يتوجه الناخبون في «إسرائيل»، اليوم الثلثاء إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس حكومتهم وممثليهم في الكنيست السادسة عشرة، وهم بين مطرقة الانتفاضة الفلسطينية وسندان فضائح الليكود وسقوط العمل، وفي ظل توقعات الفوز الساحق لليمين.

وبشكل أساسي يتنافس في هذه الانتخابات حزبان رئيسيان ومرشحاهما لرئاسة الحكومة. الأول زعيم ومرشح حزب العمل عمرام متسناع والذي صعد سريعا لرئاسة الحزب وقد يسقط بالسرعة نفسها، والثاني زعيم الليكود ومرشحه لرئاسة الحكومة ارييل شارون، والذي تمكن من تجاوز الفضائح والأزمات، ومع انه حقق «فشلا فادحا»، إلا انه على ما يبدو في طريقه إلى دورة ثانية.

وتميزت الحملة الانتخابية الإسرائيلية بأمرين رئيسيين يجعلانها تختلف بصورة كبيرة عن سابقاتها وهما: استعمال الكراهية تجاه الخصم من جهة، والتركيز على كشف فضائح عن الخصوم واستثمار ذلك في الحملة الانتخابية من الجهة الأخرى. ويعود تركيز غالبية الأحزاب والقوائم المشاركة في الانتخابات على هذين الأمرين لثلاثة أسباب رئيسية: أولها يعود إلى استمرار المواجهات الفلسطينية - الإسرائيلية من جهة، وثانيها زيادة التوتر في الشارع الإسرائيلي، وثالثها يأتي في تطور دور وسائل الإعلام في الحياة العامة الإسرائيلية.

وتحل هذه الانتخابات في ظل استمرار المواجهات الفلسطينية - الإسرائيلية، وزيادة التوتر في الشارع الإسرائيلي، والكراهية المتبادلة في الحملة الانتخابية، وبين اليهود والعرب خصوصا بعد حوادث أكتوبر/تشرين الأول، وبين العلمانيين والمتدينين في ظل الضرب المتبادل للصدقية والشرعية.

وهذه الانتخابات تبدو، الصدقية المتدنية للسياسة في «إسرائيل» خصوصا وأن الكثير من الإسرائيليين يعتقدون بأن أرييل شارون سيعيد تشكيل حكومة شبيهة إلى حد ما بحكومته الحالية الأمر الذي قد يدفع الكثير من أصحاب حق الاقتراع إلى عدم التوجه إلى الصناديق في يوم الانتخابات.

لذلك، فإنه يبدو أن التحدي الأكبر في المعركة الانتخابية الحالية هو إلى أي مدى ستنجح بتحفيز أصحاب حق الاقتراع إلى الإفادة من حقهم هذا في يوم الانتخابات، مع العلم أن هناك نسبة مرتفعة من ذوي الأصوات العائمة في «إسرائيل»، وهناك تقديرات كثيرة تشير إلى أن نسبة المشاركة في الانتخابات قد تكون من أدنى النسب التي شهدتها «إسرائيل» منذ إقامتها (ما عدا الانتخابات الاستثنائية لرئاسة الحكومة التي جرت في العام 2001)