احتوت مجلة «الدراسات الاستراتيجية» - التي تصدر عن مركز البحرين للدراسات والأبحاث - على ملف خاص يناقش المسألة النووية في المنطقة.

وقدم أستاذ الفيزياء التطبيقية بجامعة البحرين وهيب عيسى الناصر في ورقة بعنوان «الهاجس الخليجي من المفاعل النووي الإيراني» دراسة مفصلة لتكنولوجيا الطاقة النووية وإيجابياتها وسلبياتها. وتميزت دراسة الناصر بعمقها وبتحليلها العلمي الدقيق لشتى الانعكاسات التي قد تطرأ على الخليج كافة في عدة سيناريوهات محتملة.

الدراسة التي قدمها الناصر تناولت البُعد النظري لدورة الوقود النووي وعمليات التخصيب. كما ركزت على تصنيف المفاعلات النووية المنتشرة حول العالم وبما يتصل باستخدماتها العلمية والعسكرية.

واختتم الناصر دراسته بعدة توصيات منها: الدعوة إلى تحركين برلماني وشعبي ضد تشغيل المفاعل النووي الإيراني ومفاعل ديمونة الإسرائيلي، التفاهم مع إيران في التعامل مع جيرانها بشفافية تامة تجاه المشروع، خلق قاعدة بيانات على مستوى الإشعاع في هواء وبحر وأراضي الخليج، نشر الوعيين العلمي والبيئي في المجتمع الخليجي في طرق التعامل مع التسرب النووي والكوارث النووية، وتأكيد حق جميع الدول في الاستخدام السلمي للتكنولوجيا النووية وتطويرها لصالح الفرد والمجتمع. كما احتوت التوصيات على نقاط بالغة الدقة تنم عن عمق الدراسة وقوة سبرها المعلوماتي.

وبعنوان «الدول العربية وضرورة التفكير ببناء المحطات النووية لإنتاج الطاقة الكهربائية» تناول رئيس قسم الجيوفيزياء العراقي متّى نهاب أهمية السعي العربي نحو امتلاك التقنية النووية لإنتاج الطاقة الكهربائية. وتطرق الباحث إلى الكثير من الدلائل التي تصب في هذا الاتجاه. واعتبر متّى خطورة الاعتماد على النفط والغاز في المنظومة الاقتصادية العربية، واعتبر زيادة معدلات الطلب عليهما السبب الرئيسي لضرورة البحث عن مصادر جديدة للطاقة، وخصوصا أن زيادة الطلب ستؤدي لا محالة إلى انتهاء هذه الموارد. الدراسة تعتبر قيِّمة وعلمية على مستوى رفيع. إذ استعرض الباحث خيارات الطاقة المتاحة بما يشمل الفحم والطاقة المائية، وأشار في محصلة دراسته المقارنة إلى أن الاتجاه صوب امتلاك الطاقة النووية في إنتاج الكهرباء يعتبر خيارا استراتيجيا لابد من الاهتمام به.

أما الخبير الاستراتيجي والمستشار في المؤسسة الأوروبية للعلاقات الدولية محمد القريشي، فقد قدم قراءة استراتيجية معمقة عن «استراتيجية الردع الوقائي الأمريكي وأمن الخليج». قدم من خلالها الباحث قراءاتٍ مطولة عن طبيعة الردع الوقائي ومستوياته والمحاور الاستراتيجية للردع الوقائي وانقسام تلك الاستراتيجية إلى نوعين «الضربات الوقائية»، و «العمل الوقائي». واحتوى الملف - الذي قدمه المركز في إصدار خاص - الأوراق التي احتواها مؤتمر «مخاطر وتداعيات الانتشار النووي على منطقة الخليج العربي»، الذي نُظِّم بالتعاون بين المركز ووزارة الداخلية البحرينية بين 10 و11 سبتمبر/ أيلول من العام 2006.

تضمن المؤتمر أوراقا قدمها أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة مصطفى علوي، ومدير العلاقات متعددة الأطراف بجامعة الدول العربية وائل ناصر. واحتوت جلسة العمل الثانية على ورقة من إعداد رئيس وحدة الدراسات الأمنية بمركز الخليج للأبحاث مصطفى العاني بعنوان «آثار وتداعيات الانتشار النووي في منطقة الخليج... الآثار البيئية والتداعيات الاقتصادية والآثار والانعكاسات الأمنية والآثار السياسية». أما الورقة الثانية فقد أعدها الخبير الاقتصادي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية أحمد السيدالنجار وركزت على التداعيات الاقتصادية لسياسة الانتشار النووي على منطقة الخليج. كما احتوت جلسات العمل الثالثة والرابعة والخامسة على الكثير من الأوراق السياسية والاقتصادية المتخصصة.