الشدائد تظهر النفوس على حقيقتها كما يقولون وهذا ما حصل في المباراة النهائية بين فريقي المنامة وسترة. إذ لوقت من الزمن كنا ننظر إلى المدرب أحمد حمزة بتقدير واحترام، ولكن ما حصل في تلك المباراة تجاه الحكم الدولي القدير سعيد عمران غيّر هذه النظرة.

لقد تعود فريق المنامة - مع احترامنا له ولإنجازاته - لقد تعود أن يدخل مباراته دخول الطاووس بثقته وإعجابه بنفسه ولكن هذه المرة يبدو أنه دخل دخول الأرنب والسلحفاة ففازت السلحفاة وخسر الأرنب!

ولكن المدرب لا يتقبل ذلك أبدا، فقد لاحظ الجميع بشكل لا يدعو للشك، الأداء السيئ للاعبي فريق المنامة في هذه المباراة والأخطاء الفنية الكثيرة التي ارتكبها وبدل أن يعترف المدرب بهذه الأخطاء وبهذا المستوى الضعيف لفريقه... علق أخطاءه وأخطاء لاعبيه على الحكم واتهمه بأنه هو السبب في خسارة فريقه...!

مع ملاحظة أن المدرب لم يتهم التحكيم بحد ذاته لأنه لو فعل ذلك لكان الوضع أهون ولكنه اتهم الحكم شخصيا وهذا خطأ كبير يحاسب عليه.

عندما يعلن المدرب إعلاميا وعلى الهواء مباشرة أمام هذا الكم الهائل من الجمهور والناس أن سبب خسارة فريق المنامة هو الحكم لأنه مريض نفسيا، فمن هو المريض نفسيا حقا في هذه الحال؟!

وعندما يأتي المدرب للحكام بعد المباراة ليسلم يدا بيد على الحكمين الدوليين ماجد عيسى وفاضل غلوم ويتجاهل سعيد عمران أمام الجمهور والناس بصورة متعمدة فمن هو المريض أخلاقيا؟!

ثم كيف يتجرأ المدرب ويطلق هذه الاتهامات على حكم معروف وقدير مثل سعيد عمران؟! أهكذا يعامل ابن البلد؟! والدول الأخرى تطلبه بالاسم وتشيد بأدائه المتميز والراقي، ناهيك عن أخلاقه العالية وتواضعه الجم بشهادة الجميع.

المفارقة هنا أن هذا الحكم... سبق وأن لاكته الأقلام من بعض الصحافيين وكلما زادت الألسن للنيل منه كلما زاد عطاء ونجاحا وتألقا...

فتحية تقدير وإعجاب لهذا الحكم، وخصوصا أنه لم يرد على المدرب بالأسلوب نفسه. فمن واجب اتحاد السلة أن يتخذ موقفا صارما ويصدر إجراء تأديبيا حيال كل من تسول له نفسه بالخطأ على الحكام بهذه الصورة وغيرها. ومن الواجب أيضا أن يرد الاعتبار لهذا الحكم القدير وبالمستوى نفسه الذي أهين به؛ أي إعلاميا فيجب أن يقدم الاعتذار للحكام عموما وللحكم سعيد عمران خصوصا كرد اعتبار.

نتمنى حقا أن تلقى هذه الرسالة صدى وقبولا عند المسئولين.

مشجع ستراوي