أكد الرئيس الإيراني محمد خاتمي ان مصير الشعب العراقي يجب ان يحدده بنفسه وان الحكومة العراقية الجديدة ينبغي ان تقوم على أساس لكل عراقي صوت واحد، في وقت قال وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي ان الولايات المتحدة ترتكب خطأ استراتيجيا إذا نصبت إدارة تقودها الولايات المتحدة في العراق.

وانتقد خاتمي في حديث نشر أمس أداء الولايات المتحدة في المس بالدور المحوري للأمم المتحدة وتجاهل مطالب الرأي العام العالمي معتبرا ان المصالح الأميركية على المدى البعيد تتعارض مع السلوك الحالي للإدارة الأميركية.

وأعلن خاتمي استعداد بلاده لمواجهة تداعيات الوضع الراهن مشددا على ضرورة التمهيد لمزيد من الوجود الجماهيري على جميع الأصعدة طالبا من جميع القوى السياسية الداخلية تجنب إثارة الأجواء وتقديم صورة قاتمة وزرع اليأس في نفوس المواطنين.

وأكد الرئيس الإيراني ان سياسة بلاده الخارجية تدعو إلى تعزيز السلام وحوار الحضارات وهي تتماشى مع توجهات الرأي العام العالمي والكثير من دول العالم وكذلك مصلحة البشرية.

على صعيد متصل، نقلت صحيفة «لوموند» الفرنسية عن خرازي قوله انه على رغم ان هذه الإدارة مؤقتة «فإن هذا القرار سينظر إليه على انه إهانة للعراقيين» و«نقل السلطة وإنشاء حكومة جديدة أو مؤقتة يجب ان يتم تحت إشراف الأمم المتحدة مثلما حدث في أفغانستان». وقال خرازي انه يخشى من ان تعزز الولايات المتحدة إنتاج النفط العراقي لتمويل جهودها الحربية وإعمار العراق قائلا ان هذا يمكن ان يؤدي إلى تدهور أسعار النفط العالمية، و«بالإضافة إلى ذلك هناك حديث عن ان العراق يمكن ان يخرج من منظمة البلدان المصدرة للنفط. وهذا يشعرنا بالقلق أيضا».

وكانت صحيفة قد نقلت عن خرازي أمس قوله انه يأمل في ان تقوم منظمة شيعية رئيسية تتخذ الآن من إيران مقرا لها بدور رئيسي في أي حكومة مستقبلية في بغداد لكنه تراجع فيما يبدو عن ذلك في تصريحاته لصحيفة «لوموند»، وإن الأمر متروك للعراقيين ليقرروا الدور الذي سيعطى للشيعة الذين قهرهم صدام لفترة طويلة.

وقال «بالطبع إذا جرت انتخابات فإنه يمكن ان يصبح للشيعة عددا أكبر من الممثلين. إيران ليس لها أي رأي بشأن دور معين للشيعة العراقيين»