العدد 2253 - الأربعاء 05 نوفمبر 2008م الموافق 06 ذي القعدة 1429هـ

إقبال كبير على عروض أيام قرطاج السينمائية في تونس

يتدافع العشرات أمام قاعة سينما المونديال بالعاصمة للفوز بمقعد ومشاهدة عرض سينمائي في مشهد يبدو فوضويا للغاية لم ينته إلا بتدخل الشرطة ودخول المحتجين إلى القاعة وافتراش الأرض.

هذا المشهد لا يتكرر إلا أسبوعا واحدا كل عامين حين تقام أيام قرطاج السينمائية.

كل القاعات التي تعرض فيها أفلام ضمن المسابقة الرسمية وأخرى وثائقية وقصيرة تتشابه من حيث الإقبال الجماهيري الذي لم تتعود عليه قاعات السينما الراكدة باقي أيام العام.

ويقول البعض تندرا أنهم يدركون حين يرون تجمهرا وتزاحما هنا وهنا في الطرق المحاذية للشارع الرئيسي بالعاصمة أن أيام قرطاج السينمائية قد انطلقت.

افتتح مهرجان أيام قرطاج السينمائية، وهو أعرق مهرجان عربي وإفريقي، يوم السبت الماضي بعرض فيلم «هي فوضى» للمخرج المصري الراحل يوسف شاهين، ويختتم يوم السبت المقبل ويتم حينها منح الجائزة الأولى للمهرجان المعروفة باسم التانيت الذهبي لأفضل فيلم مشارك.

وقال أحد المسئولين بالدورة الـ 22 للمهرجان، حاتم بوريال «يمكن تفسير هذا الإقبال الجماهيري الغفير بنوعية الأفلام المعروضة خلال المهرجان، وهو أمر جيد يعبر عن عقلية التونسي الذي يعشق السينما المتميزة».

وغصت كل القاعات التي تعرض أفلاما ضمن المهرجان وعددها عشرة، بجمهور تدفق لمشاهدة أفلام ومناقشتها مع النجوم الحاضرين. لكن ذروة الإقبال كانت هذا العام بقاعة المونديال والريو التي احتضنت الأفلام المشاركة ضمن المسابقة الرسمية.

وخلال عرض فيلم «المشروع» لمحمد علي النهدي من تونس بقاعة الفن الرابع بشارع باريس اضطر المنظمون إلى تأخير العرض بنحو نصف ساعة تفاديا لحصول تدافع قد يؤدي إلى سقوط ضحايا.

وأدى تدافع شبان في حفل ستار أكاديمي لبنان العام الماضي بمسرح بصفاقس جنوبي العاصمة إلى مقتل 7 أشخاص وجرح العشرات.

وقالت شابة تدعى دعاء البحري انزوت تتفرج على ما يحدث في استغراب وبيدها تذكرة «للمرة الثانية أقتطع تذكرة ولا أجد لي مكانا لا داخل القاعة ولا حتى بين المتدافعين... هذا أمر لا أفهمه».

غير أنها أضافت مستدركة «أعتقد أن هذا الأمر علامة صحية فهنا الناس يتدافعون لمشاهدة فيلم فلسطيني يبدو أنه جاد، وليس لأجل عيون شاب لا يصلح للغناء مثلا».

واقترح الناقد السينمائي العربي السنوسي في مقال بصحيفة «الصحافة» أن تعرض القاعات سينما ثقافية خلال باقي فترات العام وأن تغامر بالبحث عن سينما غير متداولة ومتفردة لعلها تخرج من حالة الاختناق التي تتخبط فيها.

ويبدو أن سعر التذاكر المنخفض والذي حددته وزارة الثقافة والمحافظة على التراث بسعر لا يتجاوز دينارا واحدا (0.7 دولار) قد زاد من حدة الإقبال.

واحتج الليلة الماضية أمام سينما المونديال العشرات ممن يحملون تذاكر ولم يتمكنوا من الدخول... وهشم بعضهم زجاج النوافذ قبل أن تتدخل الشرطة وتعيد الهدوء للمكان.

وتقلص عدد قاعات السينما بتونس إلى نحو 20 قاعة فقط مقارنة بأكثر من نحو مئة قاعة خلال العقود الماضية، بعد أن اضطر الكثير من أصحاب القاعات إغلاقها نتيجة الإفلاس والخسارة الفادحة التي يتكبدونها.

لكن الأمر مختلف تماما خلال هذه الأيام فالقاعات التي كانت تستجدي المشاهدين وتدلل نزرا قليلا ممن يرتادونها وتسمح لهم بممنوعات مثل التدخين، لم تعد تتسع لهم.

وقالت مديرة الدورة الحالية درة بوشوشة للصحافيين الذين لم يتمكن عدد كبير منهم من دخول قاعات «نأمل أن نرى الإقبال نفسه يوم الإثنين المقبل، أي بعد انتهاء المهرجان».

وقال أحد أبطال فيلم «هي فوضى» يوسف الشريف: «بصراحة أنا معجب جدا بالأجواء التي وجدتها في تونس... أشعر أن الناس متلهفون للسينما ويدركون أهمية الإبداعات المعروضة بالمهرجان».

وأضاف «المهرجان مفعم بالحياة لذلك أعتقد أنه لا يمكن لمهرجانات حديثة أن تخطف منه الأضواء» في إشارة إلى مهرجان أبوظبي للسينما ومهرجان مراكش السينمائي.

وتستقبل تونس خلال أيام المهرجان مئات الصحافيين والضيوف من نجوم السينما. ويضفي عليها الأيام لونا مميزا، حيث تطغى لغة السينما على باقي اللغات.

العدد 2253 - الأربعاء 05 نوفمبر 2008م الموافق 06 ذي القعدة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً