العدد 1612 - السبت 03 فبراير 2007م الموافق 15 محرم 1428هـ

إيران والغرب يواجهان صراعا في حال نبذ دعوة «الوقفة»

يبدو أن الدول الغربية وإيران تتجهان صوب صراع بشأن محاولة إيران الحصول على قوة نووية مع احتمال إنتاج اسلحة مع رفض دعوة من مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية من اجل «وقفة».

ويقول مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي انه يجب على الجانبين تجنب الانزلاق نحو حرب من خلال وقفة يتم بموجبها تعليق مشروع إيران لتخصيب اليورانيوم وعقوبات الأمم المتحدة في أن واحد لاستئناف المفاوضات. ورفضت الولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيون هذا الاقتراح بوصفه حسن النية ولكنه غير ضروري. وشددوا على أن القرار الذي أصدره مجلس الأمن في 23 ديسمبر/ كانون الأول والذي فرض عقوبات على إيران يلزمها بوقف التخصيب أولا من اجل تعليق هذه العقوبات.

وقال القائم بأعمال السفير الأميركي في الأمم المتحدة اليخاندرو وولف مشيرا إلى اقتراح البرادعي الذي طرح خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في سويسرا الأسبوع الماضي «انه واضح جدا وليس محل إعادة تأويل».

وقالت فرنسا إن فكرة التعليق المشترك موجودة بالفعل في قرار مجلس الأمن. وقال مسئول أوروبي أن هناك قلقا بشأن احتمال أن يكون البرادعي أثار ارتباكا بتقديم ما يعادل موقف مجلس الأمن كمبادرة جديدة.

ويقول دبلوماسيون إن إيران طلبت وقتا لتقييم ما إذا كانت فكرة «الوقفة» قابلة للتطبيق وهو نفس نوع الإجابة الغامضة التي قدمتها لوقف العروض السابقة بتقديم حوافز تجارية من اجل وقف التخصيب. وتشتبه الدول الغربية في أن إيران رابع اكبر مصدر للنفط في العالم تحاول بناء قنابل نووية متسترة وراء برنامج للوقود النووي تصر على انه لا يهدف إلا إلى توليد الكهرباء. وتقول طهران الآن - ويؤكد ذلك مفتشو الوكالة الذرية - إنها تتأهب لزيادة التخصيب من مرحلة تجريبية تشمل نحو 330 جهاز طرد مركزي إلى «نطاق صناعي» بإقامة ثلاثة ألاف جهاز طرد مركزي في قاعة كبيرة في محطة نطنز النووية.

وقد تعلن إيران بدء نصب تلك الأجهزة خلال الاحتفال بالذكرى السنوية للثورة متحدية موعدا نهائيا لمجلس الأمن في 21 فبراير/ شباط كي توقف طهران التخصيب وإلا واجهت عقوبات أوسع.

وإذا تم تشغيلها بشكل متناسق لفترات طويلة يمكن لأجهزة الطرد البالغ عددها ثلاثة ألاف جهاز تخصيب كمية من اليورانيوم تكفي رأس حربية واحدة على الأقل خلال عام. وأعربت الولايات المتحدة و»إسرائيل» عن قلقهما من أن يدفع هذا العدد من أجهزة الطرد المركزي إيران إلى «نقطة اللاعودة» على الصعيد النووي.

وظهرت مخاوف توجيه ضربة أميركية وقائية لإيران في إرسال الرئيس جورج بوش مجموعة قتالية لحاملة طائرات إضافية إلى الخليج وتركيزه الجديد على «المتطرفين» الشيعة الذين تدعمهم إيران الذي يقول إنها تسعى للهيمنة على الشرق الأوسط. وقال رئيس معهد العلوم والأمن الدولي ديفيد البرايت «يصعب توقع كيف ستنجح فكرة الوقفة في ضوء انعدام الثقة وسير بوش في الاتجاه الأخر متصورا تحرك إيران بسرعة لامتلاك قدرات اسلحة».

وعلى رغم حزمها بشأن التزام إيران بتعليق التخصيب لنزع فتيل انعدام الثقة تعارض دول الاتحاد الأوروبي خيار الحرب وحتى فرض حظر أوسع تسعى إليه واشنطن على الائتمانات التجارية.

وقالت تريتا باريسي وهي محللة سياسية إيرانية تتخذ من أميركا مقرا إن «الجميع (باستثناء المتشددين الأميركيين) يشعرون بقلق من أن انعدام المفاوضات وزيادة (القوة) الأميركية في العراق وسياسة استهداف الإيرانيين بشكل أساسي في العراق يعطينا كل مقومات اندلاع حرب في المستقبل القريب».

وفي حثه على الهدوء يخشى البرادعي ان تؤدي المخاوف من الحرب إلى خروج إيران من معاهدة حظر الانتشار النووي مما يقوضها عالميا. وقال «هناك وقت للتفكير» مشيرا إلى تقديرات بأنه مازال أمام إيران ما يتراوح بين ثلاث وثماني سنوات لامتلاك قدرات «حاسمة» لإنتاج قنابل في ضوء مشكلات التحكم في النوعية التي تواجهها في إدارة بضع مئات من أجهزة الطرد المركزي المترابطة في أن واحد ناهيك عن تشغيل آلاف من هذه الأجهزة.

العدد 1612 - السبت 03 فبراير 2007م الموافق 15 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً