العدد 203 - الخميس 27 مارس 2003م الموافق 23 محرم 1424هـ

إفشال العدوان يبدأ بإقناع الأميركان بزيف ادعاءاتهم

رؤية أردنية لما بعد الحرب على العراق:

ابدى سياسيون اردنيون قلقهم البالغ من العدوان الاميركي البريطاني على العراق واعتبروه اختراقا مدمرا للشرعية الدولية وانها حرب كاذبة واسبابها المعلنة مزورة وتهدف الى اعداد خريطة جديدة واستعمار جديد في المنطقة وتقسيم الوطن العربي الى دول فسيفسائية وعرقية ودينية لضمان قوة وامن «اسرائيل».

وقال عضو مجلس الاعيان مروان دودين: ان الاعتداء العسكري بقيادة الولايات المتحدة ضد العراق الشقيق اختراق مدمر للشرعية الدولية لان القضاء على اسلحة الدمار الشامل كان قرارا لمجلس الأمن فيه شرعية كاملة منذ اتخاذه عند انتهاء احتلال العراق للكويت العام 1991.

ولفت دودين في تصريحات نشرتها صحيفة «الدستور» الاردنية: حينما ادعت الادارة الاميركية بعودتها لمجلس الأمن الدولي واستصدارها باجماع المجلس للقرار 1441 بنت دعواها على قرارات دولية شرعية سابقة... ومع الاسف فقد اختارت الادارة الاميركية ان تخبئ وهي تستصدر هذا القرار اجندتها الحقيقية وهي احتلال العراق والقضاء على نظامه السياسي واحلال نظام يكون على الاقل صديقا لها... ولا يتخذ بارادته السياسية الحرة المواقف التي يريدها وخصوصا في دائرتي النفط و«اسرائيل».

فاذا ما حسمت المعركة بسرعة فان اميركا ستظل على رغم ذلك منتصرة عسكريا ولكن مهزومة تماما من حيث المشروعية الدولية الاخلاقية. اما اذا طال امد حسم هذه الحرب بسبب قيام انواع متعددة من المقاومة الوطنية ضد الاحتلال فان الادارتين الاميركية والبريطانية ستواجهان بالاضافة الى الهيئة الدولية الغاضبة رأيا عاما محليا في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة سيكون عارما وسيطيح بهاتين الادارتين وبالتالي يكشف الاجندة المخبأة غير الشرعية للقوة الاعظم ورغبتها المحمومة في ادارة هذا الكون خارج قواعد المواثيق والاعراف الدولية.

اما رئيس مجلس الشورى في حزب جبهة العمل الاسلامي عبداللطيف عربيات فقال: ان الحرب الاميركية البريطانية على العراق كشفت الغطاء عن كثير من الضبابيات والتشويهات التي كانت تجري في الخفاء واصبحت الآن ظاهرة للعيان لكل من يود الوصول إلى معرفة الحقيقة. فهي أولا حرب كاذبة ومن دون اسباب واسبابها المعلنة مزورة. واضاف يقول: انهم يقولون نريد تحرير العراق ونشر الديمقراطية بالتدمير والقصف وهذا يجافي كل منطق وعقل، ثم ادعوا انهم لا اطماع لهم على رغم ان اطماعهم واهدافهم واضحة.

واشار الى ان من يدير المعركة الثلاثي في واشنطن المكون من جنرالات شركات النفط الكبرى وقادة التوحيد المتصهين الذي يؤمن بخرافات ما قدم له من تشويهات وخرافات التوراة المزيفة والعنصر الثالث هم الصهاينة الحقيقيون.

وقال عربيات: «انهم قادوا الحرب وغلفوها كما طاب لهم، وكل صاحب عقل يقول ان الاهداف المعلنة لهذه الحرب غير حقيقية».

وقال: انهم يرفعون الاعلام الاميركية فوق الاراضي العراقية وهم لم يكملوا احتلالها بعد، وهذا يدل على ان هذا غزو همجي جاء للاحتلال ونهب النفط وخدمة ثلاثي واشنطن.

وقا: «انهم يعدون لخريطة جديدة في المنطقة واستعمار جديد وقد يكون من حسن حظ الامة العربية والاسلامية ان تكون اهداف هذه الحملة في هذا القرن مكشوفة وليس كحوادث واهداف القرن الماضي لم تظهر نتائجها الا نهاية القرن».

ويهدف المخطط الاميركي الى رسم خرائط جديدة للمنطقة وادارة المنطقة من قبل اميركا وحدها واستثناء اوروبا من ذلك.

والعراق بلد حضاري اول من علم الناس القراءة والكتابة. وقبل ان تكتشف اميركا كانت حضارة العراق تقود العالم وتقدم العلم والمعرفة للبشرية، والآن يتم تدمير العراق تحت ادعاءات اشاعة الديمقراطية بواسطة التدمير والقتل، هذا منطق عجيب ومرفوض.

وزير الاوقاف الاسبق رائف نجم اكد ان الجيش والشعب العراقي سيقاوم العدوان بكل شراسة وبكل ما أعطاه الله من قوة ومقاومة، لكن سيكون الوضع صعبا جدا في ظل هذه الهجمة الضخمة اذا لم تتدخل العناية الالهية في ظل الصمت العربي والدولي.

وطالب الدول العربية والاسلامية المحيطة بالعراق بالوقوف الى جانب الشعب العراقي وتقديم المساعدة اللازمة إليه حتى تحمي هذه الدول نفسها لان المخطط الاميركي لا يقتصر على العراق.

وقال: ان اهداف العدوان على العراق تختلف تماما عمّا يذاع عنها فهو يهدف في الاساس الى حماية «اسرائيل» اولا لان العراق البلد العربي الوحيد الذي يعارض وجود «اسرائيل» في المنطقة.

وقال نجم: ان افشال هذا المخطط العدواني يمكن ان يتم من خلال اقناع الشعب الاميركي بالحقيقة وبزيف ادعاءات الادارة الاميركية وافهام الرأي العام الاميركي والبريطاني بان قادة هذه الحرب تجار نفط

العدد 203 - الخميس 27 مارس 2003م الموافق 23 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً