العدد 1612 - السبت 03 فبراير 2007م الموافق 15 محرم 1428هـ

حماية الصحافيين مهمة شبه مستحيلة في العراق

اكد المشاركون في مؤتمر لمنظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) في باريس ان هناك عجزا في العثور على الوسائل الكفيلة بحماية الصحافيين بشكل افضل في العراق اذ سجل اكبر عدد من القتلى العاملين في قطاع الاعلام. وما يزيد الوضع تعقيدا هو ان وسائل الاعلام التي كانت مكرسة في الماضي لنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين قبل سقوطه في 2003، انتقلت الى الولاء للمجموعات القومية أو الدينية التي تستخدمها غالبا كوسائل حرب في النزاع الذي يمزق البلاد. وقال جويل كومبانيا من لجنة حماية الصحافيين المتمركزة في نيويورك، بمرارة «ليست هناك حلول بسيطة (...) لن يزول الخطر حتى يتوقف العنف»، معبرا عن امله في احالة المذنبين الى القضاء.

لكن مقاطع من فيلم وثائقي تم بثها خلال المؤتمر، طرحت السؤال كيف يمكن معرفة المذنبين في بلد «ما زال القتلة فيه مجهولين والحرب من دون جبهة والعدو غير مرئي». ويحمل الفيلم عنوان «مهنة كل المخاطر في بلد كل المخاطر». واكد نائبان حضرا من بغداد ان «أمن الصحافيين مثل أمن كل العراقيين. انه مرتبط بالوضع العام». وقال التقرير السنوي لمنظمة «مراسلون بلا حدود» ان العراق بقي للسنة الرابعة على التوالي «البلد الأكثر خطورة على الصحافيين» مع مقتل 64 من الصحافيين ومساعديهم الميدانيين وخطف 17 آخرين. واوضحت المنظمة التي تدافع عن حرية الصحافة انه منذ بدء الحرب «قتل 139 صحافيا في العراق، أي ما يوازي ضعف عدد الصحافيين الذين قتلوا خلال حرب فيتنام التي استمرت عشرين سنة. (63 صحافيا قتلوا بين 1955 و1975)». واضافت في «نحو 90 في المئة من الحالات» كان الضحايا من الصحافيين العراقيين و»قلما تم التحقيق في ظروف مقتلهم او التوصل الى نتيجة». وشملت حصيلة 64 قتيلا المراسلين الميدانيين والاشخاص الذين قدموا مساعدة للصحافيين من سائقين ومترجمين وفنيين وحراس أمنيين. وفي اكتوبر/ تشرين الأول الماضي، هاجمت مجموعة مسلحة مقر شبكة تلفزيونية جديدة مستقلة خاصة في بغداد هي الشعبية، وقتلت تسعة اشخاص فيها بينهم مديرها العام. وقال مسئول في الشبكة «عندما وصلت الى المكان كان لدي انطباع بان حربا حدثت»، منتقدا «تحويل الموت الى مجرد ارقام».

من جهته، رأى الصحافي الفرنسي جورج مالبرونو الذي خطف في الماضي في العراق ان «الصحافيين هم ابطال هذا النزاع». واضاف «لم يعد ممكنا العمل في العراق من دون التعرض للموت». وقال جويل كومبانيا ان دور الصحافيين العراقيين «تزايد» مع رحيل كل المراسلين الاجانب تقريبا. واضاف «انهم في الواجهة» وفي بعض الاحيان يشتبه بانهم «جواسيس» أو «جزء متورط في النزاع». واكدت مديرة مجلة «الحلا» العراقية لطفية الدليمي انها علقت صدور مجلتها لاسباب أمنية، معبرة عن اسفها «لوجود صحافة تشجع الارهاب وتغذيه»، وكشفت ان شقيقها قتل بيد رجل مسئول اليوم عن شبكة تلفزيونية. وشهد العراقيون بعد سقوط نظام صدام حسين، ولادة عشرات الصحف والقنوات التلفزيونية والمحطات الاذاعية. لكن وسائل الاعلام هذه التي اطلقتها مجموعات قومية او دينية لا تبدو مستقلة أكثر مما كانت وسائل اعلام حزب البعث.

واغلقت الحكومة العراقية منذ نوفمبر/ تشرين الثاني مكاتب ثلاث شبكات تلفزيونية متهمة اياها بـ «التحريض على العنف الطائفي».

وفي وثيقة عرضت على المؤتمر، قالت لجنة عراقية للاعلام تضم صحافيين ونوابا ان «المجموعات السياسية تستخدم وسائلها الاعلامية لمفاقمة النزاع».

العدد 1612 - السبت 03 فبراير 2007م الموافق 15 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً