العدد 1612 - السبت 03 فبراير 2007م الموافق 15 محرم 1428هـ

بعد عام من فوزها في الانتخابات التشريعية... أين حصاد زرع «حماس»؟!

الضفة الغربية - الجزيرة.نت 

03 فبراير 2007

مضى عام كامل على فوز حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي جرت في 25 يناير/ كانون الثاني الماضي وبالتالي تشكيل الحكومة الفلسطينية بعد أسابيع من هذا الفوز.

وباعتبار تجربة «حماس» الأولى لحركة إسلامية تحصد غالبية مقاعد البرلمان وتقوم بتشكيل الحكومة وحدها، يحاول محللون فلسطينيون في أحاديث منفصلة لـ «الجزيرة نت» تقييم أداء الحركة في المجلس التشريعي والحكومة، وتبيان مواطن النجاح والإخفاق في هذه المدة، مع إقرارهم بأنها لم تأخذ فرصتها كاملة كما ينبغي لعدة أسباب.

لم تأخذ فرصتها

يقول الخبير في الحركات الإسلامية إياد البرغوثي إن «حماس» لم تأخذ فرصتها الكاملة حتى يتم تقييمها بشكل جدي، منوها إلى حصارها منذ اللحظة الأولى، وما عايشته الأراضي الفلسطينية من مشكلات داخلية.

ويضيف أن المسألة المهمة في تجربة حركة حماس هو أنها نجحت على رغم الضغوط التي تعرضت لها في البقاء في السلطة، وتكريس بعض العلاقات العربية والإسلامية على المستوى الجماهيري ومنظمات المجتمع المدني.

وعن إمكان تحقيق شعارها (التغيير والإصلاح) يرى الخبير الفلسطيني أن بعض التغيير والإصلاح تم في تنفيذ بعض القوانين، وتقنين بعض المصروفات. لكن في المقابل، أشار إلى إخفاق الحركة في خلق النموذج البديل للحكم، بمعنى أنها على رغم كونها بدأت تتميز على المستوى الأخلاقي القانوني في العلاقة مع الآخرين، تصرفت في بعض القضايا وكأنها نسخة من حركة فتح.

وأوضح أن «حماس» تتحدث عن مسألة الشراكة ومفهوم تقاسم المواقع الأمر الذي أثار خيبة أمل الكثيرين ممن توقعوا أن تسلك الحركة منحى آخر، كالتركيز على الشخص المناسب والإعلان عن الوظائف بالشكل الذي يرغب فيه المواطن العادي، وليس التركيز على أعضاء من «حماس».

وعلى رغم تفهمه لمبررات بعض ما تقوم به الحركة التي جاءت لوزارات من لون واحد، يوضح البرغوثي أنها لم تعمل الكثير لتعزيز مفهوم المواطنة، خلافا لمفهوم الفصائلية الذي ساد لفترة طويلة. بالإضافة إلى ما سبق يعتقد البرغوثي أن «حماس» لم تتمكن من تلافي الاقتتال الداخلي، فيما لم تتمكن القوة التنفيذية - بغض النظر عن الموقف منها - من خلق بديل إيجابي لأجهزة الأمن، بل وقعت في جزء من الأخطاء التي وقعت فيها الأجهزة الأمنية.

من جهته يشير المحلل السياسي هاني المصري إلى أن وجود «حماس» قيد إمكانات تفرد أي طرف فلسطيني بالمفاوضات ومنع أي طرف من إمكان التنازل أو التفريط بالإضافة إلى أن وجودها أسهم في تحقيق مبدأ تداول السلطة وألا تفكر أية جهة بوجود أبدي فيها.

وأضاف أن «حماس» نجحت من خلال وجودها في الحكومة والمجلس التشريعي في فتح علاقات خارجية وخصوصا مع إيران والكويت والكثير من البلدان العربية والإسلامية، لكنها لم تتمكن من التواصل مع العالم كله. وأشار المصري إلى مقولة إسماعيل هنية رئيس الوزراء بأن سلطة بلا مال أو إعلام أو معابر لا يمكنها أن تحقق الإنجازات، لكنه رأى أن ذلك غير كافٍ، إذ يجب على السلطة مسئولية إيجاد الحلول، ومنع نجاح المؤامرة إن وجدت.

ومن أبرز إخفاقات «حماس» التي لم تمكنها من تحقيق إنجازات كما يقول المصري أنها شكلت الحكومة منفردة، ولم تطرح برنامجا يجسد القواسم المشتركة، وتجاهلت العامل الدولي على رغم أهميته، بالإضافة إلى عدم قيامها بفتح ملفات الفساد كما يجب، وعدم التحقيق في الوضع الأمني المتدهور.

العدد 1612 - السبت 03 فبراير 2007م الموافق 15 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً