العدد 2296 - الخميس 18 ديسمبر 2008م الموافق 19 ذي الحجة 1429هـ

الخطيب الملا عبدالكريم الحاج يوسف بن إدريس الغانمي الجمري

علماؤها

خطيب فاضل، نحوي، قوي في لغته، بليغ في تعبيره، شاعر باللسانين الفصيح والدارج، إلا أنه مقل. لا يقرأ إلا نادرا وبعد الإلحاح الشديد. وهو مكفوف البصر.

وبناء على إفادته أورد المعلومات التالية:

ولد في حدود سنة 1336هـ (1918 م). وقد ولد مبصرا وفقد عينيه معا وهو طفل رضيع. قرأ القرآن عند المرحوم والد المؤلف، حفظ القرآن عن ظهر قلب، وكان تعليمه في الكتاتيب. قرأ النحو: «الأجرومية»، و«قطر الندى» على العلامة الجليل الشيخ محسن العرب الجمري قدس سره. وأخذ الخطابة على يد الخطيب الشهير الملا سعيد الشيخ عبدالله العرب الجمري حفظه الله، واستقل بنفسه خطيبا وعمره 20 سنة تقريبا - وبالنسبة إلى البلدان التي قرأ فيها لم يتجاوز سترة، وقريته «بني جمرة» وقرية «الكوَرة». وهو معروف بقوة الحافظة، وينظم الشعر باللسانيين: الفصيح والدارج.

توفي رحمه الله يوم الأحد عصرا بمستشفى السلمانية بعد مرض لازمه أكثر من ثلاثة أشهر 19 شوال 1421هـ (14 يناير 2001م) وشيع إلى مثواه الأخير يوم الإثنين التالي ليوم الوفاة، صباحا، في الساعة الثانية زوالي، ودفن في مقبرة بني جمرة، وحضر تشييعه جمهور كبير. وقد طلبت من قبل أهله لحضور الجنازة والصلاة عليها، ولكن السلطات المدنية المحاصرة لي منعت بعد الطلب منها. وقد توفي في ليلة الأحد الرجل المؤمن موسى بن مهدي بن إبراهيم بن إسماعيل رحمه الله بعد مرض بالسل طال به عدة أشهر في المشتشفى 19 شوال1421هـ (14 يناير 2001م) وطالبت بالذهاب إلى فاتحته ولكن لم أتمكن لحصار قوات الأمن لمنزلي.

الخطيب الملا محمد صالح الملا عطية الجمري

خطيب فاضل، ومتكلم قدير، يمتاز بوحدة الموضوع، وشاعر مجيد. ولد في قرية بني جمرة، فجر اليوم الثاني من شهر شوال سنة 1353هـ (1934 م).

تعلم القرآن في الكتاتيب، والتحق - بعد إكمال السابعة من عمره - بمدرسة البديع الابتدائية للبنين. أخذ الخطابة على يد والده المقدس رحمه الله وهو في سن مبكرة واشتغل فيها منذ العام 1958م، وكان لأخيه الخطيب الملا يوسف فضل كبير في توجيهه وقوة منبريته إلى جانب الموجه الأول والده تغمده الله برحمته. يمتاز منبره بالتوجيه والإرشاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى وحدة المسلمين.

التحق بالمدرسة الدينية في جدحفص لفضيلة الشيخ عبدالحسن سلمان منذ سنة 1388هـ (1968م) كواحد من طلابها البارزين. ولخطيبنا المترجم يد طولى في الشعر الدارج إضافة إلى الفصيح. ويحسن أن أذكر نموذجا لشعره الفصيح، قال حفظه الله بمناسبة ذكرى الغدير الأغر - وهذا جزء من قصيدة تبلغ 38 بيتا ألقاها في المناسبة المذكورة في قاعة الحسينية الاثني عشرية في«بني جمرة» 18 ذي الحجة 1380هـ ( 1960 م):

هب النسيم فماست الأشجار

وغدت تغرد فوقها الأطيار

وتأودت أغصانها في رقصة

للناظرين بدت بها أسرار

وغدت تلاقي بعضها فتعانقت

فكأن صوت حفيفها أوتار

عزفت لنا لحن الحياة مقسما

نغما له العقل السليم يحار

طربت له الأزهار عند سماعه

ماذا ترى شعرت به الأزهار؟

فغدت تمثل دورها فتقاربت

من بعضها وبدت لها أطوار

للشمس ترنو للجداول تارة

للروض أخرى، ما لها استقرار

فوقفت مشدوها أراقب حالها

وغدى يجول بخاطري استفسار

أترى لها جيش وتشعر مثلنا؟

وكذاك سمع. هل لها إبصار؟

أم هل لها عقل يدبرها وهل

كانت تجول برأسها أفكار

كلا ولكن سر هذا واضح

كالشمس إذ تبدو لها أنوار

يوم الغدير أطل في أرجائها

فأطل فيه على الدنا استبشار

وله كتاب مخطوط في شرح قصيدة غديرية من نظمه قد أسماه: «الهدية السنية في شرح القصيدة الغديرية».

الخطيب ملا محمد جعفر الشيخ محسن العرب الجمري

ومن خطبائها وشعرائها الخطيب الأديب صاحب الترجمة التالية، وقد كتبها بقلمه بناء على طلبي، وهي كما يلي:

محمد جعفر بن الشيخ محسن بن الشيخ عبدالله بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن عبدالله العرب المولود في قرية بني جمرة إحدى قرى البحرين الغربية الشمالية وتاريخه الرابع من شهر المحرم سنة 1351 من الهجرة (1932 م).

حفظت القرآن كله وتعلمت صناعة الخط في كتَّابين في القرية نفسها، وكانت أمنية والدي «ره» إلحاقي بمدرسته العلمية المعروفة كما قال لي أحد أقربائي فيما بعد ولكن انحراف صحته قد حال بينه وبين أمنيته. وبقيت بعد وفاة والدي «ره» تحت رعاية عمي الكبير الخطيب ملا محمد بن الشيخ عبدالله العرب المتوفى في مستشفى النعيم بالمنامة ضحى الإثنين الـ 18 من شهر ربيع الثاني السنة 1365 من الهجرة (1946 م).

وفي أواخر سنيه رحمه الله التحقت بمدرسة سماحة الشيخ عبدالحسين الحلي العراقي المتوفى يوم السبت الـ 13 من شهر شعبان سنة 1375 هـ (1956 م) وكان«ره» - يوم انتسابي إلى مدرسته - قاضيا للتمييز الجعفري وكان المدير الدائم لهذه المدرسة يوم ذاك سماحة الشيخ عبدالله بن الشيخ محمد صالح الآتي ذكره بعد قليل.

وقد درست على أيديهما المقدمات الأولية، وكنت ضمن دارستي هذه قد صحبت عمي الخطيب ملا سعيد بن الشيخ عبدالله العرب فترة وجيزة وبعدها نفضت عني غبار الكسل والخمول وشمرت عن ساعد الجد في سبيل المعرفة والحياة الأفضل وقررت الهجرة من القرية إلى المنامة متوكلا على الله وكان الفضل في هذا بعد الله إلى الحاج خلف المار ذكره. فقد ذلل لي الصعاب وقد عرفت في غمرة تفكيري بأن الإنسان إذا لم يكن صادقا مع نفسه فلن يصل إلى بلوغ غايته وإن حب الأهل والبلد لم ولن يقف دون تحقيق الأماني الطيبة لذلك فقد صممت على الهجرة والسير في الطريق المرسوم بعزيمة صادقة من أجل الوصول إلى الغاية بغض النظر عن كل العقبات التي سأواجهها في هذا الطريق.

وقد أقمت في دار آل حميدان (الأسرة المعروفة) وتقع هذه الدار في الجهة الشرقية الشمالية من مدينة المنامة وانتسبت إلى مدرسة عميد هذه الأسرة الشيخ محمد علي بن علي بن أحمد آل حميدان المتوفي يوم الأحد الـ 8 من ربيع الثاني سنة 1374 من الهجرة (1955م)، وكان يوم صحبته قاضيا في المحكمة الشرعية الجعفرية وخطيبا لامعا على مستوى البحرين كافة وقد تعلمت على يديه فن الخطابة.

وبعد انفصالي عنه زاولت بمفردي مهنة الخطابة وقد عاهدت نفسي على السير وراء كل ما هو مفيد وكان في مقدمة ذلك هو ما قمت به ضمن تلك الفترة الانتساب إلى مدرسة سماحة العلامة الشيخ عبدالله بن الشيخ محمد صالح بن الشيخ أحمد آل طعان الستري البحراني المتوفى في شيراز بإيران ليلة الثلاثاء الـ 25 من شهر صفر سنة 1381 من الهجرة (1961 م) وكان رضوان الله عليه نعم الأب المربي، كما حضرت بلا انتساب بعض دروس فقيد العلم سماحة الشيخ باقر بن الشيخ أحمد آل عصفور المتوفى في ليلة الأربعاء الـ 26 من شهر صفر 1399 من الهجرة (1979 م).

وكنت ضمن تلك الفترة قد اشتغلت بحفظ الشعر العربي الفصيح ثم بالقراءة في مختلف الكتب والصحف والمجلات وقد اشتركت في البعض منها كمجلة «الإيمان» ومجلة «البذرة» النجفيتين و«منابع الثقافة الإسلامية» و«أجوبة المسائل الدينية»و«الكربلائيتين» ومجلة«حديث الشهر» وكانت تصدر في الكاظمية بالعراق وهي عبارة عن كتاب شهري متخصص في إبراز الشخصيات الاسلامية.

كما اشتركت في مجلة «العرفان» وصنوها «جبل عادل» اللبنانيتين وقد نشرت في العرفان بالمجلد الـ 47 لعام 1960م أولى تجاربي في مجال الكتابة تحت عنوان «وهبي سليمان وشهر المحرم» ردا على مقال نشرته لي مجله «التمدن الإسلامي» في عددها الأول لعام 1959م استهان فيه بالحسين وثورته وتهجم على المآتم المقامة عليه كما نشرت بالمجلة العام 1969م موضوعا بعنوان «إلفات نظر»، ثم نشرت مقالا في «جبل عامل» بالعدد الصادر في ذي حجة السنة 1390 للهجرة (1970 م) وهو عبارة عن ترجمة وافية للمرجع الكبير السيد محسن الحكيم المتوفى في بغداد ليلة الثلاثاء 27 من شهر ربيع الأول 1390 من الهجرة (1970 م).

كما نشرت في الصحف المحلية العديد من القطع الأدبية والمواضيع المختلفة في شتى المناسبات وكانت صحيفة «الأضواء» البحرينية في مقدمة تلك الصحف فقد نشرت لي أكثر من موضوع عن حجاب المرأة في الإسلام كان الأول في العدد 16 بتاريخ 22 ديسمبر العام 1965م تحت عنوان «إلفات نظر» وكان الآخر قد نشر في العدد 20 بتاريخ يناير 1966م بعنوان «خاتمة المطاف بين القديم والحديث» وقد تناولت فيه بإسهاب موضوع الحجاب.

الخطيب ملا جاسم محمد حسن نجم الجمري

هو الخطيب الفاضل ملا جاسم محمد حسن بن علي الجمري. ولد حسب إفادته في بني جمرة 19 رمضان المبارك سنة 1339هـ (1921 م). منبره جيد، ويمتاز أسلوبه بالوضوح، وصوته بالشجاء والرقة. وتفيد المعلومات التي تلقيتها منه حفظه الله تعالى: أنه تلقى تعليم القرآن على يد المرحوم عبدالكريم بن محمد بن فتيل الجمري، وتلقى تعليم الكتابة والقسم الوافر من التوجيه من الوالد المقدس منصور الحاج محمد الجمري رحمه الله تعالى، حيث كان الوالد يعلم الصبيان آنذاك القرآن والكتابة، إضافة إلى عمله وهو نسج العباءات وغيرها من الملابس، وكان رحمه الله مفقها في دينه يسأله أبناء القرية عما يحتاجون من المسائل الشرعية، إضافة إلى ما شهد به معاصروه من جميع أبناء القرية من التقوى، وقضاء الحوائج، وإصلاح ذات البين، والكرم والضيافة.

ويقول المترجم حفظه الله: إنه كان حينما يقدم أسئلته الشرعية إلى المرحوم العلامة الجليل الشيخ محسن العرب الجمري يقول له بعد أن يجيبه على أسئلته: سل أستاذك منصور الحاج محمد عما تحتاج إليه من مسائل. وإنه - قدس سره - قد كرر له هذا القول مرتين على الأقل.

تلقى المترجم الخطابة - حسب إفادته - على يد الخطيب الفاضل ملا سعيد الشيخ عبدالله العرب الجمري الذي أولاه الكثير من عنايته، واستقل بالخطابة سنة 1359هـ تقريبا. ويعتبر المترجم في طليعة الخطباء المؤمنين المتورعين الأتقياء.

والمترجم شاعر باللسانين الفصيح والدارج، وشعره جيد مقبول، وله ديوان شعر مطبوع يقع في أربعة أجزاء، اسمه: « شعار الحزين في رثاء النبي وآله الطاهرين»، والجزء الثالث منه يشتمل على الفصيح والدارج في المدح والرثاء لأهل البيت عليهم السلام.

كان رحمه الله - حسب ما عرفته وما أدركت بعضه - أديبا نحويا، محافظا على صلاة الليل، مجتهدا، مواضبا على قراءة الأدعية المستحبة في أوقاتها، وكان صاحبه وسميره الكتاب المسمى بـ «مصباح الكفعمي». وكان متفقها، ذا إلمام بالمسائل الشرعية العامة البلوى نتيجة مصاحبته ومجالسته الطويلة للعلماء ومراجعته للرسائل العملية، وكان بعد وفاة العلامة الجليل الشيخ محسن العرب قدس سره، يسأله أبناء القرية - ولمدة سنين - عما يحتاجون من المسائل فيجيب عليها. وقد رثيته وأرخته قدس سره بالأبيات التالية:

في عام موت والدي

ما أعظم المصابا

إليه ضم واحدا

وسائل الأحبابا

في لوعة مؤرخا:

«أبدرنا قد غابا» 1367 + 1= 1368هـ

وكانت وفاته ليلة السبت الساعة السابعة غروبي 27 ربيع الأول 1368هـ 1948م.

وكان عمره يوم وفاته ستة وسبعين عاما، وقد شيع إلى مثواه الأخير في الساعة الثالثة والنصف غروبي من يوم السبت نهار ليلة الوفاة، وقد شيع بموكب كبير وجمهور غفير، من سكان القرية «بني جمرة» وكثير من أبناء المنطقة، ودفن بمقبرتنا في جوار الأجداد والآباء والأقارب رحمهم الله تعالى.

العدد 2296 - الخميس 18 ديسمبر 2008م الموافق 19 ذي الحجة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً