كشف رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أمس أن حكومة فؤاد السنيورة بعثت قبل ثلاثة أيام برسالة إلى الأمم المتحدة تمهد فيها للمطالبة بإنشاء المحكمة الدولية للنظر في جريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة،واتهم الحكومة - التي وصفها بالبتراء وغير الشرعية - بالتحصن وراء المحكمة الدولية لمتابعة الاستئثار في حكم لبنان خلافا للأصول وتوجيه رسائل ملفقة إلى الأمم المتحدة.
واستغرب برى - في بيان لمكتبه الإعلامي - الأسئلة التي وجهها إليه زعيم تيار المستقبل النائب سعد الحريري في جريدة «الحياة» أمس بشأن الأسباب التي يتذرع بها بعدم إقرار قانون إنشاء المحكمة الدولية قبل الانتهاء من التحقيق الدولي وبشأن الموعد الذي سيفرج فيه عن مجلس النواب لكي يتم إقرار قانون المحكمة.
واشترط بري إقرار مجلس النواب لقانون المحكمة الدولية بأن يتم إقرار القانون أولا في مجلس الوزراء وفق الدستور ومن ثم تحويله إلى مجلس النواب بالطرق القانونية. واتهم الحكومة بأنها تعمدت عدم السماح لوزراء المعارضة بمناقشة المشروع بهدف اللجوء إلى البند السابع حتى يستمر الضغط على المعارضة. من جانبه، حذر زعيم التيار الحر ميشال عون من أن «يكون الدعم الأميركي للحكومة اللبنانــية باتجاه معين وبتوجيه سياسي معين لإيصالنا إلى حالة مشابهة للوضع في العراق وها نحن قد بدأنا». ونفى في حديث خاص لصحيفة «الحياة» اللندنية وجود مبادرات «عربية أو غير عربية جدية يمكن التكلم عنها على رغم وجود أقوال من هنا وهناك لا يمكن الاعتماد عليها».ورفض وضع حدود زمنية للازمة السياسية الحالية في لبنان «طالما أن الحكومة ترفض الإعلان عن انتخابات نيابية مبكرة».
ميدانيا، عززت قوى الأمن والجيش اللبناني إجراءاتهما الأمنية في معظم المناطق والأنحاء بهدف ضبط الأوضاع وعدم انفلات زمام الأمور في الشارع خاصة في ضوء الاستحقاقات السياسية والأمنية التي تتعدى إحياء ذكرى اغتيال الحريري التي تصادف 14 فبراير/ شباط الجاري إلى جانب اعتصام المعارضة المستمر للشهر الثالث على التوالي في ساحتي رياض الصلح والشهداء بوسط بيروت. وذكرت صحيفة «النهار» اللبنانية إن الاتصالات تكثفت مؤخرا بين قيادتي الجيش وقوى الأمن الداخلي من جهة والمسئولين الأمنيين عن الاعتصام من جهة أخرى في محاولة لاحتواء الاحتمالات المطروحة لإحياء الذكرى. وأوضحت الصحيفة أن هناك احتمالات مطروحة لإحياء الذكرى في منطقة أرض المعارض «مجمع البيال» القريب من موقع اعتصام المعارضة إذا لم تنجح المفاوضات في إقناع المعارضة بالانسحاب من الشارع.
العدد 1612 - السبت 03 فبراير 2007م الموافق 15 محرم 1428هـ