اختتمت مساء الخميس الماضي فعاليات مهرجان الشهادة الثقافي العالمي الخامس، الذي أقيم في مدينة كربلاء المقدسة، في الأسبوع الأول من شهر شعبان (25 - 30 يوليو/ تموز 2009).

المهرجان الذي تقيمه سنويا الأمانتان العامتان في الروضتين الحسينية والعباسية، ألقيت في ختامه بعض القصائد الشعرية والأناشيد والموشحات الدينية، قبل توزيع الشهادات التقديرية على المشاركين الذين بلغ عددهم خمس مئة شخص من الجنسين، من عشرين بلدا عربيا وإسلاميا وأجنبيا. فإلى جانب العراق، شاركت وفود من البحرين والكويت والأردن ولبنان وسورية وتونس وعمان ومصر والجزائر وليبيا. ومن خارج العالم العربي، شاركت وفود من إيران وباكستان وتركيا والبوسنة والهند، إضافة إلى مدعوين من بريطانيا وهولندا وفرنسا والسويد وأوكرانيا والبرازيل. وضمت هذه الوفود شخصيات دينية واجتماعية وباحثين وأدباء وكتابا وشعراء وفنانين، من أديان ومذاهب وقوميات مختلفة، مسلمين ومسيحيين، سنة وشيعة، عربا وأكرادا وتركمانا وكلدانا وآشوريين، من مختلف ألوان الطيف العراقي.

زيارات وبرامج خاصة

هذا وقد خُصّت الوفود ببرنامج زيارات منوّعة، ففي اليوم الثاني من الافتتاح، زارت الوفود مرقد الإمام الحسين (ع) حيث استقبلهم الأمين العام للعتبة الحسينية الشيخ عبدالمهدي الكربلائي، وعدد من الشخصيات الدينية والثقافية، حيث جرت المراسم التي يؤديها منتسبو الروضة من زيارة للشهداء وإعلان للالتزام بخدمة الزائرين. كما جرى زيارة للمكتبة العامة بالروضة.

وفي اليوم الثالث زارت الوفود الروضة العباسية، لحضور المراسم العبادية نفسها، ثم قامت بجولة في المتحف الخاص بالروضة العباسية، للاطلاع على تضمه من كنوز إسلامية قديمة، من مصاحف وكتب فقيهة وتاريخية قديمة، وسيوف ودروع أهداها بعض السلاطين الصفويين والعثمانيين للروضة منذ مئات السنين. كما زاروا المكتبة التي تضم أكثر من 27 ألف عنوان، تتوزع على مختلف العلوم من تفسير وحديث وتاريخ وفقه وسياسة وإدارة واجتماع. وتوفر خدماتها لطلبة العلوم الدينية وطلبة المعاهد والجامعات، بالإضافة إلى عموم القراء والمثقفين.

مؤتمر للأكاديميين العراقيين

وأقيم في اليوم الأخير من المهرجان «المؤتمر الثالث للأكاديميين»، من 13 جامعة عراقية، على جلستين صباحية ومسائية، حضرها أساتذة واختصاصيون وشخصيات من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، إضافة إلى وفود من خارج العراق.

وشهد المهرجان العديد من الفعاليات المتنوعة، من جلسات بحوث دينية وأكاديمية تقام عصرا، وأمسيات قرآنية وندوات شعرية في المساء، بالإضافة إلى معرض الفن التشكيلي من الساعة الخامسة حتى العاشرة مساء، ومعرض الكتاب الذي تجاوزت دور النشر المشاركة فيه الستين مؤسسة من داخل وخارج العراق.

وبعد اختتام المهرجان، تم تنظيم زيارة للوفود الزائرة إلى مدينة سامراء صباح الجمعة الماضي، لزيارة مرقد الإمامين العسكريين الذي تعرّض للتفجير على يد القوى الإرهابية، وأدى إلى انتشار موجةٍ من العنف المذهبي كاد أن يشعل حربا طائفية مدمرة. وتلا ذلك زيارة لمدينة الكاظمية. وفي صباح السبت، تم تنظيم زيارة لمرقد الإمام علي (ع) في مدينة النجف الأشرف.

يذكر أن هذا المهرجان الثقافي تقيمه وتموّله بشكل كامل الأمانتان العامتان للروضتين الحسينية والعباسية، إحياء لذكرى مولد الحسين (ع) وعدد من أهل البيت النبوي الشريف من أبطال ملحمة كربلاء، كالعباس وزينب والامام السجاد.