العدد 2256 - السبت 08 نوفمبر 2008م الموافق 09 ذي القعدة 1429هـ

آليات انتخاب الرئيس الأميركي

ينتخب الرئيس الأميركي بواسطة الهيئة الانتخابية، وهي مجموعة من المواطنين الذين تختارهم الولايات للإدلاء بأصواتهم لاختيار الرئيس ونائب الرئيس نيابة عن سكّان الولايات. وتُجرى الانتخابات في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني كلّ أربعة أعوام ذات الرقم المزدوج.

وتختلف عملية اختيار هؤلاء المقترعين ما بين ولاية وأخرى، ولكن الأحزاب السياسية ترشح المقترعين عادة في مؤتمرات الولايات الحزبية أو عن طريق تصويت أعضاء لجنة الحزب المركزية. ويختار الناخبون في كلّ ولاية، من خلال تصويتهم لرئيس ونائب رئيس.

لذا حينما يدلي الناخبون بأصواتهم يوم الانتخابات ويضعون شارات إلى جانب أسماء مترشيحهم الرئاسيين المفضّلين فإنهم في الحقيقة يصوّتون لناخبين من ولايتهم. وهؤلاء الناخبون يتعهدون بالاقتراع لذلك المترشح الرئاسي المشار إليه(الهيئة الانتخابية)، الذين ينتخبون فعلا الرئيس ونائب الرئيس.

عمل الهيئة الانتخابية:

يمنح نظام الهيئة الانتخابية (التي أنشئت في حقبة مبكّرة من تاريخ البلاد) كلّ ولاية عددا من الأصوات الانتخابية يعادل عدد ممثليها في الكونغرس. ويبلغ مجمل عدد الأصوات في الهيئة الانتخابية حاليا 538 صوتا؛ ويتعيّن أنْ يحصل المترشح الرئاسي على 270 صوتا كي يفوز بالمنصب؛ أي أغلبية بسيطة.

وتعتمد جميع الولايات، باستثناء اثنتين، نظام «الفائز يحصل على كلّ الأصوات» الذي يعني أن المترشح الذي يحصل على أكبر عدد من الأصوات الشعبية في الولاية يحصل على جميع أصوات المقترعين الذين يمثلونها. وفي حال عدم حصول أيّ مترشح لمنصب الرئاسة على غالبية أصوات أعضاء الهيئة الانتخابية، يُحال أمر تقرير نتيجة الانتخابات إلى مجلس النوّاب. وفي مثل هذه الحالات، يختار مجلس النوّاب الرئيس بغالبية الأصوات، بحيث يختار النوّاب واحدا من الأشخاص الثلاثة الذين حصلوا على أكبر عدد من أصوات الهيئة الانتخابية. وتدلي كلّ ولاية بصوت واحد.

المترشح الرئاسي الذي يفوز بالأصوات الشعبية يفوز بجميع أصوات الهيئة الانتخابية لتلك الولاية، حيث تطبق فيها طريقة «الفائز يربح كل عدد الأصوات». بعد المصادقة على الانتخابات في كل ولاية، يبدأ تعداد أصوات الهيئات الانتخابية التي نالها كل مترشح. والمترشح الذي ينال أكثرية أصوات الهيئة الانتخابية (على الأقل 270 صوتا من أصل 538) يعلن فائزا.

إذا لم ينل أيّ من المترشحين أكثرية أصوات الهيئة الانتخابية يختار مجلس النوّاب الأميركي الفائز بصوت واحد لكلّ وفد ولاية. وإذ إنه لا يكون الرئيس منتخبا من الشعب في تلك الحالة، من الممكن أن ينال المترشح أكثرية الأصوات الشعبية ويخسر الانتخابات.

ومن المفارقات يمكن أن يفوز مرشح ما بمنصب الرئاسة من دون أنْ يكون قد حاز غالبية الأصوات الشعبية. وحصل ذلك في العام 2000 (بين جورج بوش وآل جور)، وسجّلت ثلاث حالات من هذا القبيل في تاريخ الولايات المتحدة. وهذه الحالة الشاذّة تحدث عندما يفوز المترشح في بعض الولايات بفارق ضئيل ولكنه يخسر بفارق كبير في ولايات أخرى.

وهذا السبب وحده يدعو البعض إلى المناداة بإلغاء نظام الهيئة الانتخابية؛ بينما يرى آخرون أنّ نظام الهيئة الانتخابية مهم لضمان حصول الولايات الصغيرة على الأصوات التي تجعلها قادرة على التأثير في نتيجة الانتخابات.

الولايات المتأرجحة:

تاريخيا دأبت بعض الولايات، على تفضيل مترشح أو حزب معين، ولكن الناخبين في ما يعرف بالولايات المتأرجحة أو ولايات ساحة المعركة، وهي الولايات التي يصعب التنبؤ بنتائج انتخاباتها، منقسمون بالتساوي تقريبا في ولاءاتهم السياسية حتى أن دعم الناخبين على مستوى الولاية يتغير من حزب إلى حزب.

فكل حزب سياسي يأخذ في الاعتبار كل ولاية بمفردها على أنها منافسة انتخابية منفصلة وأن يأخذ في الحسبان أنّ الأصوات الشعبية لا تقرّر النتيجة بل عدد أصوات الممثلين في الهيئة الانتخابية التي يتلقاها المترشح هي التي ستقرّر من سيفوز بسدة الرئاسة في البيت الأبيض.

فالمترشحين يديروا حملة قومية تبث رسائلهم الى الناخبين خلالها وسائل الإعلام في البلاد، هذا الى جانب حملات ولائية هادفة تتطرق الى القضايا والمشاغل المحلية والإقليمية.

وكثير من الولايات، وبالنظر الى تركيبها السكّاني ووضعها الاقتصادي، ستفضل مرشحا أو حزبا معينا. وفي السنوات الأخيرة جرى نقاش واسع بشأن ما يعرف بالولايات الحمراء؛ أي الولايات التي مال معظم ناخبيها للتصويت للجمهوريين، أو الولايات الزرقاء التي صوّتت غالبية ناخبيها للديمقراطيين. وهناك خرائط ورسوم بيانية تكشف هذا التمايز والتي تشير الى أنّ الولايات الزرقاء تحاذي سواحل البلاد وغالبية الولايات الحمر في الجنوب والغرب الأوسط. أمّا الولايات التي يصعب التنبؤ بنتائجها والتي تعرف بولايات ميدان المعركة أو ولايات التأرجح، فإنّها كثيرا ما تكون محط اهتمام منظمي الحملات ومحور أموالها ومواردها. وهذه الولايات يمكن أنْ تتبدل من انتخاب الى آخر أو حتى خلال موسم انتخابات واحد.

وتبدأ العملية الانتخابية قبل فترة طويلة من تاريخ الانتخابات ذاتها، وذلك عندما يعلن الأفراد ترشيحهم للمناصب. وذلك خلال عملية انتخابات الكونغرس، في حال سعى أكثر من مترشح من الحزب نفسه للمنصب، تُجرى انتخابات أولية لتحديد أيّ من المترشحين سيسجل على ورقة الاقتراع في الانتخابات العامة.

وتبدأ المعركة الرئاسية باكرا، بدءا من يناير/ كانون الثاني لغاية يونيو/ حزيران، تجري الولايات انتخابات رئاسية أولية أو بما يعرف مؤتمرات حزبية انتخابية. نتائج هذه الاقتراعات تُحدد عدد المندوبين الذين سيمثلون كلّ مترشح خلال مؤتمرات الترشيح الحزبية، والمؤتمرات هذه هي التي يتم فيه اختيار مترشحي كلّ حزب

العدد 2256 - السبت 08 نوفمبر 2008م الموافق 09 ذي القعدة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً