العدد 202 - الأربعاء 26 مارس 2003م الموافق 22 محرم 1424هـ

مجزرة في كربلاء والنجف

نار ودم على مدن العراق يخلف مئات القتلى

تواصل قوات التحالف الأميركي البريطاني زحفها في الحملة الشرسة التي أطلقوا عليها اسم معركة «تحرير العراق» من أجل السيطرة على جميع مراكز القوى في العاصمة العراقية بغداد التي تعرضت لموجة من القصف الجوي والصاروخي أدى إلى إحداث 40 انفجارا سمع دويها، وألحق القصف دمارا في مقر التلفزيون العراقي وقتل 14 عراقيا وأصيب أكثر من 30. وواجهت مدينة الناصرية موجة من المقاومة العراقية أسفرت عن سقوط أكثر من 500 جريح ودمرت 200 منزل وخلف الغزو المتحالف 750 قتيلا عراقيا في معارك وقعت في محيط النجف حسبما أعلن ضابط في المخابرات الاميركية إضافة إلى قصف وانفجارات في مدينة الموصل، في حين دمرت قوات عراقية غير نظامية تطلق قذائف صاروخية من شاحنة دباباتين اميركيتين.

وكان التلفزيون العراقي قد عرض صورا لجثتي جنديين بريطانيين ومعداتهما العسكرية في منطقة الزبير جنوبي البصرة وارتفعت أصوات أهالي المنطقة معبرين عن فرحهم بهذا النصر.

السيطرة على جزء من الميناء

أكد وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف ان مدينة «أم قصر» الواقعة في جنوب العراق لم تصبح تحت سيطرة القوات الاميركية البريطانية؛ كما ان الميليشيا العراقية «فدائيو صدام» أسقطت في جنوب النجف وسط العراق طائرة لقوات التحالف الاميركي البريطاني، موضحا أن القوات الأميركية والبريطانية تستخدم بشكل جنوني وهستيري القنابل العنقودية والانشطارية ضد المدنيين العراقيين.

وأضاف «ان قوات التحالف لا تسيطر على أكثر من رصيف في مرفأ هذه المدينة؛ وان عمليات القصف الاميركية البريطانية لمدينة الناصرية في وسط العراق أدت إلى تدمير مئتي منزل وأسفرت عن جرح أكثر من 500 من المدنيين». من جهة أخرى، أكد مدير مكتب دعم برنامج الأغذية العالمي في الأمم المتحدة بيتر كاسيير أن البرنامج مستعد وجاهز للتحرك لمنطقة «أم قصر» لتقديم المعونات الإنسانية.

وأشار إلى ان الاتصالات مستمرة لدخول العاملين في البرنامج إلى منطقة «أم قصر» لتقييم الوضع هناك وأن البرنامج يمتلك طائرتين جاهزتين بالمعونات لهذا الغرض. وقال في محاضرة ألقاها في مركز زايد للتنسيق والمتابعة إن البرنامج يسعى في الوقت الجاري إلى توفير بنية تحتية تمهد للوكالات والمنظمات الإنسانية الأخرى لتقديم المساعدات إلى العراقيين والتأكد من وصول هذه المساعدات بشكل عاجل. وأوضح ان الوضع في العراق مشابه لغيره من الصراعات المسلحة التي شارك فيها البرنامج والتي يقدم خلالها الإعانات الغذائية والدعم الإنساني في مختلف المناطق الجغرافية في العالم لحظة نشوب الكوارث الطبيعية منها أو تلك التي يتسبب فيها الإنسان، وهي تتعامل لتحقيق ذلك مع وكالات الأمم المتحدة الأخرى. وأعلن مشاة البحرية الاميركية عن معارك شرسة مع القوات العراقية وهي تقتحم طريقها عبر نهر الفرات وتدخل الناصرية أمس الأول، وقال مراسل لرويترز يرافق القوات الأميركية انه رصد جثتين على الأقل لمدنيين فيما يبدو في أعقاب القتال.

مقتل 15 في بغداد

ولقي 15 عراقيا على الأقل مصرعهم فيما أصيب 30 آخرون في هجوم بصاروخين أميركيين على احد الأسواق في العاصمة العراقية بغداد.

وذكر تلفزيون «بي بي سي» البريطاني نقلا عن مصادر في الدفاع المدني العراقي أن السوق الذي تعرض للقصف يقع في احد أكثر المناطق شعبية في بغداد.

من جانب آخر، اتهمت السلطات العراقية القوات التي تقودها الولايات المتحدة باختطاف مدنيين عراقيين وعرضهم كأسرى حرب.

وقال بيان تلاه متحدث عسكري عراقي ان القوات الاميركية والبريطانية المتقدمة عبر جنوب بغداد انتهكت قواعد الحرب بعرض المدنيين العراقيين كأسرى حرب في «أم قصر» وقرب البصرة. وقال المتحدث ان الحكومتين الاميركية والبريطانية استهدفتا من ذلك إبلاغ الرأي العام انه تم اسر عسكريين عراقيين خصوصا بعدما وعدتا الاميركيين والبريطانيين بأن الجيش والقيادة والشعب في العراق سيستسلمون بعد أيام قليلة من بدء الحرب، مضيفا ان العراق يحمل الاميركيين والبريطانيين المسئولية عن انتهاك القوانين والمعاهدات الدولية باعتقال المدنيين واعتبارهم أسرى حرب. هذا واستأنف التلفزيون العراقي بثه بعد توقف في أعقاب غارة من القصف الأميركي دمرت إحدى مبانيه الرئيسية، وتم تدمير استديوهات الفضائية العراقية والتلفاز العراقي بالفعل باستخدام وسائل هجومية «تقليدية» لوقف الحرب الإعلامية من قبل النظام العراقي و«بث المعلومات الخاطئة» وتعرضت العاصمة مرة أخرى لعواصف رملية، في وقت حذرت منظمة العفو الدولية من ان قصف أجهزة إرسال التلفزيون العراقي قد «تشكل انتهاكا لمعاهدة جنيف» التي تنص على ان الضربات يجب ان تقتصر على الأهداف العسكرية فقط.

وقالت المنظمة في بيان «ان قصف محطة تلفزيون لمجرد أنها تستخدم لأغراض دعائية لا يجوز» وأضافت «إنها هدف مدني وبالتالي فهي محمية بالقانون الدولي الإنساني». وأضافت استنادا إلى نص المعاهدة ان الأهداف العسكرية هي التي «بطبيعتها وموقعها ووجودها واستخدامها، تساهم بشكل فاعل في العمليات العسكرية والتي يمكن ان يفضي تدميرها الكامل أو الجزئي أو السيطرة عليها أو القضاء عليها في الوقت الذي تقع فيه، تقدما عسكريا واضحا».

وأعلنت القوات الاميركية أنها سيطرت على مستشفى في الناصرية وقامت بتأمين المواقع المحيطة به، وجاء في بيان صادر عن القيادة الوسطى للقوات الأميركية في قاعدة السيلية في قطر ان المبنى الذي كان يرفع عليه علم الهلال الأحمر انطلقت منه نيران باتجاه القوات الأميركية. وأوضح البيان الذي تم توزيعه على الصحافيين في القاعدة أنه تم أسر مئة وسبعين جنديا عراقيا غير مسلحين ويرتدي بعضهم لباسا مدنيا والبعض الآخر يرتدى خليطا من قطع الملابس المدنية والعسكرية، كما تم العثور في الموقع على أكثر من مئتي قطعة.

من جهة أخرى أكد متحدث باسم القوات البريطانية في المركز ان الأحوال الجوية لم تؤثر على العمليات العسكرية لقوات التحالف وأنها تقوم بمهماتها في العراق بدقة على حد وصفه.

واعترف بوقوع إصابات في القوات البريطانية الموجودة في البصرة لوقوعها في وسط نيران القوات الصديقة وان التحقيق لا يزال جاريا لتفادي وقوع مثل هذه الحوادث في المستقبل، كما ان الصورة غير واضحة داخل مدينة البصرة بسبب العمليات العسكرية إلا انه أكد ان الصورة ستتضح بعد اكتمال السيطرة على المدينة وأوضح ان قوات التحالف تسعى إلى دخول البصرة وإلى إيصال المعونات الإنسانية إليها في أسرع وقت ممكن، مشيرا إلى ان القوات تقوم بتطهير ميناء أم قصر من الألغام البحرية لكي يتم إيصال المعونات إلى الميناء ومنه إلى مدينة البصرة والمدن العراقية الأخرى.

من جهة أخرى صرح مسئول أميركى كبير في وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» بأن القوات الأميركية قتلت ما يتراوح بين 150 - 300 عراقي خلال معركة دارت في مدينة كربلاء العراقية.

وقال المسئول «ان الاشتباكات كانت ضارية، وان التقارير الأولية تشير إلى أن قوات برية عراقية كانت تحاول إصابة قوات أميركية بقذائف صاروخية، وان قطعتين من المعدات الأميركية لحقت بهما أضرار».

تمرد شعبي في البصرة

على الصعيد نفسه، قال وزير الدفاع البريطاني جيف هون انه كانت هناك اضطرابات في مدينة البصرة في جنوب العراق مع «انتفاضة» المواطنين ضد النظام الحاكم ومهاجمة ميليشيات الحكومة العراقية تهاجمهم.

وقال هون «مازال من غير الواضح ما إذا كانت مستمرة»، في حين قال مراسلو قنوات تلفزيونية فضائية عربية من داخل المدينة انه ليس ثمة ما يشير إلى وقوع أي اضطرابات.

بلير يناقش الأزمة العراقية

على صعيد آخر، توجه رئيس الوزراء البريطانى طوني بلير الى واشنطن لإجراء أول محادثات مباشرة مع الرئيس الاميركى جورج بوش منذ اندلاع الحملة العسكرية الاميركية البريطانية على العراق.


«العربية» تفقد مراسليها في العراق

دبي- الوسط

فقدت قناة «العربية» الاتصال بفريق من مراسليها العاملين على تغطية مجريات الحرب في الاراضي العراقية اعتبارا من مساء يوم السبت الماضي، جاء ذلك في بيان حصلت «الوسط» على نسخة منه من دون الاشارة إلى المكان الذي كان يوجد فيه المراسلون.

واضاف «البيان» ان «العربية» لا تزال تبذل مساعيها متواصلة للحصول على مزيد من المعلومات عن مصير هؤلاء الزملاء. وكانت «العربية» في مساعيها الحثيثة لتقديم تغطية متميزة لمشاهديها قد شكلت فرقا متخخصة في الاخبار اوفدتها إلى الاراضي العراقية للمتابعة.

يذكر ان الفريق المفقود مكون من المراسل وائل عواد سوري الجنسية، والمصور طلال المصري لبناني الجنسية، والفني علي صفا لبناني الجنسية

العدد 202 - الأربعاء 26 مارس 2003م الموافق 22 محرم 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً