العدد 205 - السبت 29 مارس 2003م الموافق 25 محرم 1424هـ

الشارع العربي ينتظر مواقف وقرارات جريئة

رئيس اتحاد الكتّاب العرب علي عقلة عرسان لـ «الوسط»:

تداخلت في الحرب الحديثة الاسلحة الميدانية التدميرية مع اساليب الحرب النفسية والاعلام ولاسيما في ظل شبكة الفضائيات الاقليمية والدولية، ولكن يبقى الادب الساحة الخالدة بعد ان تهدأ المعارك والقتل والموت والتدمير وتلملم الجروح.

«الوسط» التقت رئيس اتحاد الكتّاب العرب في الجمهورية العربية السورية علي عقلة عرسان الذي قال:

في ظل ما يتعرض له شعبنا العربي في العراق الشقيق من قصف وقتل وتدمير، وبعد هذه الحرب المجرمة التي دارت آلتها المجنونة وعلى نحو لا مثيل له في تاريخ البشرية المعاصر، لتفتك بشعب آمن لا ذنب له سوى انه يرفض منطق الرضوخ والذل والاستسلام، ولا يطالب سوى بوقفة عادلة تنهي العقوبات الظالمة، وتضع حدا للاحزان والمآسي التي جلبتها هذه العقوبات التي كان من نتائجها وفاة اكثر من مليون مواطن على مدى اثني عشر عاما بسبب النقص في امدادات الغذاء والدواء، في ظل كل هذا هل من المنطق ان يبقى موقف (بعض العرب) على ما هو عليه من استرخاء ولا مبالاة، وهل سيبقى هذا الموقف اسير املاءات خارجية بعيدة كل البعد عن روح الاخوة والاصالة القومية، ولا تنسجم على الاطلاق مع القيم والاهداف والروابط التي تجمع بين ابناء الامة الواحدة.

ثم هل من الواقعية السياسية بشيء تجاهل الاجماع العربي، والتحفظ على قرار لوزراء الخارجية العرب يطالب بانهاء الحرب فورا؟، وهل تسمح مبادئ التضامن والتنسيق التي يتمسك بها كل مواطن عربي على امتداد الوطن العربي الكبير بأن يترك شعب العراق يواجه هذه الحرب العدوانية وحيدا من دون ان يكون هناك رد فعل مناسب يرتقي إلى مستوى التحدي الخطير الذي يهدد وجود ومستقبل أمتنا في الصميم؟.

هذه الأسئلة نطرحها لنؤكد ان الشارع العربي ينتظر اكثر من التصريحات والخطب والقرارات التي لا تقدم ولا تؤخر، وليس لها اي تأثير فعلي على مجريات ما يحدث في العراق.

وأضاف عرسان قائلا لـ «الوسط»: هذا الشارع ينتظر مواقف جريئة، وقرارات قابلة للتنفيذ وترتقي إلى مستوى الاخطار والتحديات التي تواجه الامة في هذه المرحلة الخطيرة، كما ان هذا الشارع يطمح الى وقفة عز وشموخ تتناسب وحجم المقاومة البطولية التي يخوضها شعب العراق في شوارع «ام قصر» و«الفاو» وعلى تخوم «الناصرية» و«البصرة» و«النجف» و«السماوة»، فالمواطن العربي العادي الذي يفخر بهذه المقاومة، ويرى فيها التعبير الحي عن ارادة امتنا، والتجسيد العملي لاصرارها على دحر كل معتد اثيم يحاول المس بأرضها وسيادتها وحريتها، ينتظر من كل الحكومات العربية موقفا رسميا يعبر عن نبض جماهير الامة من محيطها إلى خليجها، ويأمل في صحوة قومية تدعم شعب العراق الذي يصر على الصمود والمواجهة على رغم الفارق الهائل في موازين القوى

العدد 205 - السبت 29 مارس 2003م الموافق 25 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً