العدد 199 - الأحد 23 مارس 2003م الموافق 19 محرم 1424هـ

ما الذي يدعو إلى الثقة بالرئيس بوش؟

الرئيس جورج بوش رجل مخيف.

منظمو الحملات المعارضة للحرب كانوا يشرحون باستمرار سبب اشمئزازهم من الرئيس العراقي صدام حسين، ولكن عند نقطة معينة ينقلب هذا الاشمئزاز إلى الرعب من الرئيس الأميركي بوش. ولا يمكن أن نحصر في مقال واحد الطرق التي جعل بها بوش العالم أسوأ مكان، وكذلك أميركا، منذ تدشين سياساته. ولنلقي بعض الأضواء على الجانب المروع في شخصيته. ولنبدأ بالضحايا الـ 151 الذين حكم عليهم بالإعدام، عندما كان حاكما لولاية تكساس. وكان عدد ممن يتم إعدامهم باستخدام الحقنة القاتلة. وقد قابله الصحافي الأميركي من مجلة Talk فوكر كارلسون، ليتحدث إليه عن آخر ما جرى بينه وبين المحكوم عليها بالإعدام كارلا توكر، التي تعرضت في طفولتها لمعاملة سيئة جدا، ولكنها تابت وندمت على ما اقترفته سابقا، وذلك أثناء إقامتها في السجن بانتظار تنفيذ حكم الإعدام، وقد أتيحت لها فرصة الحديث إلى جورج بوش لطلب التماس بالإبقاء على حياتها، قبل يوم واحد من التنفيذ. وروى بوش الصغير للصحافي ما جرى بينهما من حديث وهو يضحك ملء شدقيه حتى جثا على ركبتيه وهو يقلد كارلا، ويطلق صرخة حادة. وكتب الصحافي: «أخذ بوش يمثل حركتها، وهو يسخر منها ويقلد حركة شفتيها وهي تقول: لا تقتلني».

هذه الطريقة الباردة في التعامل مع البشر، نجدها في تعامله مع البيئة، في سياسته القاضية باستخراج النفط من ألاسكا، والتي تهدد البيئة في بلاده كما تهدد عالم الفقراء، فهي حرفيا ذات أثر سام. والصورة تصبح أكثر سوءا في بلد تزداد فيه الفجوة بين الفقراء والأغنياء، فبوش تصرف على أساس أن يجعل الفقير أكثر فقرا، والأغنياء يزدادون ثراء. وفي هذه البلاد هناك 40 مليون فقير (وهو تعداد السكان نفسه لبلد مثل اسبانيا)، لا يوجد لهم تأمين صحي على الإطلاق. وما يفكر فيه بوش باعتباره أولوية هو إعادة توزيع أموال أكثر على الارستقراطية الأميركية.

وهناك عدد غير محدد للوفيات التي يسببها هذا الوضع.

من ناحية حربه على العراق، فإن دبلوماسيته فادت إلى شنها مع أقل هامش من التحالف المساند. وقد حسب بوش حساباته بصورة سيئة، في استراتيجيته لكسب الرأي العام. يقول أحد المعارضين العراقيين في المنفى: «ان الخطأ الأكبر للرئيس بوش هو انه عزف على مخاوف الشعب العراقي وليس على قلوبهم. ولم يكن ينبغي مخاطبة الأميركيين المرعوبين لدعم الحرب، بل كان الواجب التوجه نحو تحرير الشعب العراقي من صدام».

ثم ان جورج بوش، بوصفه مدمنا سابقا على الكحول، أخطر من ناحية التعرض للانحرافات والانتكاسات وخصوصا في اوقات التوتر. فكل من يعرف مدمنا سابقا على الكحول يسهل عليه التعرف على الأعراض التي تظهر على بوش: العدوانية وسرعة الغضب وتحوّل المدمن إلى تصرفات أخرى من قبيل التعصب وطلب المزيد من القوة والنفوذ الشخصي.

إذن: ما الذي يدعوني إلى الثقة بالرئيس بوش في حربه على العراق؟

الإجابة البسيطة: لا شيء يدعوني إلى ذلك.

خدمة الاندبندنت - خاص بـ «الوسط

العدد 199 - الأحد 23 مارس 2003م الموافق 19 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً