نحتاج فيما نحتاج إلى نوع من النقد السينمائي الرفيع للأفلام القصيرة، ذلك أننا وفي خضم هذا الزخم من الأفلام القصيرة المتوالية في الكثير من المهرجانات السينمائية نؤسس لظهور قاعدة جديدة من السينمائيين الخليجيين الذين غُيبوا زمنا ليس بالبسيط عنا، سواء المحترفين منهم أو الهواة.

سيقول قائل: لا بد من «الدعم» وتقدير «حجم الإمكانات البسيطة». أقول: نحن لا نطالب بتأسيس حالة من التخريب الكليانية للعملية الإبداعية برمتها فهناك نماذج جيدة تستحق الإشادة والتشجيع، وحتى تكتمل دورة الحياة لهذه التجارب التي مازال البعض يصفها بـ «الأولية» أرى ضرورة أن يكون للنص النقدي حضور بارز ومرافق لهذه المهرجانات، هذا إذا ما كانت لنا طموحات حقيقية بالوصول لمستويات منافسة مع التجارب الأخرى المحيطية بنا.

إن الحديث عن خلق حالة من الدعم والتشجيع لجيل المخرجين الشباب عن طريق الترويج لأفلامهم سيكون قاصرا دون أن ترافقه حركة «نقد» حقيقية تترفع على التحليل المشاهداتي بمراحل. ولن تتحقق حالة نجاح حقيقية أيضا دون أن ترافق هذا الإنتاج محاولات جادة لصناعة ثقافة سينمائية وبصرية لدى الجمهور الخليجي عامة.

لن يكون لنا أن نصل بإنتاج سينمائي محترف دون أن نمر من أبواب معرفية وثقافية بنت عليها هوليوود سلطتها أما الركون نحو سينما «الهواية» المتعلقة بثقافة المشاهدة والتأثر من الدرجة الثانية فهي نزوح نحو الاستمرار في إنتاج ما هو أقل مما نستطيع أن نطمح له.

المخرج الإماراتي سعيد سالمين المري في إحدى لقاءاته أشار إلى محورية مهمة، وهي ضرورة تعريف الجمهور بجماليات فن الأفلام القصيرة التي تكون مشاركاتها محصورة بالمهرجانات الخاصة والمسابقات المتخصصة. اتفق معه كلية، وذلك بهدف كبير وهو إنهاء حالة الاحتكار «الإنترنتية» لهذا النوع من الإنتاج السينمائي.