حقق منتخبنا الوطني المركز الثاني بجدارة واستحقاق بعد أن ألحق ببطل منافسات كرة اليد في الألعاب المصاحبة لكأس الخليج 18 المنتخب السعودي الهزيمة وجاء المنتخب الإماراتي في المركز الثالث بعد أن نجح في تحقيق الفوز على المنتخب القطري 31/26.

وجاء الانتصار الأحمر على المنتخب السعودي في مجمل الشوطين إذ أنهى الأحمر شوطه الأول بتميز وبنتيجة 14/11 وواصل تألقه على رغم الصحوة السعودية فإن النتيجة النهائية حمراء 30/24.

وقد استطاع منتخبنا الوطني فرض إيقاعه المتميز طوال المباراة وفرض بذلك أسلوبه الدفاعي والمتنوع والهجوم المتعدد فقهر الأخضر لعدم قدرته اختراق التحصينات الدفاعية أو تمزيق شباك منتخبنا بفضل التألق الملحوظ للحارسين تيسير محسن وأحمد منصور.

وكشف الأحمر عن نقابه الحقيقي ومستواه المعهود حينما تخلص من عقدة المرض وتماثله للشفاء ورغبته في تقديم مستواه أمام المنتخب السعودي الذي بدأ عليه القلق منذ انطلاقة المباراة، وتألق أفراد منتخبنا الوطني من جميع النواحي الدفاعية والهجومية.

وابرز ما واكب هذه المباراة التقليل من نسبة الأخطاء وخصوصا في الجانب الهجومي الذي بدا عليه التركيز الكبير وعدم الاستعجال وربما لإحساس المنتخب بعدم الخروج خالي الوفاض من أي مركز. إلى ذلك برزت التغييرات التي أجراها مدرب الفريق على الجانبين الهجومي والدفاعي فكانت الغالبية الكبرى تؤدي دورها بشكل جيد وما فعله عبدالله علي لبندر الحاربي كانت النقطة الحقيقة لإبداع منتخبنا بعد أن أجبره على التقهقر وإبعاده عن جو المباراة وما ترك المنتخب السعودي يتربص بتوتر ظهر على وضع الفريق ما أدى إلى كثرة الأخطاء الفنية وارتكابه أخطاء استثمرها أفراد منتخبنا بحكمة لم تكن متوافرة في المباريات السابقة.

فرض منتخبنا الوطني إيقاعه في مجريات الشوط الأول الذي تسيد فيه المبادرة من خلال الجانب الدفاعي الهجومي واليقظة التي ميزت الحراسة بوجود تيسير محسن مع بداية الشوط والحافز الكبير لصد الكرات التي تصدى لها وأعطى أفضلية التقدم لمنتخبنا الوطني والتعادل من الجانب السعودي الذي ساير الأحمر في الأهداف، فكانت اللحظات الأولى تشهد تقدما للأحمر وتعادلا للأخضر حتى الدقيقة 17 وبعدها تقدم المنتخب السعودي 8/7 في الدقيقة 18.

الربع ساعة الأول لمنتخبنا كان هو الأفضل من خلال مجريات اللعب والتهديف وتميزه بأسلوب السرعة وتمرير الكرات والبحث عن الثغرات الدفاعية التي أعطته الأفضلية إلى جانب التفوق في حراسة المرمى، وفي الدقيقة 18 استعاد المنتخب السعودي زمام الأمور وتقدم بنتيجة 19 حينما سجل من هجمات خاطفة لعدم توفيق الأحمر في الجانب الهجومي، كما أن هذه اللحظات شهدت تحولا دفاعيا إلى 4/2 تغيير واعتماد المراقبة اللصيقة لكل من بندر الحربي الينبعاوي عن طريق عبدالله علي ومحسن حبيب، ثم أسلوب 5/1 لمراقبة بندر الحربي ونجح المنتخب الوطني في تحقيق التعادل 9/9 في الدقيقة 20 إلا أن الأخضر تقدم بالهدف رقم 10 في الدقيقة 21، ثم التعادل بطريقة فنية رائعة وتميز لمركز الدائرة عبدالرحمن محمد الذي فرض التعادل 10/10 في الدقيقة 32، ليرتفع معدل الأداء للمنتخب الوطني الذي كان صاحب الفنيات الأرقى واستغلاله الأخطاء الهجومية السعودية أعطت الأفضلية مرة أخرى للأحمر ليتقدم عبر هجمتين كانت الأولى من فنيات الأحمر من على الجناح الأيسر الذي يشغله مجيد هاشم وأخرى عبر عملية سرقة الكرة والهجوم الخاطف الذي نفذه عباس مال الله بنجاح ما أعطى النتيجة لصالح الأحمر بنتيجة 12/10 في الدقيقة 26، والمميز في هذا الشوط أن اكثر أهداف منتخبنا جاءت من الجانب المهاري الفردي والاختراق الجيد بالإضافة للحراسة التي اختلفت عن المباريات السابقة، وأنهى منتخبنا الشوط الأول لصالحه بنتيجة 14/11، مع أن الشوط الأول انتهى للأحمر إلا أن عملية التحضير الصحيحة كانت بطيئة جدا وأن العملية مجرد تمرير الكرات من دون البحث عن ثغرات حقيقية تؤدي للاختراق وخصوصا مع النقص الذي تعرض له المنتخب السعودي واللعب 6 لمنتخبنا مقابل 5 للمنتخب السعودي لم يظهر بالشكل الجيد إلا أن ما يشفع للأحمر إنهاء هذا الشوط بأفضلية النتيجة.

مع بداية الشوط الثاني قدم الأحمر خدمة التعادل عبر الإيقاف الذي تعرض له عبدالرحمن محمد وفي الدقيقة الرابعة تقدم البحرين 16/15، ثم تعادل 16/16 عبر فلاتة السعودية وهو أساسا خطأ هجومي احمر فقد خلاله الكرة، وكانت التشكيلة التي خاض بها طه جيدة إلى حد ما وخصوصا في الواجبات الدفاعية التي اعتمدها عبدالله علي، أحمد محمد يوسف وأحمد التاجر فيما كانت الواجبات الهجومية من مهمات جعفر عبدالقادر، أحمد طرادة وجاسم محمد، وقد تقدم الأحمر وتعادل المنتخب السعودي أثر رمية 7 أمتار في الدقيقة 9، وعاد وتقدم المنتخب الوطني بعد أن تألق أحمد منصور في التصدي لرمية 7 أمتار عادت هجوما خاطفا للأحمر وعاد وتعادل الأخضر 18/18، ليستفيد منتخبنا من أخطاء رمية 7 أمتار سجل منها مجيد هاشم ولم يتمكن منتخبنا الوطني من الحفاظ على تقدمه بسبب عدم التغطية الدفاعية وخصوصا العمق الدفاعي وتقدم منتخبنا بهدفين لأول مرة في الشوط الثاني بنتيجة 21/19 في الدقيقة 14 وبفارق 3 أهداف في الدقيقة 14 عن طريق عبدالله علي، ويتعرض المنتخب السعودي لإيقاف اللاعب بندر الحربي في الدقيقة 15 ويضيف عباس مال الله الهدف رقم 23 وهو أكبر معدل يحققه الأحمر في المباراة بشكل عام بفارق أهداف وصل إلى 4 أهداف قبل أن يضيف المنتخب السعودي هدفه رقم 20 في الدقيقة 17، ووسع الأحمر الفارق إلى 5 أهداف بنتيجة 25/20 في الدقيقة 19، وحتى الدقيقة 19 كان منتخبنا الأكثر نشاطا وحيوية من المنتخب السعودي وكانت المحاولات الهجومية تتغير عن بداية الشوط الثاني وغلب عليها طابع السرعة والتمريرات السريعة بالإضافة إلى الإبداع داخل الملعب فالتألق كان صريحا من الحارس أحمد منصور الذي تألق في أكثر من محاولة خضراء.

وأبدع الأحمر في الدقائق الست الأخيرة وتقدم ووسع الفارق بفضل الدفاع القوي المتقدم خصوصا 5/1 وأبدع اللاعب عبدالله كصانع ألعاب فكانت الحصيلة من الأهداف عالية وصلت إلى 29/23 في الدقيقة 28 لينهي الأحمر مغامرته الأخيرة أمام البطل المنتخب السعودي بنتيجة 30/24.

وفي ختام اللقاء توج رئيس هيئة أبوظبي للسياحة الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان والأمين العام المساعد لشئون الإنسان والبيئة بالأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي عبدالله بن عقلة الهاشمي والأمين العام للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة المساعد للجنة الأولمبية الإماراتية إبراهيم عبدالملك، ومدير إدارة الرياضة بالأمانة العامة الخليجية ورئيس اللجنة التنظيمية الخليجية لكرة اليد نصر هلال الفرق الفائزة بالمراكز الأولى.

جاسم بوحمود: بكائي على النقاط التي أهدرت بسبب المرض

ببكاء، يتحدث مساعد مدرب منتخبنا الوطني جاسم بوحمود ويقول: «المرض هو من سرق البطولة من أيدينا ولا سواه ولا شي غيره، واليوم إثبات كبير على أن المنتخب هو الأقوى والأفضل، إذ ان المنتخب السعودي أزاح جميع المنتخبات بقسوة ونتيجة عالية وكيف شاهدناه اليوم لا يقدر على مجاراة الأحمر، أنا سعيد لأن الأحمر استطاع النهوض أمام البطل وما أحلى أن تنتصر على حامل اللقب بنتيجة رائعة وبمهارات لاعبين لا تجدها في نجوم آخرين».

جاسم محمد: الثاني أفضل بكثير من أي مركز متأخر

جاسم محمد لاعب منتخبنا الوطني قال: «ربما أكثر ما يقال أننا هزمنا وخسرنا البطولة ولكن الأمر ليس كما يراه الآخرون، اليوم أثبتنا للجميع أن الهزائم السابقة لم تكن إلا نتيجة المرض والمباراة الأخيرة أمام قطر نتيجة سوء تحكيم ولولا هؤلاء الحكام لكنا اليوم أبطالا للمرة الثانية، ما هو مطلوب منا هو الحفاظ على اللقب وتعرضنا لهزيمة أمام الكويت بداعي المرض وأمام قطر لأن الحكام أرادوا... ومباراة السعودية انتهى الأمر على رغم الهزيمة التي تعرض لها السعوديون فإن اللقب ذهب لمن أرادوا... والمركز الثاني جيد إذا ما كانت الظروف غير صحية».

طه: هو الأحمر متى ما كان قادرا

قال مدرب المنتخب نبيل طه: «بصريح العبارة هو الأحمر وبحلته الحقيقية بعيدا عن الإصابات والمرض اليوم الأحمر شرف كرة اليد البحرينية والمباريات السابقة كانت الظروف الصعبة التي ألمت بالفريق من مرض واستمر 3 أيام ومثل هذا المرض المعوي يسلب الطاقة ومهما قالوا فمن يدرك هذا المرض هو من عانى منه، أنا لست نادما وإنما سعيد على هذا المركز على رغم ما تعرض له أفراد منتخبنا، اليوم شاهدنا كرة يد جميلة ولمحنا فنيات راقية وعالية كان بإمكاننا أن نتغلب على جميع الفرق لو أن المباريات تكررت لكن تبقى الظروف أقوى بكثير من الأمنيات».