إجراءات الحصول على تصريح رسمي للدفن الشرعي تسير بشكل طبيعي في الكثير من الولايات الألمانية للحرص على ادماج المسلمين في المجتمع الألماني أما إذا تعلق الأمر بارتداء الحجاب خصوصا في أماكن العمل فإن العراقيل والقيود لا تنتهي!.

التيسير في إجراءات الدفن والتشدد بالنسبة إلى الحجاب يعود إلى اعتبار ألمانيا كما في غالبية الدول الأوروبية للحجاب باعتباره رمزا دينيا لا يتناسب مع الدولة العلمانية.

وأوضح بعض المراقبين أن عدد الولايات الألمانية التي تسمح بالدفن الشرعي للمسلمين وصل حتى الآن إلى 6 ولايات بعد موافقة البرلمان المحلي بولاية راينلاند - بفالتس (جنوب غرب ألمانيا) على السماح للمسلمين المقيمين بالولاية بدفن موتاهم وفق الشريعة الإسلامية حرصا على دمج إيجابي للمسلمين في المجتمع الألماني.

وأعلن مجلس الأقلية المسلمة في مدينة فورمس التابعة لولاية راينلاند بفالتس خلال اجتماع مجلس الأجانب أن الحكومة المحلية وافقت على السماح لمسلمي الولاية بإتباع النهج الإسلامي في دفن موتاهم مكفنين فقط من دون استخدام التوابيت.

وقال رئيس مجلس الأقلية المسلمة بالمدينة أمين كمال في تصريحات نشرتها صحيفة «فورمسر تسايتونج» المحلية الثلثاء: «إن مشروع المقابر الإسلامية ليس له هدف سياسي، ولكن على المسلمين أن ينتفعوا به».

وعن الهدف من تلك الخطوة قال «ميخائيل كيسيل» عمدة مدينة فورمس في تصريحات للصحيفة نفسها إنه يؤيد مشروع مقابر خاصة للمسلمين بالولاية، مشيرا إلى أنه خطوة على طريق الاندماج الصحيح للمسلمين داخل المجتمع الألماني.

مقابر خاصة

ومن المقرر أن يحصل مجلس الأقلية المسلمة بالمدينة على قطعة أرض مخصصة من قبل الحكومة المحلية بمساحة 2500 متر مربع شرقي منطقة المقابر الرئيسية بالمدينة لتكون مقابر خاصة بالمسلمين.

وسيتم اتخاذ الخطوات النهائية بشأن مشروع المقابر الإسلامية خلال اجتماع مجلس الأجانب في شهر أبريل/ نيسان المقبل بحسب تصريحات كارلو ريفا رئيس المجلس. ويوجد الآن نحو 120 مقبرة خاصة بالمسلمين في مختلف الولايات الألمانية. ومع إقرارها بأحقية المسلمين في اتباع النهج الإسلامي في عملية دفن الموتى تنضم ولاية راينلاند - بفالتس إلى 5 ولايات أخرى سمحت بممارسة الدفن الشرعي للمسلمين، وهي ولايات ساكسونيا السفلى وشمال الراين وهامبورج وشليسفيج - هولشتاين وسارلاند.

التوابيت

وعلى رغم سماح هذه الولايات بممارسة الدفن الشرعي بصورة رسمية وفق المواد المعدلة من قانون الدفن، ترفض بعض المدن تطبيق هذه البنود، وتفرض على المسلمين استخدام التوابيت في الدفن. وكانت إدارة المقابر بمدينة كولونيا التابعة لولاية شمال الراين رفضت في فبراير /شباط 2005 السماح بتطبيق القانون المعدل، وأصرت على استخدام التوابيت في الدفن بدعوى تجنب الأمراض التي قد تنتج عن تحلل الجثث، خصوصا أن القانون الألماني يقضي بدفن الموتى بعد مرور 48 ساعة على الوفاة. وشهدت ألمانيا بناء أول مقبرة إسلامية في العام 1798 بعد وفاة الموفد السلطاني في برلين علي عزيز أفندي؛ إذ أمر القيصر فريدريش فيلهلم الثالث بتخصيص قطعة أرض لبناء المقبرة عليها وأصبحت الأرض ملكا للدولة العثمانية آنذاك.

ولايات تحظر الحجاب

وفي الوقت الذي تقر فيه الولايات الألمانية بحق المسلمين في تطبيق الشريعة الإسلامية في الدفن كخطوة نحو الاندماج الناجح داخل المجتمع الألماني، ترفض ولايات أخرى أو ربما الولايات ذاتها حجاب المرأة المسلمة العاملة بالمصالح الحكومية أو المدارس بدعوى أنه «رمز ديني لا يتناسب مع الدولة العلمانية».

وبلغ عدد الولايات الألمانية الرافضة للحجاب 6 ولايات هي: بادن فيرتمبرج وهي أول ولاية تحظر حجاب المدرسات بألمانيا في أول أبريل العام 2004 وامتد ليشمل رياض الأطفال في فبراير 2006.

وتم منع الموظفات الحكوميات من ارتداء الحجاب في ولاية هيسين في 18 أكتوبر / تشرين الأول 2004، كذلك شهدت ولايات ساكسونيا السفلى وسارلاند وبافاريا وبريمين وبرلين وشمال الراين حظرا للحجاب في أعوام 2004 و2005) و2006.

ولايات براندبورج وراينلاند بفالتس وشليسفيج هولشتاين تضع مسودات قانون لحظر الحجاب. ولا يسري حظر الحجاب في ولايات هامبورج وميكلنبورج فوربومرن وساكسونيا وساكسن أنهالت وتورينجين.

وكان آخر تأكيد لحظر الحجاب في ولاية ألمانية قد أقرته المحكمة الدستورية في ولاية بافاريا الجنوبية، التي يسيطر عليها الحزب الاجتماعي المسيحي، إذ رفضت في منتصف الشهر الجاري السماح للمدرسات المسلمات بارتداء الحجاب أثناء تأدية عملهن، تأكيدا للمنع الساري في الولاية منذ العام 2004. ويبلغ تعداد مسلمي ألمانيا نحو 3,5 مليون نسمة. وأول تواجد للسكان المسلمين في ألمانيا كان في العام 1739 في عهد الملك «فريدريش فيلهلم» الأول ملك بروسيا. وتأسس أقدم مسجد في ألمانيا في العاصمة برلين في العام 1924 وهو باق إلى الآن منذ بنائه.