العدد 87 - الأحد 01 ديسمبر 2002م الموافق 26 رمضان 1423هـ

خطوات قوية... وأخرى تحتاج إلى قوة!

تعتبر جامعة البحرين من أفضل الجامعات العربية من حيث الخدمات المتطورة والمتقدمة في جميع المجالات، فقد وفَّرت ولا تزال أفضل السبل والامكانات من حيث الدراسات والبحوث الأكاديمية وتطوير البرامج والخطط الدراسية... فمسيرة التحديث مستمرة وتمس كل ركن خصيب فيها وهو أمر نفتخر به.

ولا شك في أن هذه الخدمات وخصوصا تطوير وإدخال تخصصات جديدة لا سيما القانون والحقوق وعلم الاجتماع وغيرها، تعد إضافة رائعة لما تقوم به الجامعة في سعيها الدؤوب الى الولوج من بوابة الحلم إلى فُسحة الحقيقة الواعدة بمستقبلٍ زاهر.

ومناسبة هذا الحديث هي بعض القصص التي مرت بأعز زميلاتي اللاتي كُنّ يُشاهدن المستقبل من نافذةٍ بسيطةٍ جدا، من نافذة المدرسة الخشبية التي لا تشف عن مشهد الواقع الكبير. أتذكر قصة صديقة عزيزة عليّ جدا بدأت تواجه منعطفات هذه الحياة الجامعية بشيء من المفارقة بين الواقع ومتطلباته والحلم ومنعطفاته في سهل العروض وصوتيات اللغة والنحو، وهو مجال تفوقت فيه دراسيا ونحن في المرحلة الثانوية.

وبعد أن تقدّمت للدراسة في الجامعة وكانت نسبتها 80,3 في المئة تم قبولها في تخصص الخدمة الاجتماعية لكنها لم تستطع دخول الجامعة أو تثبيت القبول بسبب ظروفها المادية الصعبة - علما بأن هذه المادة كانت ضمن مواد التمويل الذاتي- وانتظرت للفصل الثاني وقامت بتجديد طلبها لتقبل في تخصص اللغة العربية، وهو تخصص رائع ولائق بفتاة كانت تنافس مدرساتها في بلاغة اللغة وقواعدها، لكنه صعب جدا في الواقع بسبب المستقبل الوظيفي...!

حاولت أن تحول إلى تخصص آخر بعد أن ولجت في الدراسة التمهيدية لتخصص علم الاجتماع لكن محاولاتها منيت بالتأجيل؛ اذ أن التخصص المذكور ستفتح شُعبه في الفصل الذي يلي الفصل الأول بالنسبة إليها. وتحاول مُجددا لكنها تُصدم أنَّ التحويل لن يتم؛ لأن الأولوية للتسجيل في هذا التخصص لدفعة 2001 وهي من دفعة 2000!! حاولت التحويل والعودة مرة أخرى لعلم الاجتماع، ولكنها لم تستطع حتى اليوم ومازالت تحلم بالتحويل وتتأسف على أول قبول لها في تخصص تحلم به الآن ويشق عليها التحويل إليه.

هل يعجز هذا الصرح العظيم وهذه الجامعة العريقة التي تضم ركائز المستقبل بين ثناياها عن حل مثل هذه القضايا التي تفتح الثغرات وتتفاقم يوما بعد يوم؟ هل تعجز التقنيات الحديثة والخدمات المتميزة والمتطورة في جامعتنا العزيزة عن إعطاء فرص أخرى الى الحلم بصوتٍ عال...؟

أنا على ثقةٍ كبيرة أن هذه المسائل لم تغبْ يوما عن أذهانِ العاملين فيها، لكني أعود وأقول: «إن الوقت والعمر والمستقبل تسابق أوراق دراسة هذا الموضوع، ونأمل أن يلقى هذا الأمر مكانه من التوجيه السريع والعمل على تسهيل مثل هذه القضايا لسدّ كل الثغرات المفتوحة التي من شأنها أن تكسر أشياء أخرى يصعب لحامها...».

هناء مرهون

العدد 87 - الأحد 01 ديسمبر 2002م الموافق 26 رمضان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً