العدد 2525 - الثلثاء 04 أغسطس 2009م الموافق 12 شعبان 1430هـ

زعيم كوريا الشمالية يصدر عفوا عن الصحافيتين الأميركيتين

أصدر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج - إيل عفوا خاصّا بحق صحافيتين أميركيتين احتجزتا بتهمة الدخول إلى بلاده بشكل غير قانوني من أجل إعداد تقرير إعلامي.

نقلت نبأ الإفراج عن الصحافيتين الأميركيتين وكالة أنباء «يونهاب» الكورية الجنوبية نقلا عن وكالة الأنباء المركزية في كوريا الشمالية.

وذكرت شبكة «ايه بي سي نيوز» الأميركية في وقت سابق أن الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون الذي وصل أمس (الثلثاء) إلى بيونغ يانغ في زيارة لم يعلن عنها مسبقا، التقى الصحافيتين. ونقلت الشبكة عن مصدر طلب عدم ذكر اسمه إن لقاء كلينتون مع لورا لينج وإيونا لي كان عاطفيا وعبّر عن أمله في أن تطلق السلطات الكورية الشمالية سراح الصحافيتين وأن تغادرا البلاد بحلول اليوم (الأربعاء).

وكانت السلطات الكورية الشمالية اعتقلت الصحافيتين في مارس/ آذار الماضي واتهمتهما بدخول البلاد بشكل غير قانوني من الصين. ومثلت الصحافيتان أمام المحاكمة حيث صدر بحقهما حكم بالسجن 12 عاما.

ويتابع المراقبون الكوريون الشماليون زيارة كلينتون عن كثب لمعرفة ما اذا كان سيلتقي الزعيم كيم جونج إيل وسط آمال بأن يعمل مثل هذا الاجتماع على تخفيف تصاعد التوترات الناتجة عن البرامج النووية والصاروخية الكورية الشمالية.

وأذاع التليفزيون المركزي الخاضع للحكومة «قدم أطفالنا زهورا للسيد كلينتون». ولم تنوه التقارير الإعلامية الكورية الشمالية عن الهدف من زيارة كلينتون للبلاد غير أن يونهاب نقلت عن مصادر دبلوماسية لم تفصح عنها أنه سيحاول الوصول لإطلاق سراح الصحفيتين إيونا لي ولاورا لينج اللتين تلقتا الشهر الماضي حكما بالسجن 12 عاما مع الأشغال الشاقة بعدما قالت كوريا الشمالية إنهما دخلا حدودها بصورة غير مشروعة. وجاءت زيارة كلينتون -زوج وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون- أيضا في حين توقفت المحادثات مع كوريا الشمالية بشأن برنامجها النووي. وتفيد أنباء بأن بيونجيانغ تطلب عقد محادثات مباشرة مع واشنطن بينما تريد واشنطن مواصلة المحادثات السداسية التي تشارك فيها أيضا الصين وكوريا الجنوبية واليابان وروسيا بهدف إنهاء برنامج الأسلحة النووية الكوري الشمالي.

ونقلت يونهاب عن مصدر مطلع القول إن الرئيس الأميركي الأسبق -التي شاركت إدارته في محادثات موسعة مع حكومة كوريا الشمالية- سيلتقي كيم التي أثارت حالته الصحية القلق خلال العام الماضي. وألقي القبض على الصحفيتين الأميركيتين في منتصف مارس/ آذار الماضي على الحدود بين الصين وكوريا الشمالية حيث كانتا تعدان تقريرا حول مواطني كوريا الشمالية الفارين من بلادهم الفقيرة. من جانبه نفى البيت الأبيض الثلثاء أن يكون الرئيس السابق بيل كلينتون حمل رسالة من الرئيس باراك أوباما إلى زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ ايل، الذي التقاه الثلثاء خلال زيارته المفاجئة إلى بيونغ يانغ، سعيا للحصول على إطلاق سراح صحافيتين أميركيتين معتقلتين في هذا البلد. وقال المتحدث باسم الرئاسة روبرت غيبس تعليقا على معلومات أفادت عن رسالة شفهية من أوباما إلى الزعيم الكوري الشمالي «هذا ليس صحيحا».

ووصف البيت الابيض هذه الزيارة بأنها «مهمة شخصية حصرا تهدف إلى ضمان إطلاق سراح الأميركيتين» رافضا التعليق عليها.


زيارة كلينتون إلى بيونغ يانغ تشير إلى بوادر تهدئة بين البلدين

رأى محللون أن كوريا الشمالية أصدرت إشارات تهدئة وانفتاح حيال الولايات المتحدة بعد أشهر من التوتر باستقبالها الرئيس السابق بيل كلينتون، لكنهم ما زالوا يشككون في إمكانية تحقيق تقدم حقيقي.

ووصل زوج وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس (الثلثاء) إلى بيونغ يانغ في زيارة مرتبطة بمصير الصحافيتين اللتين حكمتا في يونيو/ حزيران بالأشغال الشاقة 12 عاما لأنهما اجتازتا الحدود من دون تصريح، بحسب محيط هيلاري كلينتون.

وقال المحللون إن لزيارة كلينتون بالنسبة لبيونغ يانغ بعدا سياسيا معتبرين أنها أكثر من زيارة تعبير عن نوايا حسنة. وقد يلتقي كلينتون الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل. وفي هذه الحالة سيكون هذا اللقاء الثاني من نوعه بعد الاجتماع بين جيمي كارتر ورئيس كوريا الشمالية في العام 1994.

وقد تفيد هذه الزيارة بتذويب الجليد بين بيونغ يانغ وواشنطن ولا سيما بعد الوصول إلى حائط مسدود بشأن نزع السلاح النووي من النظام الكوري الشمالي، وبعد التجارب النووية التي قامت بها كوريا في 25 مايو/ أيار الماضي وأثارت استنكار مجلس الأمن، وبعد إطلاق صاروخين جديدين قصيري المدى في الرابع من يوليو/ تموز الماضي.

واعتبر الخبير في الشئون الكورية الشمالية في جامعة دونجوك كيم يون هيون في سيئول، أنه «حتى إذا لم تحرز هذه الزيارة تقدما ملحوظا، فستساهم على الأقل باستئناف الحوار بشأن نزع السلاح النووي». وتابع المتحدث «من المحتمل أن تجري كوريا الشمالية والولايات المتحدة محادثات ثنائية إلى جانب المحادثات السداسية التي تضم الكوريتين والصين والولايات المتحدة واليابان وروسيا».

وكانت الأمم المتحدة قررت تعزيز عقوباتها على النظام ردا على التجارب النووية التي أجريت في 25 مايو الماضي، وكانت الثانية بعد تجارب أكتوبر/ تشرين الأول 2006. وهددت بيونغ يانغ بدورها بعدم العزوف عن مشاريعها النووية وباستخدام البلوتونيوم لأهداف عسكرية.

وكان النظام الشيوعي قد انسحب من المفاوضات المتعددة الأطراف المرتبطة ببرنامجه النووي بعد إدانة من الأمم المتحدة لها في إبريل/ نيسان الماضي بسبب الإطلاق المثير للجدل لصاروخ عابر للقارات. وقال شيونغ سيونغ شانغ من معهد كوريا الجنوبية «سيجونغ»، إن الأسرة الشيوعية الحاكمة الوحيدة في العالم تبحث أيضا عن وسيلة جديدة لإعادة المياه لمجاريها في العلاقات. وتابع بأن «بيونغ يانغ ستحاول عبر هذه الزيارة تحسين العلاقات مع واشنطن والخروج من الأزمة التي وقعت فيها بعد التجارب النووية وعقوبات الأمم المتحدة عليها».

وقال الباحث أيضا إن زيارة كلينتون «تمهد الطريق لمحادثات ثنائية بشأن مجموعة من الملفات أبرزها البرنامج النووي في كوريا الشمالية». وأضاف أن «بيونغ يانغ لن تعود للمحادثات السداسية قبل إحراز تقدم ملحوظ في المحادثات الثنائية».

ولم يستبعد الرئيس الأميركي باراك أوباما فكرة حوار ثنائي، على أن تستمر المحادثات السداسية لإقناع النظام الكوري الشمالي بالتخلي عن طموحه النووي. ورفضت الإدارة الأميركية، من جهة أخرى ربط مصير الصحافيتين المحتجزتين بالملف النووي.

وإن كان تحرك كلينتون هذا يهدف إلى «فتح أفق جديد للعلاقات الأميركية الكورية الشمالية»، على حد تعبير بايك هاكسون من معهد سيجونغ، فالباحث ديني روي من مركز الأبحاث الشرقي والغربي في هونولولو يعتبر أن كوريا تود أن يعترف بها مسبقا كقوة نووية. وجزم روي أنه «إذا لم تكن بيونغ يانغ مستعدة للتفاوض بشأن نزع السلاح النووي ولم تكن الولايات المتحدة جاهزة للاعتراف بها كقوة نووية، فالعلاقات بين الدولتين ستبقى مجمدة».

العدد 2525 - الثلثاء 04 أغسطس 2009م الموافق 12 شعبان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً