العدد 1630 - الأربعاء 21 فبراير 2007م الموافق 03 صفر 1428هـ

المصور المصري رمسيس مرزوق: التعمق في المحلية السبيل الوحيد للوصول إلى العالمية

أرجع رمسيس مرزوق الحائز على جائزة الدولة التقديرية في الفنون بمصر تأخر تطوير التصوير السينمائي المصري عن نظيره في سورية والدول العربية، إلى أن الشغل الشاغل للمنتجين هو الإنتاج المربح للكسب السريع، مشيرا إلى أن أهم المشكلات التي تواجه السينما هو النظر إليها كاقتصاد سوق، وليس إنتاجا سينمائيا يتطلب الجودة الفنية كما هو الحال في السينما السورية.

جاء ذلك خلال الندوة التي عقدت بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وتحدث خلالها مرزوق عن بداياته الفنية وأدارها سعيد شيمي أحد مديري التصوير في مصر· وتقدم الشيمي بتهنئة رمسيس بالجائزة، مؤكدا أنه استحقها بجدارة باعتباره أحد فناني مصر العظماء في الفن السينمائي، وجاءت كل أعماله على مستوى عال من الحرفة والفن، فقد أبدع في إنتاج الصورة الثابتة والصورة المتحركة، وهو المصور السينمائي المصري الوحيد الذي مثل مصر في الكثير من الدول العربية والأجنبية· وتحدث الشيمي عن الصورة الفوتوغرافية والصورة السينمائية موضحا أن الأولى جزء لا يتجزأ من العمل السينمائي، فالسينما هي عبارة عن مجموعة من الإطارات والصور المتتالية الثابتة أي أن السينما هي تطوير للفوتوغرافية· وأضاف الشيمي: أن رمسيس يمتاز بالتعبير عن الموضوع بالصورة وأن تصرفاته البصرية تخدم الموضوع الدرامي، وليست كجماليات الصورة، فالمصور الفوتوغرافي لابد أن يكون فنانا يشعر بالصورة وتكوينها لكي ينقل الصورة المتحركة·

محطات مهمة

وتحدث مرزوق عن حياته الفنية مشيرا إلى أن هناك ثلاث محطات مهمة في حياته بدايتها عندما كان طالبا في كلية الفنون التطبيقية وافتتح له متحف الفن الحديث في القاهرة، عندها تحمل مسئولية فنه بمفرده· أما ثاني محطة في حياته فكانت سفره إلى فرنسا وموافقة فرنسا على افتتاح معرض لأعماله في «متحف السينما في باريس»، وتعرف على الكثير من السينمائيين الفرنسيين، واشتركوا لإنتاج أفلام تعرض وتحقق ربحا في فرنسا، والمرحلة الثالثة كانت رجوعه إلى مصر، واشتغاله في السينما المصرية، فأهمل التصوير الفوتوغرافي حتى العام 2005، وقام بتقديم أعماله في معرض في مصر· وطالب السينمائيين بالنظر إلى السينما باعتبارها انعكاسا لثقافات الشعب المصري وواقعه، وأنها أحد أنواع الفن البصري الواقعي، مؤكدا أن المنتج ليس لديه الوعي الكافي بكيفية استغلال السينما لتطوير وعي الجمهور·

اقتباس مرفوض

وأكد مرزوق أن أسباب تدهور الدراما في مصر هي أننا نقتبس أفكار وأساليب السينما الأوروبية وخصوصا الأميركية، والتي في الغالب لا تعبر عن واقعنا وهموم مشكلاتنا، وللخروج من هذه الإشكالية على القائمين بالسينما عملا وموضوعا أن يتعمقوا في المحلية وينتجوا أعمالا تنبع من واقعنا وتعبر عن وجداننا حتى نصل إلى العالمية مثل فيلم «المومياء» لشادي عبدالسلام، وهو من الأفلام العالمية التي عكست حضارة مصر· وعن أقرب الأعمال إلى قلب مرزوق قال إنها هي الأعمال التي تعجب الجمهور وتحقق صدى رائعا لديهم، وتظل عالقة في أذهانهم، وهناك من المخرجين الذين يرتاح معهم رمسيس مرزوق مثل يوسف شاهين لطول العمل معه·ويعتبر مرزوق أول عربي وإفريقي يحضر مهرجان «بوفان» السينمائي الدولي للأفلام الفنتازية بمدينة «بوسان الساحلية»، والذي أقيم في الفترة من 14 إلى 23 يوليو/ تموز العام 2005، وتم عرض 7 من أفلام رمسيس ضمن بانوراما خاصة تحمل اسم «حكايات مصرية» والأفلام المشاركة هي «المهاجر» للمخرج العالمي يوسف شاهين و»خريف آدم» لمحمد كامل القليوبي «ليه يا بنفسج» للراحل رضوان الكاشف، «الصعود إلى الهاوية» للمخرج كمال الشيخ «البحث عن توت عنخ آمون» للمخرج يوسف فرنسيس و»اضحك الصورة تطلع حلوة» للمخرج شريف عرفة «معالي الوزير» للمخرج سمير سيف. وكانت آخر جوائز رمسيس مرزوق حصوله على جائزة الدولة التقديرية في الفنون للعام 2006·

العدد 1630 - الأربعاء 21 فبراير 2007م الموافق 03 صفر 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً