العدد 1630 - الأربعاء 21 فبراير 2007م الموافق 03 صفر 1428هـ

توقظ الحب و«نعمه وبركاته» في «البارح»

خلال آخر أمسياتها ... «الأسرة»:

العدلية - منصورة عبدالأمير 

21 فبراير 2007

«لا ريب في الحب، فبه انتهك عنترة حاجز اللون والطبقة، وفي إحدى لحظاته المجنونة باعت كليوباترا مجد الفراعنة لعدوها وعشيقها، وبه خرق روميو وجولييت جدران العداء العائلي، وسقطت خديجة التاجرة في حب فقير مكة، يتيم أبي طالب... الحب عليكم ونعمته وبركاته».

هكذا بدأ كريم رضي الموعد مع ليلة الحب... الأمسية الشعرية التي وعدت أسرة الأدباء والكتاب أن توقظ فيها الحب في ذات مساء عيده، الأربعاء 14 فبراير/ شباط، سعيا وراء شيء من الطمأنينة الموعودة بإيقاظ الحب، كنت هناك تمام الثامنة حيث الموعد المنشود، لا يجب أن تفوت أي من نبضات القلوب الحاضرة فيه أو أي من خلجات حب الأسرة خلاله.

لم يبدأ احتفال الحب، هل تراه خطأ في المواعيد، لكنهم كانوا هناك جعفر حسن، كريم رضي وعلي الجلاوي. تأخر الحب لكن استعدادات البارح كانت كفيلة بتعويض ذلك التأخير، «المُنظمة» تقول إن الإضاءة الخافتة والموسيقى التي تملأ الصالة الداخلية منسابة بكل نعومة، كانت أمور متعمدة، للاحتفاء بليلة حب!

أربعون دقيقة... تأخر فيها الحب بدت أطول من ذلك بكثير، هل هي من عادات الحب «أن يتأخر»!!

تلك إذا أول دروس الأسرة، ها قد أتوا... أولهم ليلى السيد، أصدرت ديوانها منذ أيام، هل هو احتفاء خاص بديوانها إذا، على الأقل لأن الدعوة جاءت موقعة باسمها! إيمان أسيري، أحمد العجمي، فوزية السندي، كريم رضي، علي الجلاوي وجعفر حسن!

لحظات وتلاشت الإضاءة الهامسة وسكتت الموسيقى الناعمة، لكن لا ضير مادام تعويض ذلك الغياب سيأتي بكريم رضي، الذي جاء حضوره جميلا نافذا إلى القلب، هذه هي المرة الأولى التي استمع فيها لكلمات رضي مباشرة من دون وسيط «ورقي»، بدت لي الكلمات أروع بكثير وهي تنساب من بين تعابير وجهه.

افتتح رضي الأمسية معلنا ليلتها «عيدا على الأرض تباركه السماء وتحنو الآلهة على معذبيه فتعفيهم من عذاب اليوم الآخر إكراما للحب ورحمة بالمحبين».

وخلال الأمسية التي انتهت بتوزيع العدد الأول من مجلة «كرز» الفصلية التي تصدرها الأسرة، كانت ليلى السيد أولى المشاركين، قرأت شيئا من سيرة الحب لفريد رمضان قالت فيها:

«أصطفيك كي أصل إليك

حبر الدم وسكون أصابعي في كفك وأحلامي

النابضة بلقائك المؤجل

أتمسك بروحك كي أهرب فيك».

بعدها قرأ علي الجلاوي واحدة من آخر قصائده، ثم قرأت فوزية السندي «شيئا من تأبين المحبة» المنشورة في مجلة «كرز» أبانت فيها الحب قائلة:

«مترب وثقيل هواء هذ الحب

ومنزو.

الغرابة كلها في حصى الممرات الدخيلة

التي أودعتها على كفي ظلال قلبك»

إيمان أسيري قدمت بمصاحبة الجلاوي «العش» المنشورة أيضا في «كرز»، ليتلوها فريد حسن في «الصفصافة التي هناك» القصيدة التي أهداها لزوجته قال فيها:

«تعالي نزرع الفرح

على قمر ينزلق فوق مياه البحيرة

أو نودع اللقالق أسرارنا

بعيدا عن وجه الخديعة»

وليختم حفل الحب أخيرا بأحمد العجمي في «لك وحدك أسرج السماء»، مخاطبا فيه محبوبته:

«من أنت

أريد أن أعرف النبع

الذي تتفايض منه أنوثتك

وأعرف لماذا وقتما ألتقي بك

تسري كهرباء في جسدي»

بالحب وحده بدأت الأمسية، وبالحب نفسه، وبنعمه وبركاته، اختتمها، رضي مؤكدا أن «عيد الحب هو بضاعتنا التي ردت إلينا، فقد كنا دائما أمة الحب بامتياز، ونار الحب نحن أولى بها اكتواء». وإن لم يكن لهذا الأصل أهمية فيكفي في نظر كريم «أن نذكر أنه مجرد عيد واحد عابر للحب بإزاء أعياد كثيرة للكراهية».

العدد 1630 - الأربعاء 21 فبراير 2007م الموافق 03 صفر 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً