أعمالها نقلت جزءا كبيرا من شخصيتها، مشاعرها، الانطباعات التي تشعر بها تجاه من حولها من سيدات المجتمع المدني، جميع ذلك انصب في قوالب مربعة الشكل، مختلفة الألوان، تنقل لمتأملها مشاعر من قلب الفنانة فجر آل خليفة، إلى قلوب جميع الزوار الذين حفل بهم معرضها الشخصي الأول.
تناقل الفنانون والهواة الأحاديث بشأن طبيعة التجربة، إذ كانت انطباعات الجميع عن معروضات الفنانة إيجابية، وكان الإعجاب سيد الموقف تجاه معظم اللوحات، فجر آل خليفة لمست ذلك الإعجاب أيضا، وذلك من خلال إثناء الجميع على طبيعة وتشكيلة اللوحات المعروضة، «الجميع أثنى على المعرض، وهذه تجربتي الأولى، إذ كانت لي أعمال سابقة شاركت بها في معارض مشتركة، إلا أنها لم تحتو على شخصية محددة، لذلك فالتحول كان كبيرا، والزوار لم يتوقعوا أن تأتي أعمالي بهذه القوة، وبهذه الشخصيات».
ألوانها كانت طاغية، وحركة الألوان في اللوحة رسمت شخصيات، تنطق بما تعيشه من إحساس، والحال النفسية لكل شخصية كانت واضحة في كل عمل، «لوحاتي تتضمن حركة، وحتى إن كانت تصور شخصا ثابتا، إلا أنها تحتوي حركة، وتحمل جزءا من شخصيتي».
«لغة المشاعر» هو الاسم الذي اطلقته على معرضها الشخصي الأول، وتجد أن في هذه التسمية محاولة للتعبير عن المرأة وقوتها وحساسيتها وعاطفتها، «أخذت هذا الجانب المتميز في المرأة وركزت عليه في هذا المعرض، أخذت المرأة كأساس لجميع لوحاتي».
«سر تركيزي على المرأة لأنني إمرأة، وأتكلم بلوحاتي عن نفسي ومن حولي بما يشعرون ويفكرون وأتأثر بهم»، ذلك سبب تركيز الفنانة على رسم المرأة بشكل متكرر، على رغم أن الكثير من الفنانين جعلوا المرأة رمزا وطابعا لأعمالهم، إلا أن فجر تجد أنها قدمت المرأة بصورة مختلفة عن الآخرين، «لوحاتي تجريدية تعبيرية، نلاحظ فيها أن الأشخاص بلا وجوه، وبعض اللوحات تضم أكثر من شخص، وليست لنساء لوحدهن، وبعضها الآخر يحتوي رجالا ونساء معا، كما توجد لوحات تضم أشخاصا كثيرين في مناسبات اجتماعية، أو شخصيات لا يمكن تصنيفها كرجل أو إمرأة».
إعجابها في المرأة غير محدود، «المرأة كلها مشاعر، بالمحيط فيها بما حولها بالظروف، كلها مشاعر تعبيرية عبرت عنها بألواني وفرشاتي على اللوحات».
فجر عملت على إعداد معرضها نحو 7 أشهر، وأعمالها مقتبسة من المحيط الذي حولها، وهي ترسم من الأخبار التي تشاهدها وما تشهده من مواقف لدى الأهل والأصدقاء مع نفسها، «كل هذه الأمور والبيئة المحيطة بي أثرت على لوحاتي، واوحت بما رسمته»، ولا تجد أنها ركزت على طبقة معينة من النساء الذين ترسمهم، «تركيزي جاء أكثر على المرأة المدنية الحديثة المحيطة بي».
«دافعي لإقامة معرضي الأول هو حصولي على الجائزة التقديرية التي قدمها لي سمو رئيس الوزراء في المعرض التشكيلي 33»، بهذه كانت بداية العمل على المعرض، بعد أن كانت مشاركاتها مقتصرة على المعارض المشتركة.
تجربتها الأولى كانت ذات انطباعات خاصة، إذ واجهت فجر صعوبة في التعامل مع تفاوت الأحجام في اللوحات، «كنت أهاب اللوحات الكبيرة بداية العمل فيها، إلا أنني سرعان ما أتعود عليها وأرتاح لها، وبالعكس مع اللوحات الصغيرة التي كانت متعبة بالنسبة لي».
«المعرض واللوحات جهد كبير لا يعرفه أحد»، خدمتها الألوان وتأقلمت معها، لتعطي معرضا متميزا لجمهورها، متمنية أن تتكرر هذه التجربة وتقدم معارض أخرى في الفترة القادمة بمستوى أفضل.
العدد 1700 - الأربعاء 02 مايو 2007م الموافق 14 ربيع الثاني 1428هـ