العدد 2158 - السبت 02 أغسطس 2008م الموافق 29 رجب 1429هـ

الجماعات الحقوقية تجدد تركيزها على أزمتي التبت ودارفور

في الوقت الذي عززت فيه الصين الإجراءات الأمنية في مواجهة المنشقين والمعارضين السياسيين والناشطين الحقوقيين وكذلك ضد أية هجمات «إرهابية» محتملة خلال دورة الألعاب الأولمبية المقبلة (بكين 2008)، تواجه الصين انتقادات خارجية أخرى من قبل جماعات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام في الغرب.

وقال الرئيس الأميركي جورج بوش ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي إنهما يشعران بالالتزام فيما يتعلق بحضور حفل افتتاح أولمبياد بكين ولكنهما وعدا بإثارة قضايا حقوق الإنسان في الصين. وقد تجعل هذه التصريحات الرئيسين الأميركي والفرنسي مثل عدد آخر من زعماء الغرب بمثابة ضغوط جديدة على الحزب الشيوعي الحاكم في الصين من أجل إجباره على مزيد من الحرية. ويمثل كل من حزب الخضر في نيوزيلندا ومنظمة العفو الدولية والنقابات العمالية ورهبان إقليم التبت ولاجئي كوريا الشمالية والمنشقين الصينيين مجرد بعض الجماعات المتعددة التي طالبت المجتمع الدولي بدفع الصين بقوة إلى الأمام لتحسين سجلها في مجال حقوق الإنسان قبل أولمبياد بكين. وكانت الأعداد الهائلة للقتلى التي خلفها زلزال سيشوان في مايو/ أيار الماضي والتعاطف الدولي الهائل الذي حظيت به الصين إزاء هذه الكارثة سببا في التحول المؤقت لبؤرة الأضواء والاهتمام بعيدا عن هذه القضايا المثيرة للجدل مثل أزمة إقليم التبت واعتقال وسجن المعارضين والرقابة على وسائل الإعلام وشبكة الانترنت ودور الصين في أزمة إقليم دارفور بالسودان.

وقبل وقوع هذا الزلزال الذي أودى بحياة 70 ألف نسمة كانت الإجراءات العسكرية الصارمة التي اتخذتها الحكومة الصينية في مارس/ آذار وأبريل/نيسان الماضيين لقمع الاحتجاجات المناهضة لها في إقليم التبت أكبر تأكيد على الصورة السيئة للحزب الشيوعي الحاكم في نظر المراقبين الأجانب. حسبما أفادت مؤسسة «دوي هوا» التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها.

وذكرت المؤسسة أيضا أن اعتقال المعارض البارز هيو جيا الذي حكم عليه بالسجن ثلاثة أعوام ونصف العام بعدما وجهت إليه تهما بالتخريب «لا يمكن نفي ارتباطه بالأولمبياد». وتخشى الحكومة الصينية ظهور أية احتجاجات من الزوار الأجانب إلى بكين خصوصا فيما يتعلق بأزمتي التبت ودارفور والتي أدت في يوليو/ تموز الماضي إلى ترحيل البريطانية ديتشن بيمبا المقيمة في إقليم التبت.

وركزت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في تقرير لها في 12 يوليو الماضي على دور الصين في السودان وفي قضية إقليم دارفور السوداني وأشارت إلى أنها «وجدت الدليل الأول على مساعدة الصين للقوات العسكرية للحكومة السودانية في دارفور».

وأوضحت «بي بي سي» في موقعها على الانترنت أن شبكة مراسليها الصحافيين «رصدت تحركات شاحنات صينية في إقليم دارفور السوداني وهذه الشاحنات كانت ضمن دفعة شاحنات صدرتها الصين إلى السودان في العام 2005». و ذكر التقرير «بي بي سي تؤكد أيضا أن الصين كانت تدرب طيارين مقاتلين يقودون طائرات (فانتان) أو (إيه 5) الصينية المقاتلة في دارفور».

وفي بيان مستقل صدر قبل يوم واحد من تقرير «بي بي سي» طالبت جماعة «حلم دارفور»، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها، الصين باستغلال «تأثيرها الذي لا يضاهى» من أجل إعادة الأمن إلى دارفور.

وقال المدير التنفيذي للجماعة جيل سافيت في بيان له «الصين يمكنها أن تطلب فورا توقف النظام السوداني عن قتل المواطنين العزل والإصرار على توقف السودان عن إعاقة انتشار قوات الأمم المتحدة». وقال سافيت «المسئولون عن الإبادة الجماعية هم الشركاء المقربين للغاية من منظمي الأولمبياد... ومن الصعب أن نعتقد أن الأولمبياد لا يمكنه التأثير في النظام إذا أراد ذلك».

ويعتقد بعض المحللين أن الصين خففت بشكل طفيف خط تعاونها مع السودان بسبب هذه الضغوط الدولية. ولكن المندوب الصيني في دارفور ليو جويجين دأب على اتهام «العدد الضئيل» من النقاد الغربيين بـ «تفكير الحرب الباردة».

وصرح جويجين لمراسلي الصحف ووسائل الإعلام لدى عودته من دارفور في مارس الماضي بأنه من الظلم تماما اتهام الصين بشكل أحادي في قضية إقليم دارفور وكذلك إلقاء اللوم عليها في بيع الأسلحة إلى السودانيين من أجل الإبادة الجماعية وربط ذلك بالدورة الأولمبية ومقاطعتها.

العدد 2158 - السبت 02 أغسطس 2008م الموافق 29 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً