العدد 178 - الأحد 02 مارس 2003م الموافق 28 ذي الحجة 1423هـ

شالوم: فترة ما بعد الحرب العراقية تحمل الكثير من المخاطر

أربعة شهداء وعشرات الجرحى في خان يونس ورفح

الأراضي المحتلة - محمد أبوفياض، وكالات 

02 مارس 2003

اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد، سيلفان شالوم، ان «الجدول الزمني لبدء الحرب ضد العراق يتقلص» وان «فترة ما بعد الحرب تحمل في جعبتها للشرق الأوسط الكثير من الاحتمالات والكثير من المخاطر».

وأوضح وزير الخارجية ، في أول كلمة له بعد توليه مهمات منصبه الجديد أمس ، ان عمله وزيرا للخارجية الإسرائيلية سيتركز على «مستويات ثلاثة تشكل الخطوط العريضة للسياسة الخارجية لـ «إسرائيل»» على حد تعبيره. وهذه المستويات الثلاثة، هي: الأميركية والعربية والأوروبية... مشددا على الأهمية القصوى والمميزة للعلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية.

وعلى المستوى العربي قال شالوم ان وزارته ستعمل على توطيد العلاقات مع البلدان العربية التي تربطها بـ «إسرائيل» معاهدات سلام وهي مصر والأردن مضيفا انه سيبذل جهوده من اجل «إعادة العلاقات مع تلك الدول العربية التي كانت لها ممثلياتها الدبلوماسية في «إسرائيل» وتوقفت لأسباب متعددة». واعتبر شالوم ان العلاقات الإسرائيلية الأوروبية «تمر بمرحلة تشوبها بعض الخلافات» مشيرا إلى انه «سيبذل هنا أيضا جهدا خاصا من اجل توطيد هذه العلاقات وحل الخلافات». وفيما يتعلق بـ «العملية السلمية» والعلاقات مع الفلسطينيين، عاد سيلفان شالوم وأكد سياسة الحكومة السابقة التي شغل فيها منصب وزير المالية قائلا ان تل ابيب وواشنطن متفقتان على ان «استئناف العملية السلمية والمباحثات مع الفلسطينيين مرهون بتوقف الأعمال الإرهابية ووقف العنف وتطبيق الإصلاحات المطلوبة في السلطة الفلسطينية» على حد قوله.

يشار هنا إلى ان وزير الخارجية الجديد، سيلفان شالوم هو واحد من ثلاثة وزراء آخرين في الحكومة الجديدة من أصول شرقية ( مواليد تونس).

من جانب آخر، أعلن مستشار الرئيس الفلسطيني نبيل أبوردينة أن المجلسين المركزي والتشريعي الفلسطينيين سيجتمعان من 8 إلى 12 مارس/آذار الجاري، لاتخاذ قرار تعيين رئيس لمجلس الوزراء الفلسطيني. لكن وزير الحكم المحلي الفلسطيني صائب عريقات قال أمس إن مناقشة موضوع تعيين رئيس الوزراء من عدمها ستتحدد بناء على الجواب الذي ستتلقاه السلطة الفلسطينية من اللجنة الرباعية الدولية التى تعهدت بالتدخل المباشر لدى «إسرائيل» للسماح للمجلسين بالانعقاد من دون أية مشكلات. ميدانيا، استشهد مساء أمس طفل فلسطيني من خان يونس جنوب قطاع غزة متأثرا بجروحه التي أصيب بها أمس برصاص الاحتلال الإسرائيلي. وقالت مصادر طبية فلسطينية إن الطفل عبدالرحمن مصطفى جادالله (ست سنوات) استشهد مساء أمس بعد ان كان يعاني من غيبوبة كاملة جراء إصابته بعيار ناري في الرأس أطلقه عليه جنود الاحتلال الإسرائيلي. كما استشهدت عزيزة ديب القصير (50عاما) من رفح بعد أن بقيت تعاني من شلل رباعي أصيبت به نتيجة تدمير قوات الإحتلال لمنزلها عليها في الثالث والعشرين من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. كذلك، قالت مصادر طبية فلسطينية إن عددا من الفلسطينيين جرح بالنيران الإسرائيلية خلال الهجمات التي نفذتها قوات الاحتلال أمس على خان يونس جنوب قطاع غزة وأصيب في العملية جنديان من القوات المهاجمة وتم إعطاب عدة آليات للاحتلال شاركت في العملية. وذكر محمد أبودلال مدير الاستقبال والطوارئ في مجمع ناصر الطبي في المدينة الذي هدم سوره الجنوبي خلال العملية، أن محمود عبد الهادي (25 عاما) استشهد جراء إصابته بعيار ناري في الظهر عند المدخل الغربي لمخيم خان يونس، كما استشهد عبدربه العصار (50 عاما) في منزله جراء إصابته بعيارين ناريين في الصدر في الحي النمساوي جنوب غرب خان يونس.

وأفاد أبودلال، أن 35 مواطنا أصيبوا بجروح مختلفة، ثلاثة منهم حالاتهم خطرة وهم: أحمد أبوطيور( 1) عاما أصيب بعيار ناري في الصدر، وعلي سلامة (25عاما) أصيب بعيارين ناريين في الصدر والقدم، وماجد درويش (25) عاما الذي أصيب بعيار ناري في الرأس. وهدمت قوات الاحتلال خلال العملية نحو عشرة منازل وهالت مشاهد الدمار والخراب الذي خلفته آلة الحرب الإسرائيلية خلال العملية المواطنين في المحافظة التي قضت ليلة دامية. وكانت أكثر من 40 دبابة وآلية عسكرية شاركت في العملية تحت غطاء جوي من طائرات الآباتشي التي لم تتوقف عن إطلاق نيران رشاشاتها باتجاه منازل المواطنين الذين فوجئوا بعملية الاجتياح التي كان هدفها هذه المرة هدم البنية التحتية وإلحاق الضرر في مستشفى ناصر الذي يتعالج فيه الجرحى والمرضى.

وظهرت نية الاحتلال الحقيقية في ارتكاب أبشع جرائمه في طلقات الرصاص التي اخترقت نوافذ وجدران مستشفى ناصر لتستقر فوق رؤوس المرضى الذين لم يتوقعوا أن يبقوا على قيد الحياة لساعات الصباح من شدة القصف الذي كانت تتطاير شظاياه في كل مكان. ولم يتوقف الإجرام الاحتلالي عند هذا الحد بل بلغ ذروته عند تدمير منزل مكون من سبعة طوابق يحتوي الطابق الأول على مخازن بمساحة 400 متر معبأة بالمواد الغذائية علاوة على تدمير البنية التحتية من شوارع وكهرباء ومياه وهاتف. وفي بيت لحم أصيب بلال خالد كليب (20 عاما) بجروح خطيرة، جراء إطلاق النار عليه من قبل جنود الاحتلال أثناء مروره في الشارع الرئيسي في منطقة جبل الموالح المحاذية للمدينة.

وكانت تلك القوات شنت حملة مداهمات واسعة في منطقة هندازة جنوب بيت لحم، حين توغلت أعداد كبيرة من الآليات العسكرية، في المنطقة المذكورة، وشنت حملة مداهمات وتفتيش واسعة في المدينة، طالت العشرات من منازل المواطنين.

وفي الخليل داهمت تلك القوات مخيم الفوار جنوب المدينة، وشنت عمليات تفتيش واقتحام لمنازل المواطنين، بعد أن فرضت حصارا محكما في محيطه وأغلقت جميع مداخله والطرق المؤدية إليه

العدد 178 - الأحد 02 مارس 2003م الموافق 28 ذي الحجة 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً