعودة الشعب العربي الفلسطيني إلى أرضه ووطنه بتاريخ 11 ديسمبر/ كانون الأول 1948 عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، هناك مؤامرة كبرى تهدف إلى الالتفاف على هذا القرار ومقترحات تقدم لاجهاض حق العودة وعدم تمكين الفلسطينيين من ممارستهم لهذا الحق المشروع لما له من دلالة صارخة على مأساة هذا الشعب وحجم الجريمة الاسرائيلية - الصهيونية التي ارتكبت بحقه، في اغتصاب وطنه وتدمير دولته وتشريده عن أرضه ومصادرة ممتلكاته.

وتتواصل اليوم هذه المؤامرة الخبيثة بفعل خطير تقوده الولايات المتحدة الاميركية وفق خطة منهجية ومدروسة تستهدف التأسيس لحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين في أماكن وجودهم في الدول العربية، واحداث صندوق دولي للمساعدة في اعادة توطينهم، بالاضافة إلى فتح أبواب الهجرة إلى دول الغرب، كندا مثلا التي أعلن وزير خارجيتها جون ما نلي في العام الماضي بقوله: «ان الحكومة الكندية مستعدة لاستقبال - لاجئين فلسطينيين - في إطار اتفاق سلام في الشرق الأوسط».

والمتتبع لتطورات المواقف الأميركية - الاسرائيلية من مشكلة اللاجئين وحق العودة، ولاسيما خلال المرحلة الراهنة، يجد أن ثمة تنسيقا اميركيا - اسرائيليا لمواقف الطرفين من حق العودة يقوم على توزيع الأدوار في التعاطف والتعاطي مع هذا الحق، فترفض «اسرائيل» بشكل مطلق لتقوم الادارة الاميركية باخضاع هذا الحق لمنطق المساومة، فتعرض التوطين، وهو مخطط اسرائيلي بالأساس جرى طرحه منذ صدور القرار (194) في محاولة مكشوفة للالتفاف على هذا القرار، حلا بديلا للعودة إلى الديار تحت ذريعة تعذر عودة اللاجئين إلى الأماكن التي جرى تهجيرهم منها في فلسطين.

وحين يتمسك الاخوة الفلسطينيون بهذا الحق، واعتبار ممارسته شرطا للحل النهائي وأي اتفاق اطار يمهد له، تعرض عليهم «اسرائيل» السيادة على الجزء العلوي من الحرم القدسي مقابل التنازل عن حق العودة، كما حصل في محادثات «كامب ديفيد ـ 2» وفي مفاوضات «طابا».

ولأن الدولة العبرية الغاصبة كيان إحلالي ونتاج مشروع استيطاني يرتبط تنفيذه بطرد شعب واحلال (شعب آخر) مكانه، تتنكر لحق عودة اللاجئين الفلسطينيين ولا تعترف الا بما أسماه اسحاق شامير واسحاق رابين «حق العودة... لليهود فقط»، وتعمل بالتنسيق مع الادارات الاميركية المتعاقبة على تنفيذ أخطر مؤامرة لطمس هذا الحق واجتزائه من صلب القضية الفلسطينية وجوهرها، وتلك هي مؤامرة توطين أكثر من أربعة ملايين فلسطيني في الشتات في مهاجرهم وأماكن وجودهم.

وما من شك في أن الولايات المتحدة الاميركية و«اسرائيل» ستواصلان ممارسة الضغط من أجل تمرير مخطط التوطين في اطار «اتفاق نهائي» تعدان له، وقد يكون التوصل اليه قاب قوسين أو ادنى بهدف اجهاض الانتفاضة الباسلة التي دخلت عامها الثالث بكل قوة وصلابة، ووضع حد نهائي للحديث عن حق العودة.

لكن ما فات واضعي هذا المخطط ومبرمجيه ومنفذيه، أن التوطين نفسه سيشكل اللغم الذي سيفجر كل حل يستند اليه، لأن الشعب الفلسطيني يرفضه، واللاجئون الفلسطينيون في الشتات لن يتخلوا عن حلم العودة ذات يوم إلى بلادهم أو وطنهم، فضلا عن رفضه من قبل الدول المضيفة، وفي المقدمة منها لبنان وسورية التي أكدت على لسان قائدها الرئيس بشار الأسد هذا الحق عندما قال: «... دون حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم لن يكون هناك حل يكفل الاستقرار والسلام في المنطقة».

* كيف تقرأ نتائج الشهور الأخيرة بعد فوز اليمين الليكودي ـ الاسرائيلي المتطرف بزعامة الجنرال الجزار ارييل شارون خلال المرحلة الحساسة القادمة من مراحل الصراع في المنطقة؟

- كشفت تلك الانتخابات، ولاسيما اختيار رئيس الحكومة، وبغض النظر عن النتيجة التي آلت اليها وهوية الفائز، سواء كان عماليا أم ليكوديا، كشفت بصورة سافرة أن هناك حالا متنامية تنهش الكيان الاسرائيلي وتوجها عنصريا مفرطا في اظهار مشاعر الحقد والكراهية للعرب والعداء للسلام، يمكن القول معها ان المنطقة مقبلة على تطورات غاية في التعقيد والخطورة وأن أزمة الصراع مرشحة إلى مزيد من التصعيد والبقاء مفتوحة على جميع الاحتمالات والتداعيات.

فاختيار الأكثر دموية وتفوقا في ارتكاب المجازر وقيادة حرب العدوان والقتل والتدمير والأرض المحروقة، على رغم تصنيف الاسرائيليين من اليمين واليسار جميعا ووضعهم في خانة الارهابيين وغلاة المجرمين وعتاة القتلة وصب الاصوات في صناديق من امتلأت برامجه وحملاته باللاءات الرافضة لأي انسحاب من الأراضي العربية المحتلة والعودة إلى خطوط الرابع من يونيو/ حزيران 1967 التي تتنكر لقرارات الشرعية الدولية ولحقوق الشعب العربي الفلسطيني المشروعة في العودة وتقرير المصير واقامة دولته المستقلة فوق ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف، وبالتهديدات الوقحة السافرة ضد العرب من دون استثناء، ولاسيما مصر وسورية والأردن ولبنان، والتعهد بلي عنق الانتفاضة الباسلة وقصم ظهرها، كان بالمحصلة تصويت للحرب وتغليب لمنطقه على منطق السلام، وهو ما أثبتته وتثبته الحوادث كل يوم.

نحن كررنا مرارا، ونكرر، أن لا فرق في من يتولى زمام السلطة في «اسرائيل»، وان اختلفت الوجوه والانتماءات الحزبية والتكتيكات السياسية، فذلك لا يعني بحال من الأحوال الخروج على العقيدة التوراتية الخرافية ومشروعها العدواني التوسعي القائم على اغتصاب أراضي وحقوق الغير والغائهم، انما يفرض الموقع مسئولية أكبر في تنفيذ هذا المشروع، وابداء أقصى قدر من الالتزام بمتابعة العمل للحفاظ على التفوق الاسرائيلي ومواصلة العربدة السياسية والعسكرية، والتهرب من تبعات السلام واستحقاقاته، وبقاء الدولة العبرية قوة متمردة وخارجة على القانون الدولي.

* مع بدء العد العكسي لانعقاد القمة العربية في البحرين في مارس/آذار المقبل، كيف ترون صورة الوضع العربي؟

- بادئ ذي بدء لابد من القول اننا نشهد بدايات طيبة لحوار عربي ـ عربي مشترك يؤسس لمرحلة نوعية جديدة للعلاقات العربية ـ العربية، تستوعب دروس الماضي، بحلوه ومره، وتتابع حركة الحاضر بايقاعها السريع، وتسعى لاستشراف آفاق المستقبل بثقة.

إن اللقاءات الأخوية تؤكد من جديد أن تنسيق المواقف العربية يعطي دفعا قويا لتعزيز العمل العربي المشترك، ولقيام تضامن عربي فعال، وصولا إلى التكامل الضروري لمرحلة أرق تنصهر فيها الامكانات العربية المتنوعة في بوتقة واحدة لمواجهة عالم التكتلات الكبرى، الاقتصادية - السياسية.

فمن جهة تبرهن اللقاءات العربية على أن الجسد العربي بدأ يتعافى، وأن التضامن العربي الفعّال يشق طريقه لتوحيد الموقف العربي، نهجا وممارسة، تجاه لب الصراع في المنطقة بين الأمة العربية وبين المحتل الاسرائيلي الغاصب، لان عودة الروح إلى التضامن العربي تشكل اللبنة الأولى لاستعادة الحقوق والأرض والمقدسات، وهو ما يثبته تاريخ الصراع العربي - الصهيوني، فعندما يتكاتف العرب ويصمدون في وجه العدوان نرى النصر حليفهم، وحرب السادس من أكتوبر/تشرين الأول 1973 التي مرت علينا ذكراها منذ شهر، شاهد مازال ماثلا في الأذهان.

ومن جهة أخرى تزداد حاجة العرب إلى التنسيق والتضامن لمواجهة المتغيرات الكثيرة والمتسارعة في عالم اليوم، فظاهرة العولمة بنهجها الحالي، والثورة العلمية التقنية ومارافقها من تبدلات جوهرية، أدت، وتؤدى إلى ازدياد التنافس الاقتصادي والمعلوماتي، وبروز ملامح عالم جديد تهيمن عليه تكتلات اقتصادية عملاقة تريد ابتلاع ثروات العالم وازاحة أية حواجز أو عراقيل من خلال فتح الأسواق العالمية أمام مؤسساتها الكبرى، الاقتصادية والثقافية والسياسية، وبالتالي تعمل بشكل محموم لتهميش وافقار البلدان النامية والفقيرة من خلال سياسات اقتصادية وعسكرية.

وبطبيعة الحال فان العرب من محيطهم إلى خليجهم هم أول المستهدفين نظرا إلى الموقع المتميز للوطن على خريطة العالم الجيو - سياسية، وبحكم غناه بالموارد الطبيعية المتنوعة وامكاناته البشرية الشابة والواعدة، ومن أجل قتل روح العمل العربي المشترك، ودفن التضامن والتنسيق بين العرب سعيا وراء إلحاقهم فرادى بمؤسسة العولمة لابقائهم ممزقين وضعفاء يسهل ابتلاعهم من خلال قتل روح المبادرة الخلاقة لديهم، واطفاء جذوة الأمل في نفوسهم ومنع أي شعاع أمل ينير أمامهم طريق الخلاص، واغراق أسواقهم بالمنتجات الجاهزة والاستمرار في سرقة مواردهم المادية والبشرية.

ان لوحة المستقبل التي يرسمها هؤلاء للعرب، وسواهم من شعوب وبلدان الجنوب، واضحة، وهم لا يخفون أهدافهم، بل يعلنونها، وان كان بغلاف مزين ووعود براقة وأوهام يطلقونها من خلال بيانات ومؤشرات تصدر عن مؤسساتهم تدعي انقاذ البشرية من براثن الجوع والفقر والتخلف، بينما يكذِّب عالم الواقع ادعاءاتهم، إذ ترزح بلدان الجنوب، ومنها العربية، في مستنقع يتسع ويتعمق.

من الواضح تماما انه لا مكان في عالم اليوم سوى للأقوياء، وهو لا يصغي الا لصوت القوي، والعرب لديهم ما يؤهلهم ليثبتوا جدارتهم وحقهم في الحياة الكريمة، فاذا كانت اللقاءات العربية الاخوية من أجل تنسيق وتضامن وتفعيل مسيرة العمل العربي المشترك، وفي جميع المجالات، تستطيع في حال الاستخدام الامثل لامكانات الأمة العربية الكامنة أن تحقق أهداف العرب في استعادة الحقوق المغتصبة وتأمين مستقبل أفضل لأبنائهم، ولا يضير ان الطريق طويل لبناء التكامل العربي، ولاتزال بحاجة إلى جهود أكبر بكثير، فرحلة الألف ميل يمكن القول انها بدأت بالفعل.

* كيف يمكننا تفعيل الموقف الدولي لتأييد قضايانا وأهدافنا في تحقيق السلام العادل والشامل الذي ارتضيناه خيارا استراتيجيا؟

- نرى في الواقع أن العالم المعاصر يشهد مواجهة بين العرب الطامحين إلى التحرر والمساهمة في اغناء مسيرة الحضارة البشرية، وبين آخر موقع من مواقع الاستعمار الاستيطاني العنصري البغيض على وجه المعمورة، إذ بدأ العالم يدرك ويعي حجم المعاناة التي يعيشها الشعب العربي الفلسطيني، جراء الاحتلال، وحجم العدوان الاسرائيلي المستمر على العرب جميعا، وقد ساهمت الانتفاضة الفلسطينية الباسلة وغضب الشارع العربي والتحرك الرسمي والشعبي، والالتفاف الاسلامي، في تفعيل الموقف الدولي الذي بدأ يتلمس المأساة الكبيرة للشعب العربي الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال، في عالم يفاخر اليوم بأنه يسرع الخطى نحو الديمقراطية والحرية واعلاء شأن الانسان والدفاع عن حقوقه، بينما تواجه المنطقة العربية استعمارا استيطانيا عنصريا توسعيا لم يشهد التاريخ له مثيلا على مر العصور.

واذا كان قدر الأمة العربية مواجهة العدوان المستمر منذ أكثر من خمسين عاما، متمثلا في الأطماع الصهيونية، فان كسب التأييد العالمي للقضية العربية العادلة يتطلب مزيدا من العمل والعزيمة مع استثمار كل الامكانات الاقتصادية والسياسية والاعلامية والبشرية، وسواها، لايجاد ذهنية عالمية تتحول تدريجيا إلى أفعال ملموسة تدعم الموقف العربي في استعادة الحقوق المغتصبة.

ان الدفاع عن الحق يحتاج إلى عمل منظم طويل، يأخذ في الاعتبار الظروف والمستجدات العالمية كافة، فمثلا في العام 1973 كان الرأي العام العالمي عموما جاهزا للمساعدة في ايجاد حل عادل وشامل أكثر من الوقت الحالي، والسبب أن العرب آنذاك كانوا متضامنين وموحدين في الهدف، وكانوا قوة يعتد بها، وأثبتوا ان لهم قضية عادلة يقاتلون من أجلها.

لقد نجحت الانتفاضة الفلسطينية الباسلة في اعادة الصراع العربي - الاسرائيلي إلى الواجهة ليصبح في مقدمة جدول الأعمال، وعادت القضية الفلسطينية إلى العرب، وأصبح التحرك العربي الجماعي الموحد مطلوبا وواجبا لمحاصرة «اسرائيل» سياسيا واقتماديا ودوليا، لإرغامها على تطبيق قرارات الشرعية الدولية ووقف عدوانها على الشعب العربي الفلسطيني والأمة العربية.

ان العالم، كما أسلفنا، بدأ يدرك مخاطر الاحتلال والعدوان الاسرائيلي على الأمن والسلام الدوليين، ومهما حاولت الصهيونية تزييف الحقائق وطمسها، فان الخداع ينكشف تدريجيا، والعرب يمكنهم الوصول إلى الرأي العام العالمي ومخاطبته مباشرة مستخدمين الامكانات الاعلامية والثقافية والاقتصادية والسياسية، وكما برهنت الانتفاضة الباسلة على ان استخدام الاسلحة الفتاكة لم يجدِ نفعا في وقفها، وكما برهنت تجربتنا في لبنان من خلال المقاومة الوطنية البطلة وقدرتها على دحر المحتلين المعتدين، على انه يمكن دحر وهزيمة الاحتلال، فان المستقبل سيبرهن، كما برهن التاريخ دوما، على ان العالم يقف مع الحق المستند إلى القوة والقدرة على الإقناع، وهو يفهم ويحترم من يمتلك هاتين الميزتين.

* تحاول «اسرائيل» من وقت إلى آخر زرع الفتنة بين سورية ولبنان، كيف تواجهون تلك المحاولات المشبوهة الأدوات والأساليب والنتائج؟

- ليس بجديد على «اسرائيل» التي تهدف إلى تفرقة العالم العربي وإضعافه حتى لا يكون هناك من يواجه ممارساتها العدوانية، ونحن نعي جيدا هذه الممارسات وأساليبها ودوافعها ونتائجها، ولا ننساق لها، وندرك جيدا خطورة محاولاتها احداث الوقيعة بين لبنان وسورية، والبلدان يعيان هذه المحاولات ولا يتركان الفرصة لها اطلاقا.

* وماذا عن الأصوات التي تنادي أحيانا من داخل لبنان بانهاء الوجود العربي السوري؟

- الوجود العربي السوري جاء بطلب من السلطة الشرعية اللبنانية في العام 1975، وليس وجودا احتلاليا كما يروج البعض، وقد ساعدتنا سورية في استقرار الوضع الداخلي طوال هذه السنوات، لن ترحل القوات السورية من لبنان مادامت مزارع شبعا محتلة، اذ ان الاحتلال الاسرائيلي لمزارع شبعا هو أحد الأسباب التي تدعم أسباب الوجود السوري في لبنان، كما ان الوجود السوري يدعم موقفنا في الكثير من القضايا، مثل الأسرى والمعتقلين والمختطفين والمحتجزين في السجون والمعتقلات الاسرائيلية، وأيضا قضية اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والتصدى لمؤامرة التوطين

العدد 67 - الإثنين 11 نوفمبر 2002م الموافق 06 رمضان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً