العدد 1623 - الأربعاء 14 فبراير 2007م الموافق 26 محرم 1428هـ

نادر كاظم واللقاء الأول

على إثر دعوة من جمعية النقد الثقافي - كانت تحت التأسيس وفشلت محاولات التوافق على تأسيسها لاحقا - كان لي أن ألتقي الاكاديمي البحريني نادر كاظم للمرة الأولى. تلقيت الدعوة من قبل الزميل حسين مرهون، أما المكان فقد كان صالة من صالات أحد المطاعم. والمنتدون في اللقاء كانوا: نادر كاظم، محمد البنكي، علي الديري، حسين المحروس، جعفر المدحوب، حسين مرهون، وعلي القميش.

كانت المجموعة تجتمع في سيمنار ثقافي أسبوعي - مثمر - تستعرض فيه ورقة يقدمها أحد الأعضاء ومن ثم تتم مناقشتها بين الأطراف كافة. بدأ الزميل علي الديري ورقته التي كان عنوانها «التفكير المؤمثل» وكان لنا أن نتسابق كافة في التعليق على ما تضمنته ورقة الديري بما يشمل محاولات الكثير منا «إلقاء نوع من انواع الاسعتراض الثقافي». كان «نادر كاظم» آخر من تطلع للتعليق. وهو ما جعلني متوجسا منه في تلك اللحظات التي مازالت ذاكرتي المتعبة تحتفظ بها.

أخيرا، كان لنادر كاظم أن يدلي بدلوه في التفكير المؤمثل. وكان لي أن أخبر الزميل حسين مرهون فور خروجنا من اللقاء أن ما فعله نادر كاظم هو أنه «سكت دهرا... ونطق عجبا». أتذكر جيدا تلك القوة في الخطاب والإسنادات. إيقنت حينها إنه مثقف «مؤسس» يمتلك من المعرفة ما يؤهله لأن يكون مشروعا بحرينيا في حد ذاته.

لم نفلح في جمعية النقد الثقافي، تمايزت خياراتنا جميعا، وكل واحد منا يسير الآن بمفرده. ومنذ فترة ليست بالبعيدة تجاوزنا قاسمنا المشترك. السبب: لعله ذلك النسق الذي يقول نادر إنه يتخبئ وراء «طبائع الاستملاك» التي افرد لها نادر منتجه الأخير تحديدا.

عاصرت مراحل صعود نادر السريعة، وصولا لزيارتي له في المحرق - أنا وحسين مرهون أيضا - لنبارك له حصوله على درجة «الدكتوراه». كان لي أيضا أن أراقب حظوة نادر كاظم لدى الكثير من الأسماء الثقافية والأكاديمية الكبرى في الخليج والمغرب العربي. وكان لي أيضا أن أشاركه لحظات «الحزن» التي كانت تمسك بتلابيب قلبه في أكثر من موقف.

ليس نادر كاظم نموذجا من طموحات البحرين الثقافية فحسب. إني لأزعم - أستعير منه الكلمة خاصته «الزعم» - أنه أحد أقوى وأهم مشروعاتنا الوطنية، وأنه عبر سلسلة إنتاجاته الثقافية والفكرية يمثل حدثا يستحق من «الوسط» أن تعمد إلى تكريمه.

رئيس التحرير منصور الجمري بادر إلى تكريم نادر كاظم. وكلنا أمل في أن تعمد شتى المؤسسات المعنية إلى المبادرة في إعطاء هذا المشروع ما يحتاجه من دعم وتشجيع. وإني لأدرك أن أيا من هذه المؤسسات لن تخسر رهانها في نادر. يستحق نادر كاظم أن يمنح التقدير الذي يستحقه، لأنه في الحقيقة الأكاديمي الذي نستطيع أن نعول عليه.

عادل مرزوق

العدد 1623 - الأربعاء 14 فبراير 2007م الموافق 26 محرم 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً