العدد 205 - السبت 29 مارس 2003م الموافق 25 محرم 1424هـ

نفي إيراني ـ سوري لادعاءات رامسفيلد عن العراق

طهران، واشنطن - حسن فحص، وكالات 

29 مارس 2003

أكد نائب رئيس الجمهورية الإيرانية للشئون البرلمانية محمد علي أبطحي موقف بلاده الحيادي من الحرب الدائرة في العراق بين النظام العراقي وقوات التحالف الانجلو-أميركي.

وقال أبطحي لـ «الوسط» تعليقا على كلام وزير الدفاع الأميركي الذي اتهم إيران بأنها دربت قوات فيلق بدر الجناح العسكري للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق على يد قوات حرس الثورة الإيرانية، وانها تقدم الدعم له، وحذرها من السماح له بالتدخل في سير العمليات العسكرية الجارية في العراق.

من جانبها، رفضت قوات فيلق بدر هذه الاتهامات مؤكدة اعتمادها على نفسها في القوات والعتاد.

في الوقت ذاته، وصف السفير السوري لدى واشنطن رستم الزعبى اتهامات رامسفيلد بأنها لا أساس لها من الصحة، وأكد أن هذا الاتهام لا يستند إلى أي معلومات دقيقة على الإطلاق لافتا إلى أنه جرت العادة على ترديد مثل هذه الأنباء الزائفة وغير الصحيحة.

وأضاف أن مواقف سورية معروفة منوها بأن المنطقة العربية كلها مهددة الآن على ضوء الحرب الأميركية على العراق مشيرا إلى انه ليس هناك استثناء لأي دولة عربية، ورأى أنه إذا كانت هذه الاتهامات مقدمة لتهديد سورية فإن سورية ترفض هذا التهديد.

وقال متحدث باسم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق إن «فيلق بدر يتألف من أبناء العراق. ومعداته العسكرية من العراق ولا علاقة له على الإطلاق بالحرس الثوري».

واتهم رامسفيلد إيران بتقديم المساندة لفيلق بدر عبر الحدود وان الجيش الأميركي يرى ان نشاط فيلق بدر غير بناء وسيعامله كأفراد مقاتلين.

وقال محسن الحكيم إنه بخلاف الولايات المتحدة التي سعت في الآونة الأخيرة فقط إلى الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين فإن فيلق بدر سعى لذلك منذ أكثر من عشرين سنة.

ومحسن هو ابن زعيم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق محمد باقر الحكيم. واعتبر محسن مقاتلة نظام البعث الحاكم في العراق حقا مشروعا يجد اعترافا دوليا للمجلس ولفيلق بدر، ويزعم المجلس الأعلى للثورة الإسلامية ان لديه عددا كبيرا من الأنصار في جنوب العراق وقوات يزيد قوامها على عشرين ألف مقاتل في العراق. ويقول إنه لن ينضم لقوات التحالف بسبب الخلاف السياسي معها. ولكن آية الله الحكيم دعا عدة مرات القوات العراقية إلى إلقاء السلاح في حال دخول قوات المعارضة إلى العراق.

ومن ناحية ثانية قالت إيران مرارا ان المجلس الأعلى للثورة الإسلامية هو جماعة سياسية مستقلة لا صلة لها بالحكومة الإيرانية وان قراراتها تتخذ بشكل مستقل.

من جانبها نفت طهران أي تدخل إيراني في الحرب على العراق وأكدت مجددا سياسة «الحياد الفعال» التي تعتمدها، وذلك ردا على تصريحات وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد.

وأعلن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية عبد الله رمضان زادة «لقد سبق وقلنا مرارا قبل هذه الحرب إننا نتبع سياسة حياد فعال»، و«قلنا مرارا وبصورة علنية اننا لن نسمح لأي طرف بشن عمليات عسكرية تضر بمصالحنا أو حتى تفيدها».

وأجاب رمضان زادة «ان الحرس الثوري لا علاقة عسكرية له على الإطلاق مع فيلق بدر والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية».

ورأى ان الوضع العسكري في العراق «اثر على تفكير» رامسفيلد الذي «يحاول بتصريحاته حمل الناس على نسيان (الفشل) الأميركي» في العراق.

وأضاف المتحدث باسم الحكومة الإيرانية «ان رامسفيلد والإدارة الأميركية توقعا نصرا سريعا (في الهجوم على العراق)، لكن الواقع شيء آخر».

من جهة أخرى أفادت صحيفة «همشهري» ان طهران مستعدة للسماح للأعضاء التائبين في جماعة «مجاهدي خلق» المتهمة بتنفيذ هجمات داخل إيران بمغادرة العراق والدخول إلى إيران.

والمقر الرئيسي للجماعة هو العراق ولديها قواعد في أوروبا والولايات المتحدة. وكانت إيران حملت الجماعة مسئولية الكثير من التفجيرات والاغتيالات لمسئولين إيرانيين منذ الثورة الإيرانية العام 1979.

ونسبت الصحيفة إلى رئيس إدارة المخابرات علي يونسي قوله ان بمقدور أعضاء مجاهدي خلق ان يجدوا مأوى لهم في إيران، وتفيد أنباء ان مصير الجماعة رهن بمصير القيادة العراقية إذ أنها قد تجد صعوبة في البقاء في العراق بعد الإطاحة بالنظام العراقي

العدد 205 - السبت 29 مارس 2003م الموافق 25 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً