اكتشفت دراسة حديثة ان الاشخاص الذين لهم افخاذ أقصر قليلا من العادي هم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بداء السكري، ربما بسبب سوء التغذية في مرحلة الطفولة المبكرة أو في الرحم.

ويضيف البحث الذي نشر في مطلع شهر مارس/آذار الماضي دليلا جديدا على الأدلة التي تشير الى ان النمو والتطور في مرحلة مبكرة من الحياة يؤثران على احتمال الاصابة بمختلف الامراض لاحقا.

وكانت دراسات سابقة قد اكتشفت ان قصار القامة هم أكثر عرضة للأزمات القلبية. وفي التقرير الحالي ركز الباحثون على طول القسم العلوي من الساق واكتشفوا وجود صلة بين عامل خطر الاصابة بالسكري والحالة التي تهيئ للاصابة به والتي تدعى مقاومة الأنسولين.

ويقول كايلو اساو: «لم أقل ان قصر الفخذين يقرر الاصابة بالسكري. فقد يكون هناك عامل آخر يؤثر على طول الفخذ وفي الوقت نفسه يلعب دورا في الاصابة بالسكري. وقديكون ذلك علامة على حالة التغذية في مرحلة مبكرة من العمر».

وقدم الباحث في جامعة جونز هوبكينز اساو، هذه المعطيات خلال اجتماع لجمعية القلب الاميركية في جامعة جونز هوبكينز. وقد استندت الدراسة الى مسح عام للصحة طاول 8738 رجلا وامرأة.

وغالبا تسبق مقاومة الأنسولين التي تعرف ايضا باسم «اختلال تحمل الغلوكوز»، الاصابة بالسكري المتكامل وهي تحدث عندما يعجز الجسم عن استخدام الأنسولين بكفاءة لتحويل السكر الى طاقة.

ووجد الباحثون ان متوسط طول افخاذ الرجال والنساء ذوي القدرة العادية على تحمل الانسولين هو 15,8 بوصة (40,1 سم). وبلغ المعدل لدى المصابين بحالة مقاومة الانسولين 15,4 بوصة (39,1سم) و15,1 بوصة (38,4 سم) عند المصابين بالسكري.

ولاحظ اساو ان طول الساق يتقرر بحسب الجينات والتغذية على السواء. ومع ان الفخذ يستمر في النمو حتى سن العشرين سنة فإن طوله النهائي يتقرر في حوالي سن الرابعة.

وكانت دراستان أوروبيتان سابقتان قد نظرتا الى اجمالي طول الساق واكتشفتا علاقة ذلك بخطر الاصابة بالسكري. اما الدراسة الحديثة فهي الأولى التي تدرس ذلك في مجموعة كبيرة من الاميركيين وتركز على الفخذ.

وقال رئيس قسم الوبائيات في جامعة مينسوتا راسل لوبكر: «لن أخرج لأمدد فخذي، حتى ولو كان ذلك ممكنا على كل حال».

وأشار لوبكر الى ان السمنة هي سبب رئيسي للسكري الذي تزداد إصاباته بسرعة والذي أصاب 7 في المئة من الاميركيين.

وأضاف لوبكر: «اننا في وسط جائحة سكري ونبحث عن سبب ذلك. انه فعلا مؤشر الى حدوث سوء تغذية في مرحلة من مراحل حياة الفرد. هذه الدراسة مثلا تثير هذا الاحتمال».

ومن التقارير التي قدمت في الاجتماع:

- أجرت اريكا غوندرسن من مؤسسة كايزر الدائمة في كاليفورنيا دراسة شملت 1960 امرأة شابة ووجدت ان وضع طفل يبدو انه يقود الى تراجع طويل في نسبة الكوليسترول الحميد HDL الذي يحمي من امراض القلب. وخلال فترة متابعة دامت عشر سنوات، ظهر ان المستويات تهبط ثلاث الى خمس نقاط لدى النساء اللواتي يلدن طفلا او عددا من الاطفال أكثر من اللواتي يبقين من دون أطفال.

أهمية هذا التغيير بالنسبة إلى صحة القلب واضحة مع ان غوندورسن تقول انه قد يعني ان الحمل يؤثر على الصحة أكثر من مجرد ازدياد الوزن.

- فحصت كارن رمسبرغ من جامعة رابت ستيت 360 فتاة فوجدت ان اللواتي بدأن طمثهن قبل سن الثانية عشرة هن أكثر سمنة ولديهن مستويات كوليسترول أعلى خلال سنين المراهقة.

- التدخين قد يكون مضرا بالحياة الجنسية للرجال. وقد فحص الدكتور جيانغ هي من جامعة تولين معطيات تعود إلى 4764 رجلا صينيا فوجد ان الذين يدخنون أكثر من علبة سجائر واحدة في اليوم لديهم احتمال يزيد على 60 في المئة أكثر من العادي للاصابة بالعجز بعد اخذ عاملي ضغط الدم والكوليسترول في الاعتبار