العدد 1660 - الجمعة 23 مارس 2007م الموافق 04 ربيع الاول 1428هـ

إعلانات السلع في كليبات المطربين... ظاهرة محمودة

أكدوا أنها ليست موضة وتخدم العمل

«الفيديو كليب الإعلاني» موضة جديدة في تصوير أغنيات هذه الأيام، فقد اتجهت الكثير من شركات الإنتاج الفني أخيرا إلى التعاقد مع نجوم الغناء لإعلان عن سلع ومنتجات استهلاكية، خصوصا بشركات عالمية بحثا عن المزيد من الأرباح وجمهور المستهلكين، والمكسب هنا موزع على الجميع، المطرب، شركة الإنتاج، وصاحب الإعلان، الذي يقوم بالصرف على الفيديو كليب من خلال دعمه لإحدى أغنيات الألبوم ويستخدم من خلال الأغنية عرض سلعتها داخل سياق التصوير، وبالتالي فإن الكلفة المادية تكون معقولة بالنسبة إلى المعلن في حال تفكيره بعرض منتجه إعلانيا بطريقة مباشرة. وتسعى الشركات من خلال ذلك إلى استعمال شهرة ونجاح المطربين وشعبيتهم في عرض منتجاتهم، وهذا ما حدث في إحدى أغنيات نانسي عجرم والتي أعلنت فيها عن أحد المشروبات الغازية، وأغنية أخرى أعلنت فيها عن مجموعة حُلى، وحكيم الذي أعلن من خلال إحدى أغنياته عن أحد أنواع الشاي، وكذلك الأمر مع فريق وأما، وتستعد دوللي شاهين وغيرها من المطربين إلى الاتجاه الإعلاني في تصوير أغنياتهم. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل وصل إلى كتابة كلمات الشكر في تترات الأغاني للشركات الراعية للكليب، والتي ساهمت في دعم تصوير الأغنية ووفرت لها الامكانات المادية.

السؤال الذي يطرح نفسه، هل ستؤثر هذه الظاهرة على حال الأغنية وصناعتها؟ أم ستساهم في نجاحها وانتشارها وخصوصا إنها توفر الامكانات المادية لها؟

يؤيد الموسيقار حلمي بكر هذه الظاهرة، ويرى أنها الأمل في دعم الأغنية، ويفضل تقديم الأغاني بهذا الشكل، لأن الشركة المعلنة يهمها ظهور الإعلان في أجمل صورة، وبالتالي تخصص له موازنة كبيرة لا تقل عن نصف ميلون جنيه تقريبا، والمطرب في هذه الحال هو الرابح الأول، لأنه يصور أغنيته من دون دفع أي مقابل مادي، والشركة تتعاقد معه على تصوير حملة إعلانية لها، ويضاف لهذه الحملة تصوير إحدى أغانيه بطريقة الفيديو كليب لتعلن عن بزوغها، من دون المساس بكلمات أو لحن الأغنية، وهذا يعتبر تحايلا جميلا لدخول الإعلان في الأغنية، ولتخفيض كلفتها من خلال دعم الشركات، وهذه الفكرة ليست جديدة، لأنها ظهرت هذه الأفلام السينمائية، من خلال عرض موديلات السيارات الحديثة، أو مشروب المياه الغازية وغيرها من المنتجات. ويضيف: جمهور المشاهدين للكليب خصوصا الشباب، تلفت نظرة السيارة الحديثة، التي يقودها المطرب وتبهره، ومن هنا تستغل الشركات هذه الأفكار للترويج لمنتجاتها، وتختار الشركات الكبرى المطرب صاحب الشعبية في الأوساط الشبابية، حتى تصل السلعة بسهولة للجمهور، وهذا لأننا نعيش عصر الماديات، وهي ظاهرة ليست جديدة في السينما لكنها جديدة في الغناء.

تبادل مصالح

ويتفق في الرأي الموسيقار هاني مهنا إذ يرى أن المسلسلات التلفزيونية والأفلام السينمائية بدأت في تناول هذه الفكرة منذ سنوات، وظهرت أخيرا في الكليبات، لأنها أصبحت أكثر انتشارا وتذاع أكثر من مرة في اليوم الواحد على الفضائيات، وهذه الفكرة استغلال لنجوم الغناء، فعلى رغم استفادتهم المادية، فإنها عملية تبادل مصالح بين الشركة المعلنة والمطرب، والغالبية ترى أنه ليس هناك عيبا في ظهور بعض السلع في أغاني الفيديو كليب، وهذا ذكاء إعلاني من الشركات المعلنة، لأن الأغنية يتم عرضها على شاشات التلفزيون والفضائيات، ولو حدث ذلك كإعلان عادي في التلفزيون فستدفع الشركة الكثير، أما من خلال الكليب فطبعا تنخفض الكلفة، لأن ذلك أرخص بكثير من الإعلان المباشر، وطالما أن الأغنية ستعرض بشكل جيد ومبهر، من دون المساس بكلماتها وألحانها فليس هناك ما يمنع. ويؤكد: أن هذه الظاهرة تؤدي إلى تشويه الذوق في الأغاني، كما يشاع ولكن على المطرب الواعي أن يستغلها جيدا، حتى لا يستهلك نفسه إعلانيا. ويرى الموسيقار محمد نوح أن ما يحدث الآن في أغاني الفيديو كليب هو اتجاه عالمي بدأ منذ فترة طويلة، وليس به أي عيب طالما يدعم الأغنية المصورة، ويظهرها في أفضل صورة، وبالتالي فالجمهور هو الرابح، لأنه يتابع أغنية تم تصويرها وإعدادها بشكل متميز وهذا ما نطالب به باستمرار، وهذه الشركات تسعى دائما لظهور السلعة الخاصة بها في شكل دعائي مناسب، وبالتالي تخصص موازنات كبيرة لذلك وهذا شيء جيد، ويجب ألا ننسى أن هناك شركات تمول الأفلام التسجيلية وأعمال الأوبرا من أجل ظهور هذه الأنشطة غير الجاذبة للناس. ويشير إلى أن هذه الظاهرة سينعكس أثرها بشكل واضح على الفنان والأغنية وسوق الكاسيت، وهذه الفكرة تدعم المطرب الجيد بكلماته الجميلة، ولكن الخوف من السفه الإعلاني الذي يؤدي إلى استقلال أية أصوات وأية أشكال في ظهور السلعة من دون مراعاة الذوق العام. ويؤكد أن الاتجاه الإعلاني داخل الأغاني ليس موضة جديدة، لكنها اتجاه موجود في الغرب والعالم كله منذ فترة، ووصلت إلى فكر المنتج العربي أخيرا.

زيادة المبيعات ويرى مخرج أغاني الفيديو كليب جميل المغازي: إن هذه الظاهرة في الأغنيات انتشرت بشكل كبير، وأصبح الجمهور يتابعها على شاشات التلفزيون، وخصوصا الفضائيات. ومن وجهة نظري دخول الإعلانات في الأغاني يبرز أهميتها ويؤكد ارتفاع نسبة مشاهدتها، بالإضافة إلى زيادة مبيعات ألبوم الأغنيات، نظرا إلى أن العمل تم تقديمه بأفضل الخامات والتي تخدم الكليب، والخوف من تقديم السلعة بشكل غير موظف فيتم تشويه العمل وصورة المطرب. ويشير إلى أن منتجي الأغنيات مستفيدون، لأن الكليبات في الأصل مكلفة للغاية، ونظرا إلى ضعف سوق الكاسيت في الفترة الأخيرة، فإن المنتجين في حاجة لتعويض الخسائر، فيبحثون عن مصدر تمويل يساعدهم في إخراج الأغنية بشكل جيد، وبكلفة معقولة، وهذا يعطي دافعا لتقديم ما هو جيد، لأن كلا من الطرفين المنتج والمعلن، يكون هدفه الوحيد نجاح الأغنية، وبالتالي تحقيق الدعاية للسلعة أو الخدمة.

ويؤكد أنه من الممكن أن يقوم بإخراج كليب مدعوم بإعلان عن سلعة، بشرط ألا تكون السلع المعلن عنها كثيرة وبصورة مستفزة في سياق الكليب، وضرورة أن تلتزم شركات الدعاية بفكرة المخرج، وتوظف السلعة بشكل جيد داخل أحداث الكليب.

حلول بديلة

ويرى مخرج الكليبات أحمد المهدي أنه إذا كانت الإعلانات ستضيف للأغنية، ففي هذه الحال تصبح وسيلة جيدة، فالجمهور دائما يقبل على الأغنيات التي تضيف للمنتج أو السلعة أو الخدمة المعلن عنها. كما أن هذه الإعلانات لا تشوه الكليب، لأن المنتج في النهاية يبحث عن المادة، ففي بداية الأمر كانت القنوات الفضائية تتسارع لشراء وعرض الأغنيات حصريا، لكنها توقفت بعد ذلك، فاضطر المنتجون البحث عن حلول بديلة للسيولة المادية في الفترة الأخيرة، لإحجام هذه القنوات عن شراء الأغنيات، فكان الإعلان هو الحل، على رغم خطأ استخدامه أكاديميا، إلا أنه حل لمشكلات منتجي الأغاني، خصوصا بعد أن أصبحت ألبومات الكاسيت لا تحقق الربح المطلوب. ويؤكد: أنه ليس رافضا لدخول الإعلانات في الكليبات، ولكن بشرط ألا يكون هناك أي نوع من التحكم في ذلك حتى لا يتطور الأمر ويصبح المعلنون هم المتحكمون الرئيسيون في الكليب، وهذه الكارثة، أما إذا كان المُنتج المعلن عنه جيدا، وممول الإعلان ينفق بصورة جيدة على الكليب، ويظهره بأفضل وضع، ويستفيد المطرب من خلاله، ماديا عن طريق دعم حفلاته بمبالغ كبيرة يساهم المعلن فيها عن طريق البوسترات واللوجوهات والدعاية، فإن النتيجة الطبيعية ستكون إيجابية لصالح كل الأطراف.

ويخشى المهدي من ظهور حرب بين منتجي الأغنية والمعلنين وأصحاب القنوات التي تعرض الأغنية، لأن هذه القنوات سترخص عرضها على اعتبار أنها إعلان، وعدم استغلال المطربين بشكل يسيء إليهم من خلال هذه الإعلانات، لأن هذا مرفوض.

العدد 1660 - الجمعة 23 مارس 2007م الموافق 04 ربيع الاول 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً